ذكر الصحفي الإيطالي أومبيرتو دي بالما في مقال نشر على المجلة الإيطالية "بلاستنغ نيوز" أن ما يسمَى تنظيم "الدولة الإسلامية " (داعش) في ليبيا ، يمثل تهديدا حقيقيا على إيطاليا، وأن بإمكانه تنفيذ هجمات على البلاد في غضون أسابيع. وكان السفير الليبي في دولة الإمارات العربية المتحدة عارف علي النايض قد حذر من إمكانية وقوع مثل هذه الهجمات، في تصريح له للصحيفة الأمريكية "واشنطن تايمز".

 وأفاد دي بالما أن حالة عدم الاستقرار والفوضى التي تعيشها ليبيا منذ أربع سنوات، غداة سقوط نظام معمر القذافي سنة 2011، واستمرار الصراع المسلح بين مختلف الفصائل الليبية حول السلطة والنفوذ، إلى جانب غياب أجهزة دولة قوية، من شرطة وجيش، أدَى إلى توغَل الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم "الدولة" الساعي إلى التوسع ، في محاولة لتكرار ما قام به في كل من سوريا والعراق، وهذا يعني أن الأخطار تتزايد على إيطاليا، نظرا للقرب الجغرافي بين البلدين.

 وأشار الصحفي الإيطالي  أومبيرتو دي بالما إلى أنه بوصول تنظيم "داعش" إلى ليبيا، والحصول على موطئ قدم له في البلد يبعد أميال قليلة عن السواحل الإيطالية، تتفاقم المخاطر على الأمن القومي الإيطالي، خصوصا وأن هذا التنظيم قد هدد في خطابات عديدة المصالح الإيطالية. وخلال الآونة الأخيرة، أكد النايض لصحيفة "واشطن تايمز" الأمريكية، أنه بإمكان التنظيم الإرهابي "داعش" شن هجمات ضد إيطاليا، وأن ذلك قد يكون في غضون أسابيع وليس أشهرا.

 وأفاد دي بالما أن السفير الليبي ذكر أن "الدولة الإسلامية" قد تعتمد طريقتين للهجوم على إيطاليا، تكون الأولى من خلال تسلل بعض العناصر الإرهابية  على متن قوارب في صفوف اللاجئين، أما الطريقة الثانية تتمثل في إمكانية استخدام طائرات مدنية أو عسكرية ، يتم تلغيمها بالمتفجرات والأسلحة الكيميائية، علما وأن الرحلة إلى روما من مطار سرت -الذي يسيطر عليه عناصر تنظيم "الدولة"- تدوم ساعة واحدة.  

تهديدات

ولفت كاتب المقال إلى أن ما صرح به السفير الليبي عارف علي النايض، وتحذيره من إمكانية استعمال الطائرات لشن هجمات ضد إيطاليا، تؤكدها تلك التقارير الاستخباراتية الأمريكية الصادرة في سبتمبر الماضي، والتي تؤكد أن "الميليشيات الإسلامية" قد تمكَنت من الاستيلاء على حوالي 12 عشر طائرة تجارية، وكانت بعض التقارير الاستخباراتية، قد حذَرت في أواخر أغسطس الماضي من إمكانية استخدام طائرة واحدة أو أكثر لشن هجمات تزامنا مع ذكرى الهجوم الإرهابي يوم 11 سبتمبر 2001.وذكر دي بالما أن الهجوم الأخير في تونس - تبناه تنظيم "الدولة"- يظهر أن الجماعة قادرة على شن هجمات منسَقة وفعالة ودقيقة انطلاقا من ليبيا، وقد أكد السفير الليبي أن هجمات "داعش" في تزايد، ويجب أخذ التهديدات ضد إيطاليا وجنوب أوروبا على محمل الجد.وحذر النايض من تحول ليبيا إلى "مستوطنة" للإرهابيين من "داعش"، ومصدرا لتمويل عمليات التنظيم في كل من سوريا والعراق، علاوة على احتمال السيطرة  على الثورة النفطية من قبل الإسلاميين لتوفير الدعم لتنظيم "داعش".