قام ا.د. صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية بزيارة تفقدية لموقع مشروع متحف الزعيم جمال عبد الناصر بمنشية البكري لتفقد بداية أعمال التنفيذ على الطبيعة لإنجاز الحلم الذي طالما راود مُحبي الزعيم الخالد في تحويل منزله الذي كان يعيش فيه وأسرته لمتحف يحكي قصة حياة وكفاح الزعيم الراحل ويُخلد ذكراه، وذلك بعد أن إنتهى القطاع الذي آل إليه المتحف منتصف عام 2011 من إستيفاء كافة الدراسات والوقوف على التصور النهائي لهذا المشروع الثقافي الهام.

وصرح ا.د. صلاح المليجي: " أنه لشرف كبير لقطاع الفنون التشكيلية أن يقوم بأعمال تحويل منزل الزعيم جمال عبدالناصر من خلال جهاز مشروعات الخدمة الوطنية ليكون مُتحفاً يضم بين جنباته جزءاً هاماً من تاريخ مصر الوطني ويحكي ويسرد تاريخ الزعيم الراحل وما قدمه للأمة العربية طوال فترة حكمه."يقع المنزل على مساحة إجمالية 13.400 م2 تشمل مبنى من دورين على مساحة 1.300م2 والباقي حديقة خاصة، وتنقسم خطة العمل بالموقع إلى ثلاث مراحل خصصت الأولى منها والتي بدأت بالفعل لأعمال الترميم والإنشاءات والشبكات، والمرحلة الثانية للتشطيبات النهائية، أما المرحلة الثالثة فهي تجهيز العرض المتحفي، وسيستغرق العمل بهذا المشروع في تقدير مبدأي سنتين ونصف.

وقد قام المهندس كريم الشابوري أستشاري المشروع باستعراض أعمال التوثيق الخاصة بالمبنى والتي تشمل فيلم قصير يوثق الحالة الأصلية للمبنى في عهد ناصر وما كان يتضمنه من أثاث ومنقولات والتي سيتم إعادتها لحالتها الأصلية كجزء من سيناريو العرض، وتم استعراض تقرير عن سلامة المنشئ وأعمال الترميم والتدعيم والمعالجات الخاصة بالعناصر الإنشائية المتضررة بفعل الزمن، كما استعرض القاعات التي سيتم الحفاظ عليها لأهميتها التاريخية وكونها جزء من سيناريو العرض والتي تشمل مكتبي الرئيس بالدورين الأرضي والأول والصالونات المُلحقة بهما والصالونات الرئيسية وجناح النوم الخاص بالسيد الرئيس وملحقاته وصالة الأستقبال وغرفة المعيشة وقامت اللجنة بجولة تفقدية بهذه القاعات للوقوف على حالتها وأعمال الترميم التي ستتم بها.

كما قدم الأستشاري عرض للتصور النهائي لقاعات العرض المختلفة وسيناريو العرض المتحفي والذي يحوي ثلاث مسارات متحفية، المسار الأول خاص بالفراغات الخاصة بالمنزل والتي سبق الإشارة إليها بالإضافة إلى بعض المقتنيات الشخصية الخاصة بالرئيس عبدالناصر كالبدل والملابس والتي سيتم عرضها في سياق قاعات المنزل.. المسار الثاني والذي يعتمد على عرض متعدد الوسائط يوثق لتاريخ مصر والأحداث الهامة التي مرت خلالها في عهد الرئيس عبدالناصر بداية من ثورة 1952 مروراً بالسد العالي وتأميم القناة والعدوان الثلاثي والوحدة بين مصر وسوريا وحرب 67 وحرب الأستنزاف وخلافه من الأحداث التاريخية وحتى وفاة الزعيم عبد الناصر ويعتمد هذا العرض على وسائط متعددة من تسجيلات نادرة وأفلام وثائقية وخطب تاريخية ووثائق مرتبطة بهذه الأحداث.
أما المسار المتحفي الثالث فهو مُخصص للمقتنيات والتي تشمل الأوسمة والنياشين والهدايا التذكارية التي حصل عليها الرئيس وبعض المقتنيات الأخرى المرتبطة به، كما استعرض نظم التأمين المستخدمة وفراغات التحكم والسيطرة والخدمات الإضافية التي سيتم إستحداثها لخدمة زوار المتحف وتوجيههم والتي تشمل مكتبة متخصصة تحوي كل الكتب والأبحاث والمواد السمعية والبصرية التي توثق لحياة الرئيس عبد الناصر وتاريخ مصر في هذه الحقبة.