نظّمت مئات الكينيات، اليوم الإثنين، مظاهرة سلمية في العاصمة نيروبي، احتجاجا على حادثتي تجريد امرأتين من ملابسهما، مؤخرًا أمام العامة بزعم ارتدائهما ملابس غير محتشمة.

وفي كلمة وجهتها إلى الحشود، اعتبرت إستير باساريس، وهي إحدى منظمات الاحتجاج، أن "حوادث التجريد أمام العامة مؤخرا، والاعتداء على نساء بريئات، دليل على الإفلات من العقاب المتنامي وتجاهل حقوق الإنسان في كينيا".

وقالت إن "مثل هذه الهجمات، التي يبدو أنها آخذة في الارتفاع، لا تسيء فقط إلى دستورنا، ولكنها أيضا غير مقبولة أخلاقيا، ولا تسهم إلا في السخرية من هذه الأمة العظيمة".

يأتي ذلك في أعقاب انتشار تسجيل مصور على شبكة الإنترنت، يظهر حادثتين منفصلتين لتجريد امرأتين من ملابسهما تماما أمام العامة، بزعم أنهما ترتديان ملابس غير محتشمة.

وقعت الحادثة الأولى في مدينة مومباسا الساحلية، والثانية في محطة حافلات بنيروبي، وفي كلتا الحالتين تم تجريد السيدتين من ملابسهما تماما لارتدائهما تنانير قصيرة.

وأثار الاعتداءان موجة استياء على منصات وسائل الإعلام الاجتماعي حيث أدان كينيون هذا السلوك المشين الذي تعرضت له السيدتان، وأطلقوا هاشتاغ على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" شارك فيه الكثيرون بعنوان: "ردائي خياري".

وكان من بين المجموعات الكينية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، التي أدانت بقوة هذا السلوك "جمعية أمهات كيليماني"، التي تضم أكثر من 27 ألف عضوة.

وفي بيان، صدر لوسائل الإعلام، طالبت المجموعة رئيس المحكمة العليا، وجميع الأجهزة الحكومية الأخرى باعتبار العنف القائم على أساس نوع الجنس، مثل السرطان، والمضي قدما لإنشاء محاكم خاصة لمحاكمة مرتكبي الجرائم.

وليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها نساء في كينيا لمثل هذا الاعتداء، حيث شهدت البلاد واقعتين مماثلتين العام الماضي في مدينتي كيتينغيلا ونيري، عندما أبلغت امرأتان أنهما تم تجرديهما من ملابسهما عنوة، وإذلالهما بدعوى أنهما كانتا ترتديان ملابس غير محتشمة.

وشارك في التظاهرة مئات النساء اللاتي خرجن إلى شوارع العاصمة ورددن شعارات لدعم قضيتهن، وهن يلوحن بقبضاتهن في الهواء.

وإلى المشاركات في الاحتجاج، انضم عدد من الرجال لإدانة العنف ضد المرأة بسبب طريقتهن في ارتداء الملابس، ولكن البعض، مثل "فيكتور أوكاميفيسو"، (عابر خلال المظاهرة) الذي قال إنه يجب على النساء أيضا أن تلعبن دورهن في ارتداء ملابس لائقة.