أبلغ رئيس البرلمان الإيراني التلفزيون الرسمي أمس الأحد، بأن اتفاقاً للمراقبة النووية مدته ثلاثة أشهر بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية انتهى، وأن الوكالة لن تتمكن بعد الآن من الحصول على صور من داخل بعض المواقع النووية.

وأثار هذا الإعلان المزيد من التساؤلات حول مستقبل المحادثات غير المباشرة الجارية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وطهران قد أبرمتا في فبراير(شباط) الماضي، اتفاقاً للمراقبة لمدة ثلاثة أشهر للتخفيف من وطأة تأثير تقليص إيران لتعاونها مع الوكالة، وسمح الاتفاق بمراقبة بعض الأنشطة، ويجري رئيس الوكالة رافائيل غروسي محادثات مع إيران بشأن تمديد هذا الاتفاق.

وقال دبلوماسيون أوروبيون الأسبوع الماضي إن عدم الاتفاق على التمديد من شأنه أن يعرض للخطر المحادثات الأوسع غير المباشرة بين واشنطن وطهران بشأن إحياء اتفاق 2015، ومن المقرر استئناف تلك المحادثات في فيينا هذا الأسبوع.

وكان من المقرر أن يعقد غروسي مؤتمراً صحفياً اليوم، لكن الوكالة قالت إنه لا يزال يتشاور مع طهران وإن المؤتمر تأجل حتى صباح اليوم الإثنين.

ونقل التلفزيون الرسمي عن محمد باقر قاليباف قوله "اعتباراً من 22 مايو(أيار) الجاري، وبانتهاء الاتفاق الذي امتد لثلاثة أشهر، لن تتمكن الوكالة من الاطلاع على البيانات التي تجمعها الكاميرات داخل المنشآت النووية كما كان يحدث بموجب الاتفاق".

غير أن التلفزيون الإيراني نقل عن مسؤول لم يذكر اسمه القول، إن الاتفاق بين الوكالة وطهران قد يُمدد شهراً "بشروط"، ونقل التلفزيون عن عضو بمجلس الأمن القومي الأعلى في إيران قوله "إذا مُدد لشهر وإذا قبلت القوى الكبرى خلال هذه المدة، مطالب إيران المشروعة، فحينها ستُسلم البيانات للوكالة وإلا فستُحذف الصور للأبد".

وحذر دبلوماسيون غربيون من أن عدم تمديد الاتفاق مع وكالة الطاقة الذرية قد يؤثر بشدة على جهود إنقاذ اتفاق 2015 النووي، الذي يهدف لحرمان إيران من القدرات التي تمكنها من صنع أسلحة نووية، والتي تقول طهران إنها لم تسع مطلقاً لصنعها.

وأجرت إيران والقوى العالمية جولات عدة من المفاوضات منذ أبريل(نيسان) الماضي في فيينا، تناولت الخطوات التي ينبغي لطهران وواشنطن اتخاذها فضلاً عن العقوبات والأنشطة النووية، وذلك كله بغرض العودة إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي.

وبدأت إيران تدريجياً مخالفة شروط الاتفاق بعد أن انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018 وعاود فرض العقوبات على طهران.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني، دون أن يعلق على تصريح رئيس البرلمان، إن طهران ستواصل المحادثات في فيينا لحين التوصل إلى اتفاق نهائي.

وذكرت وسائل إعلام رسمية أنه كرر ما أعلنه الأسبوع الماضي من أن واشنطن وافقت على رفع العقوبات عن إيران، غير أن أطراف المحادثات الأخرى وكبير مفاوضي إيران النوويين قالوا الأسبوع الماضي إن بعض القضايا الرئيسية بحاجة لمزيد من البحث من أجل إحياء الاتفاق النووي.

وللضغط على إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من أجل العودة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات، أقر البرلمان الإيراني الذي يهيمن عليه المحافظون، قانونا العام الماضي يلزم الحكومة بإنهاء تنفيذ البروتوكول الإضافي اعتباراً من فبراير(شباط) الماضي.

وبموجب اتفاق عام 2015، وافقت إيران على الالتزام بالبروتوكول الإضافي للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يسمح بإجراء عمليات تفتيش مفاجئة في مواقع لم يتم إخطار الوكالة عنها من قبل، للتأكد من أنه لا يتم إجراء أنشطة نووية سراً لتحقيق أغراض عسكرية.

ولإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية، اتفقت الوكالة وإيران في فبراير(شباط) الماضي على استمرار أنشطة المراقبة والتحقق "الضرورية".

وقال قاليباف أمام البرلمان في جلسة بثها التلفزيون الرسمي إن "الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، صاحب أعلى سلطة في البلاد، أيد القرار"، وأضاف "نوقشت المسألة أمس وتم اتخاذ القرار، القانون الذي أقره البرلمان سيطبق، الزعيم الأعلى أكد أهمية هذا الأمر أيضاً".