عشر سنوات على تفجيرات مدريد ، التي تورط فيها ثلاثة مغاربة من بين ثمانية متهمين، تذكر الإسبان هذه المأساة بالعاصمة مدريد ونظم حفل تأبيني بحضور الملك خوان كارلوس الأول وأعضاء العائلة المالكة.

القضاء الاسباني كان قد أصدر حكما قضى بسجن ثلاثة من بين المتهمين الثمانية الرئيسيين المتورطين في انفجارات العاصمة مدريد ب 40 ألف سنة سجنا نافذة، فيما تمت تبرئة ربيع عصمان السيد احمد الملقب "بمحمد المصري". 
وتم إثبات تهم "القتل ومحاولة القتل الإرهابي" في الانفجارات التي أودت بحياة 191 شخصا وإصابة 1841 آخرين في حق كل من المغربي جمال زوغام، الذي وضع المتفجرات في مكان الحادث و أيضا المغربي عثمان قناوي و الاسباني جوزي اميليو سواراز تراشوراس، اللذين اعتبرا كمشاركين أساسيين في العملية الإرهابية.
وسيتم تقليص مدة الحكم بالسجن 40 ألف سنة إلى 40 سنة سجنا نافذا. كما تم الحكم على المتهمين اللذين اعتبرهما القضاء الاسباني كمنظمين لعملية التفجير، وهما المغربي يوسف بلحاج وحسان الحسكي بالسجن لمدة 20 سنة بتهمة "الانتماء إلى جماعة إرهابية".
وبعد عشر سنوات على هذه المأساة، يتذكر الإسبان هذه الاعتداءت الإرهابية، الأكثر دموية في تاريخ البلاد، حين فجرت عشر قنابل بأربعة قطارات للضواحي كانت مزدحمة بالركاب، مخلفة 191 قتيلا من جنسيات مختلفة.

 وإلى جانب الملك خوان كارلوس والملكة صوفيا وأفراد من العائلة المالكة، حضر الحفل الذي جرى بكاتدرائية لا مودينا في مدريد، رئيس الحكومة ماريانو راخوي، وأعضاء من الحكومة، وممثلو الأحزاب السياسية ونحو 900 شخص يمثلون أسر وأقارب الضحايا والمصابين، الذين لا زال بعضهم تحت تأثير الصدمة

 كما حضر الحفل رجال إنقاذ وإطفاء وشرطة. وستقام كذلكحفلات تكريمية، والتي كانت قد انطلقت أمس الاثنين بأوبرا مدريد حيث وشح 365 من الضحايا، وذلك بمبادرة من جمعيات الضحايا، وستقام إحدى هذه الحفلات بالنصب التذكاري في أتوتشا، قبالة محطة القطار حيث وقع انفجارات 11 مارس، التي تبنتها مساء اليوم نفسه مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة، في الوقت الذي وجهت فيه حكومة خوسيه ماريا أثنار المحافظة أصابع الاتهام لمنظمة "إيتا" الباسكية.

وكان القاضي الذي أصدر سنة 2007 عقوبات في حق المتورطين في هذه الهجمات، قد صرح مؤخرا لصحيفة (إلموندو) أنه وبعدعشر سنوات لا زالت الجهات التي كانت تقف وراء هذه الهجمات "غير معروفة".

 وقال وزير الداخلية الاسباني خورخي فرنانديز دياز من على خشبة المسرح الملكي بمدريد "إننا نريد بهذا التكريم إيصال رسالة إلى الاسبان وللعالم تؤكد أن ضحايا قسوة ورعب الإرهاب سيظلون دائما في ذاكرتنا".

 وبعد مرور عشر سنوات على هذه التفجيرات التي أدانها العالم، لا زالت السلطات الإسبانية تحذر من وجود "مخاطر محتملة" لهجمات إرهابية في البلاد. وأوضح خورخي فرنانديز دياز أنه "في الوهلة التي ذهب فيها تفكير الجميع إلى إيتا لأنها كانت الإرهاب الذي عانينا منه طويلا، كان الإرهاب الجهادي بعيدا ومستبعدا بالنسبة لنا، رغم أن ذلك كان خطأ".

 وقد تم الوقوف في جميع أنحاء إسبانيا دقيقة صمت في ذكرى ضحايا هذه الأعمال الإرهابية. وقالت أنخيل بيدرازا، رئيسة جمعية ضحايا الإرهاب، خلال تكريم أقيم بحديقة ريتيرو قرب محطة القطار اتوتشا في العاصمة مدريد "لقد توقفت حياتي، وكما هو الحال بالنسبة لجميع ضحايا الإرهاب، يوم وقعت هذه الاعتداءات ".

وأضافت خلال حفل أقيم ب"غابة الذكرى"، حيث تجمع مئات الأشخاص قرب 191 شجرة غرست في ذكرى الضحايا، "منذ تلك الساعة المشؤومة، السابعة و39 دقيقة، اختطف مني الإرهاب الأعمى ابنتي بأبشع الطرق وأقساها". وشددت بهذه المناسبة، التي أطلقت فيها بالونات بيضاء في الهواء، على أن "ذكراها (إبنتها) تجعل كل يوم وكل شهر وكل سنة أطول مما سبقها"، مشيرة إلى أنه "مع كل سنة يتعمق الجرح ويزداد الألم، الذي أدرك أنه سيلازمنا ما تبقى من العمر".