أكد عضو مجلس النواب سعيد امغيب أنه بعد التدخل التركي العلني لدعم التشكيلات المسلحة في العاصمة طرابلس أصبح أمام المجتمع الدولي إما دعم الجيش ورفع حظر التسليح عنه وإما السكوت على الدعم القطري والتركي للجماعات المسلحة لتستقوي وتسيطر على مزيد من المناطق.

وقال امغيب في تدوينة له بعنوان "المجتمع الدولي في ورطة حقيقية" إنه "بتاريخ 17 ديسمبر 2015 وبإشراف المبعوث الأممي مارتن كوبلر وبضغط ودعم دولي تم التوقيع بمدينة الصخيرات المغربية على ما عرف بالاتفاق السياسي الذي تم دعمه والتخطيط له في أقبية مخابرات دولة عربية صرفت المليارات من أجل أن يقتنع العالم أن هذا الاتفاق هو من سيمنع حرب أهلية بين أبناء الشعب الليبي وهو المخرج الوحيد للأزمة الليبية المعقدة وهو أول لبنة في بناء دولة ليبيا الديمقراطية الحديثة الخالية من الإرهاب وسيطرة المليشيات على مفاصل الدولة، كما تم التسويق وتزيين تنظيم الإخوان المسلمين ووصفه بأنه شريك حقيقي في بناء الدولة الليبية ويجب أن يكون شريك في السلطة، فتم بموجب هذا الاتفاق منح الشرعية الدولية للمجلس الرئاسي المنبثق عن هذا الاتفاق والذي عرف فيما بعد بمجلس فايز السراج بعد أن قدم معظم أعضائه استقالاتهم بسبب التجاوزات والمخالفات التي وقع فيها المجلس الرئاسي كذلك بعد العجز الكامل عن أي تقدم لحل أحد الأزمات التي يعاني منها الوطن والمواطن".

وأضاف امغيب "رغم ذلك استمر الدعم الدولي والمساندة من بعض الدول الطامعة في ثروات الدولة الليبية والتي وجدت في شخص فايز السراج وشخصيته الهزيلة ضالتها واستمر العبث والتفريط في سيادة الدولة الليبية ومقدرات الشعب حتى وصل الأمر إلى المساس بحرية وكرامة الإنسان وسلامته في العاصمة طرابلس والمناطق المحيطة بها حتى وصل إلى ضرب النساء أمام المصارف وشتمهن، كما سجلت العديد من حالات الخطف والاغتصاب والقتل فطالب سكان طرابلس وكل الشعب الليبي بدخول الجيش إلى العاصمة طرابلس والسيطرة عليها وتخليصها من قبضة المتطرفين والمليشيات التي كان السبب الرئيس في نقص السيولة وتردي الوضع الاقتصادي وارتفاع سعر الدولار ونقص الخدمات في كل ربوع البلاد، هنا تحرك الجيش لتلبية نداء الشعب وظهر امام العالم بمظهر الجيش المنضبط القادر على تحرير البلاد بعد أن قام بتحرير بنغازي ودرنة والهلال النفطي والجنوب فاستبشر المجتمع الدولي بهذا التحرك بعد مضى ما يقارب من اربع سنوات على توقيع الاتفاق السياسي المشؤم والذي لم يقدم طوال هذه الفترة أي شئ يرفع المعاناة عن المواطن".

وتابع "كان الصمت الدولي علامة عن الرضا ومباركة تحركات الجيش لتحرير طرابلس خاصة بعد أن ظهر جلياً أن المليشيات المسيطرة على العاصمة والتي تقاتل الجيش على تخوم طرابلس تضم في صفوفها مجرمين وارهابيين مطلوبين دولياً، لكن لم يخرج المجتمع الدولي ببيان صريح يدعم عمليات الجيش في طرابلس كما لم يفعل العكس".

وأردف امغيب "اليوم وبعد الدعم التركي العلني والذي تحدى فيه كل قرارات مجلس الأمن بشأن حظر التسليح عن الدولة الليبية ايضاً بعد الدعم المالي القطري العلني أصبح المجتمع الدولي بين خيارين لا ثالث لهما إما مباركة ودعم ورفع حظر التسليح عن الجيش الليبي الشرعي المكلف من البرلمان الليبي والذي أثبت أنه جيش محترف وقوي ويستطيع بسط الأمن وتأمين الانتخابات القادمة وبناء الدولة الديمقراطية دولة ليبيا الجديدة وإما السكوت عن الدعم التركي والقطري الممول الأول للإرهاب في العالم وبذلك استقواء المليشيات المسيطرة على العاصمة طرابلس حتى تصل سيطرتها إلى مناطق أخرى في الغرب والجنوب الليبي والتي سوف يكون انتقامها ووحشيتها أشد لكل من ساند أو طالب بقدوم الجيش".

وختم امغيب بالقول "على كل حال المجتمع الدولي اصبح يعلم جيداً من هو الجيش العربي الليبي القادر على بسط الامن والأمان والاستقرار ومن هي الميليشيات ومن تضم في صفوفها ولمن تنتمي".