نشرت صحيفة “إلاندبندنت” في عددها الصادر الاربعاء مقالا عن نتائج الانتخابات الرئاسية التونسية، وقالت بأن الانتخابات تمت في أجواء سلمية وقادت لتقدم مرشحين، كلاهما له ماضيه، الأول الباجي قائد السبسي مرشح نداء تونس كان من أعضاء النظام السابق، أما المنصف المرزوقي، فقد تعاون مع حكومة النهضة.
واشارت الصحيفة ان الانتخابات تعتبر انتصارا للعملية الديمقراطية، فقد عرف الناخبون التونسيون أن الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي لم يتبعها بشكل أوتوماتيكي “يوتوبيا”.
واضافت الصحيفة إن كلا المرشحين ارتكب أخطاء في مسيرته السياسية، ولكنهما قدما مسارا يقود للاستقرار وحماية الحقوق التي حصل عليها التونسيون بكفاحهم الطويل. ولم يحقق أي من المرشحين الآخرين ممن قدموا رؤى تتراوح من بناء دولة ثيوقراطية إلى بلد يقود ثورة دائمة، أقل من 10% من أصوات الناخبين.
وتذكر الصحيفة أن السبسي حقق نسبة 39% من أصوات الناخبين، أما المرزوقي فقد حصل على 33% من الأصوات، وبلغت نسبة المشاركين في الانتخابات الرئاسية حوالي 52%، وهي نسبة أقل من 69% ممن شاركوا في الانتخابات البرلمانية، التي حصل فيها نداء تونس على غالبية الأصوات. والمهم هو أن النسبة التي قررت البقاء في البيت لم تخرج للشوارع.
ويرى الكاتب أن تونس قد تجنبت ويلات الربيع العربي التي أصابت الدول المجاورة، فلم تنزلق نحو خلافات مرة وانقسامات وحروب أهلية وفوضى، مثل ما حدث في ليبيا وسوريا ومصر. ولا يعرف إن كانت ستحافظ على مكتسبات الثورة، مشيرا إلى أن الثورة التونسية كانت ثورة سلمية، حيث أخبر قائد الجيش رشيد عمار الرئيس المخلوع بن علي أنه لن يكون قادرا على توفير الحماية له، ومن هنا انضم إلى زوجته ليلى الطرابلسية التي هربت قبله مع أولادها، وهرب معها أعضاء النخبة الذين استفادوا من نظام بن علي.
ويبين سينغوبتا أنه باستثناء عمليات نهب وحرق لمؤسسات النظام السابق واعتقالات لمن لم يستطع الهرب من زمرة بن علي فالثورة ظلت سلمية.
وتختم الصحيفة بالإشارة إلى أن البطالة هي من أسباب هجرة الشباب وانضمامهم لتنظيم الدولة الإسلامية المعروف بـ”داعش”. والسؤال هو كيف سيكون حال تونس عندما يعود هؤلاء الشبان الغاضبون؟ وعندها سنعرف إن كانت ثورة الياسمين التونسية ستنجو من الشتاء العربي.