شاركت دبابات وأنظمة للدفاع الجوي في عرض عسكري أقيم في وسط سان بطرسبورغ، أمس، في إطار مراسم إحياء الذكرى الخامسة والسبعين لانتهاء حصار لينينغراد الذي تسبب في موت 800 ألف شخص على الأقل بين 1941 و1944، في ملحمة تاريخية يتحدث الروس عنها عادة بفخر، ويعتبرها كثيرون في العالم تجربة ملهمة.

وأثار العرض العسكري، الذي جرى في جو مثلج أمام متحف الارميتاج في وسط العاصمة السابقة للقياصرة الروس، جدلاً، لا سيما بعدما رأى كثيرون، بينهم ناجون من الحصار، أنه نموذج للدعاية الحربية التي تقوم بها السلطات. ولم يحضر بوتين العرض، لكنه سيشارك في عدد من النشاطات الأخرى المقررة في المدينة.

وأمام مئات الحضور، وفي درجة حرارة 11 تحت الصفر، مر أكثر من 2500 عسكري يرتدي بعضهم المعاطف المصنوعة من جلد الخراف وأحذية مثل تلك التي كان ينتعلها الجنود في حقبة الغزاة النازيين، إلى جانب دبابات «تي34» الشهيرة وقاذفات صواريخ.

ووقف الحضور دقيقة صمت على وقع جهاز لضبط الإيقاع. وخلال الحصار، كانت سرعة الإيقاع تحذر عبر الإذاعة السكان من عمليات قصف جوي وشيكة.

وقبل الاحتفالات، وقّع أكثر من خمسة آلاف شخص عريضة تدعو السلطات إلى إلغاء العرض العسكري الذي وصف بأنه «مهرجان لتدنيس» الذكرى. ويرى بعضهم أن المال الذي وظف للعرض كان يمكن أن يدفع لمن تبقى من للناجين. وكتب المعلق السياسي أنطون أوريخ أن «المسنين يمكنهم بذلك شراء أدوية وملابس لينسوا للحظة حساب أقل سنتيم يملكونه».

ويرى موقعو العريضة أن السلطات لم تنهِ حتى الآن اللائحة الكاملة لضحايا الحصار، وبخاصة آلاف العسكريين الذين حاولوا كسر الحصار وما زالوا يعتبرون في عداد المفقودين ولم يحظوا بدفن ومراسم تليق بمقاتل يدافع عن وطنه.