دخلت معركة تحرير طرابلس مرحلة الحسم ، بينما يتهم مسؤولون ليبيون النظامين القطري والتركي بالإستمرار في دعم الميلشيات الخارجة عن القانون والجماعات الإرهابية، ومدها بالمال و السلاح والمرتزقة.
غير أن المراقبين يجمعون على أن المعركة متواصلة ، الى حين الإنتهاء من تحرير العاصمة ، وهو ما بات يؤرق الدوحة وأنقرة اللتين فشلتا في تجييش الرأي العام الدولي ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وقد إتضح ذلك بالخصوص من خلال جولة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج الأوروبية والتي شملت روما وبرلين وباريس ولندن.
وقال عبد الهادي حويج وزير الخارجية في الحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب، أن  المعركة  محسومة رغم المحاولات اليائسة لوقفها من دولتي قطر وتركيا، اللتين ما إنفكتا تدعمان الإرهاب في ليبيا، وتزودان المليشيات بالسلاح والمرتزقة والمال، مشيرا إلى وجود وثائق رسمية لدى مجلس الأمن والمنظمات الدولية تثبت دعم هاتين الدولتين للإرهاب، وستحاسبان على ذلك.
وأضاف إن الصراع في ليبيا بين الجيش الليبي والشعب من جهة، والمليشيات الإرهابية من جهة ثانية، وليس صراعا بين طرفين من الشعب كما يشاع، مبرزا أن المعركة حول طرابلس هدفها تحرير  العاصمة، التي هي عاصمة كل الليبيين، من السجن الذي تقبع فيه تحت حراب المسلحين.
وتابع الوزير الليبي أن قطر أغرقت بلاده بالسلاح الموجه للإرهابيين منذ أن إصطفت وراءهم في العام 2011، وزرعت الحقد والضغينة بين أبناء الشعب الواحد بدعمها لقوى الإسلام السياسي ذات الأجندات المعادية لتطلعات الشعب الليبي، مشددا على أن الليبيين يدركون جيدا الدور القطري في عملية التخريب الممنهج التي شهدتها بلادها خلال السنوات الماضية.
وبدوره ، أوضح  عضو مجلس النواب زياد هدية إن الموقف التركي في ليبيا سلبي لدعمهما الإرهابيين ، متهما أنقرة  بأنها تعد مصدراً رئيسيا لجلب المتطرفين من جبهة النصرة وداعش إلى مصراتة لنقلهم إلى طرابلس لقتال الجيش الليبي وعرقلة تقدمه.
وأبرز هدية  أن المرتزقة الذين ترسلهم تركيا لدعم الميلشيات يتم نقلهم في عدة رحلات جوية من أنقرة إلى القاعدة الجوية في مصراتة، لافتا الى أن أنقرة تستخدم عدة طرق بحرية لنقل الأسلحة والمدرعات والذخائر من موانئ تركيا إلى ليبيا، وهو ما أكدته مصادر مطلعة من غرفة عمليات تحرير طرابلس حيث أكدت أن لدى القيادة العامة للجيش الأدلة الكافية عن دور تركيا في مد الميلشيات بالسلاح والذخيرة، وفي نقل إرهابيين من سوريا الى مصراتة للانضمام الى كتائب الإرهابيين مثل «الفاروق» و«الصمود» و«الحلبوص».
وأوضحت ذات المصادر أن لقطر دورا رئيسا  في جلب المرتزقة من الطيارين والخبراء والمقاتلين والدفع بهم الى جبهات القتال أو الى غرف العمليات ، وهو أمر لم يعد خافيا حتى على العواصم الغربية التي باتت على يقين من أن الجيش الوطني يواجه جماعات من الإرهابيين والمرتزقة الذين يقاتلون ضمن مشروع إقليمي ودولي هدفه التمكين لجماعة الإخوان وحلفائها وخاصة من تنظيم القاعدة.
وأضافت المصادر أن العمليات الإرهابية التي شهدها الجنوب الليبي مؤخرا، وإن كان تنظيم داعش الإرهابي قد تبناها، إلا أنها تحمل بصمات تحالف بين ذلك التنظيم وعصابات المتمردين التشاديين الذين يخضعون لأوامر زعيمهم تيمان أرديمي المقيم في الدوحة منذ سنوات، ويعتبر من أبرز الدائرين في فلك الإستخبارات القطرية.