ستوقع مصر خلال شهر فبراير/ شباط القادم اتفاقية لمكافحة التهرب والغش التجاري والتزييف مع الجزائر، في الوقت الذي تسعى في البلاد إلى مضاعفة شحنات الغاز الطبيعي المسال القادمة من الجزائر وذلك خلال الزيارة التي بدأها اليوم الاثنين وزير البترول المصري شريف إسماعيل إلى الجزائر.

وقال وزير المالية المصري هاني قدري دميان إن بلاده توصلت مع الجزائر لاتفاق في مجال التعاون الاداري لمكافحة المخالفات الجمركية، ومن المنتظر التوقيع علي الاتفاق أثناء زيارة وفد جزائري للقاهرة خلال شهر فبراير/ شباط المقبل.

وأضاف الوزير، في بيان صحفي صدر اليوم الإثنين، أن الاتفاق يستهدف مكافحة عمليات الغش التجاري وتزييف المستندات مثل شهادات المنشأ العربي للاستفادة من مزايا اتفاقية تيسير التجارة العربية، إلي جانب الحد من عمليات تزوير الفواتير التجارية بإدراج قيم للرسائل والبضائع المتبادلة بين الدول العربية أقل من قيمتها الحقيقية بهدف التهرب من أداء الرسوم والضرائب المستحقة.

وعلى صعيد آخر، غادر مطار القاهرة اليوم وزير البترول والثروة المعدنية المصري شريف إسماعيل متجها إلى الجزائر على رأس وفد في زيارة تستغرق يومين.

وذكر مسؤول لمراسل وكالة الأناضول إنه من المقرر أن تتناول اللقاءات عدة موضوعات أبرزها، وضع اللمسات الأخيرة لاستيراد 6 شحنات غاز مسال من الجزائر خلال العام المقبل وتحديد أسعار الاستيراد، ومن المتوقع أن يبدأ الاستيراد في إبريل/ نيسان المقبل، بينما سيتم التفاوض على الأسعار التي من المتوقع أن تنخفض عن ذي قبل بعد انخفاض أسعار النفط في العالم، وفقا للمسؤول.

ولفت إلى أنه يتم أيضا بحث كيفية حل المشاكل الفنية التي تعوق تكرير البترول الجزائري في معامل التكرير المصرية، خاصة في ظل وجود طاقة فائضة بالمعامل المصرية تقدر بنحو 8 ملايين طن، حيث تبلغ الطاقة الاستيعابية للمعامل 35 مليون طن سنوياً وتعمل حالياً بطاقة 27 مليون طن.

وقال مسؤول آخر لمراسل وكالة الأناضول إن وزير البترول سيطلب من نظيره الجزائري يوسف اليوسفي خلال محادثاتهما أهمية رفع شحنات الغاز المسال الموردة من 6 شحنات إلى 12 شحنة على الأقل خلال عامي 2016 و 2017.

وتقدر وزارة البترول المصرية حجم شحنات الغاز المطلوبة سنويا بنحو 48 شحنة تقدر كل منها بنحو 144 ألف طن على الأقل لتلبية احتياجات السوق المحلى.

وتقدر طاقة تسييل الغاز الطبيعي بالجزائر بنحو 60 مليون متر مكعب سنويا بعد تشغيل مجمع تسييل الغاز بسكيكدة مطلع العام الجاري.

وتنتج الجزائر حاليا حوالى 205 ملايين طن معادل نفط سنويا في المتوسط، يخصص 50 مليون طن معادل نفط للاستهلاك المحلى. وتنتج سوناطراك، عملاق صناعة النفط التابعة للحكومة الجزائرية، حوالى 150 مليون معادل نفط بجهودها الذاتية مقابل 55 مليون طن لشركائها الأجانب.

ومن المقرر أن تستورد مصر ست شحنات من الغاز المسال الجزائري في عام 2015، خلال الفترة من أبريل/ نيسان وسبتمبر / أيلول المقبلين بمعدل شحنة واحدة شهريا.

وتسعى مصر لاستيراد الغاز المسال لتوفير الوقود لمحطات توليد الكهرباء، وذلك على خلفية أزمة طاقة طاحنة تعيشها البلاد منذ سنوات، تسببت في انقطاع متكرر ولعددٍ كبير من الساعات عن المنازل.

ووقعت الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية "ايجاس" وشركة هوج النرويجية الشهر الماضي العقد النهائي لاستئجار أول سفينة عائمة لاستقبال وتخزين شحنات الغاز الطبيعي المسال وإعادته لحالته الغازية مرة أخرى، ودفعه إلى الشبكة القومية للغازات الطبيعية، وذلك لمدة 5 سنوات لتوفير كميات من الغاز الطبيعي تزيد على 500 مليون قدم مكعب يومياً لسد جانب من الاحتياجات الإضافية لمحطات الكهرباء.