احتج بضعة آلاف من الأردنيين يوم أمس الجمعة على اتفاقية المياه مقابل الطاقة مع إسرائيل، ودعوا حكومتهم إلى إلغاء اتفاق السلام مع إسرائيل قائلين إن أي تطبيع يُعد خضوعا مذلا.

وانتشرت الشرطة بحضور كثيف حول منطقة في وسط العاصمة عمان تؤدي إلى المسجد الحسيني حيث خرج المتظاهرون في مسيرة بعد صلاة الجمعة.

وردد المتظاهرون هتاف "لا لاتفاقية العار" وحمل بعضهم لافتات تحمل عبارة "التطبيع خيانة" في احتجاج نظمته أحزاب معارضة بما فيهم إسلاميون ويساريون ومجموعات قبلية ونقابات.

وبمقتضي الاتفاقية ينتج الأردن 600 ميجاوات من الكهرباء المولدة بالطاقة الشمسية ويصدرها لإسرائيل مقابل قيام إسرائيل بتزويد الأردن، الذي يعاني من ندرة المياه، بنحو 200 مليون متر مكعب من المياه المحلاة.

ويقول دبلوماسيون غربيون إن المبادرة قيد الدراسة لتقييم جدواها، لكن إذا ثبتت جدواها وأتت بثمارها، فستكون ضمن أكبر مشاريع التعاون الإقليمي بين إسرائيل والدول العربية.

ويعارض كثير من الأردنيين تطبيع العلاقات مع إسرائيل الذي كان نتاج اتفاق سلام تاريخي وقع في 1994، وفتح الطريق لتعاون بعيد المدى في مجالات الطاقة والمياه والغاز.

وتتصاعد المشاعر المعادية لإسرائيل في بلد ينحدر معظم سكانه، البالغ عددهم 10 ملايين نسمة، من أصول فلسطينية. وقد تعرضوا للطرد هم أو آباؤهم أو فروا إلى الأردن أثناء القتال الذي ترافق مع قيام دولة إسرائيل في 1948.

وبعد الإعلان عن الاتفاقية هذا الأسبوع، اندلعت مظاهرات متفرقة في الجامعات بأنحاء البلاد في تحد لحظر الاحتجاج. وردد مئات الطلاب شعارات مناهضة لإسرائيل ودعوا الحكومة إلى قطع العلاقات معها وإلغاء المشروع.