أعلن برنامج حوار المتوسط للحقوق والمساواة الممول من الاتحاد الأوروبي نهاية مهرجان مواطني المتوسط الذي انعقد في مدينة كاتانيا الإيطالية بين 2 و5 يونيو بهدف جمع الصحفيين والنشطاء وصناع القرار من كافة بلدان البحر المتوسط لبحث سبل التعاون المشترك في المنطقة من أجل مواجهة التحديات المشتركة.

وقال البيان الختامي للمهرجان: "بينما توجه مأساة الحرب نظرنا نحو شرق أوروبا، لفت مهرجان مواطني المتوسط إلى الانتباه العام إلى أهمية المتوسط"، وأضاف: "لم يسلط الحدث الضوء على مركزية المتوسط كمنطقة جغرافية فحسب، وإنما استعرض أيضا المجتمعات المتنوعة والمتعددة التي يمثل المتوسط بالنسبة لها مشتركا صلبا وفضاء تتشارك فيه التطلعات والنضال نفسه من أجل نفس الحقوق".

وأوضح البيان أن لمهرجان مواطني المتوسط الذي جرى على مدار 5 أيام شهد 70 فعالية واستضاف 200 ضيف من أكثر من 30 بلدا. تناولت تلك الفعاليات موضوعات عديدة كالمواطنة، الديمقراطية، المساواة بين الجنسين، العدالة الاجتماعية، البيئة والتنوع الحيوي، حرية التعبير وحراسة حقوق الإنسان.

وقالت المديرة الفنية للمهرجان كاثرين كورنيت إنه "خلال تلك الأيام الكثيفة من النقاشات وورش العمل والحفلات، تعرضنا للكثير من الموضوعات الخطيرة والمؤلمة جدا، كمسألة سياسات الاتحاد الأوروبي في مسألة الهجرة التي ما زالت تؤدي إلى التمييز والعمل اللاقانوني وخسارة كثير جدا من الأرواح في المتوسط".

وقد شهد المهرجان أيضا حفلا موسيقيا أحيته المطربة المصرية مريم صالح والموسيقي اللبناني زيد حمدان.

وعلق جيانلوكا سوليرا مدير برنامج حوار المتوسط بأن "المواطنة المتوسطية هي أولا، وقبل كل شيء، أفق نسعى إليه"، وهي تعني بالنسبة له "تأسيس مناطق مواطنة حرة مفتوحة لمواطني المتوسط من كافة البلدان، تماما كما أن هناك مناطق حرة للتجارة والصناعة، حيث يمكننا أن نصلح الصدوع بين شعوب المتوسط ونخبر معا ما ينبغي أن يكون البيت المشترك القادم".

وأشار البيان إلى مداخلة المؤرخ البريطاني الفلسطيني، ديفيد أبو العافية، التي تناولت التجارة في البحر المتوسط منذ العصر الروماني التي أدت إلى التلاقح المتبادل الذي قرب ضفتي المتوسط من بعضهما أكثر مما فعلت الطرق البرية، ولذلك "فإن المتوسط هو مبني بالأساس ليجمع لا ليفرق".

كما أشار إلى مداخلة الممثل والكاتب المسرحي الإيطالي موني عوفاديا الذي أكد أن "التطرف القومي هو الوباء الأكثر فتكا في التاريخ البشري، وأن التصرف بمنطق الحدود المرسومة اعتباطيا هو جريمة، وأن الكائنات البشرية تنتمي إلى نوع واحد ووحيد".

يذكر أن برنامج حوار المتوسط للحقوق والمساواة هو برنامج ممول من الاتحاد الأوروبي بهدف دعم التواصل بين المجتمعات المدنية في بلدان البحر المتوسط الأوروبية والعربية بهدف خلق فضاء مشترك يواجه التحديات المشتركة للمنطقة.