أحصى المسؤولون في إثيوبيا يوم أمس الثلاثاء الأصوات التي أدلى بها المواطنون في انتخابات برلمانية وُصفت بأنها أول اقتراع حر في تاريخ البلاد لكن شابتها مقاطعة المعارضة لها في بعض المناطق وحرب وتقارير عن مخالفات.

ويأمل رئيس الوزراء أبي أحمد أن تظهر الانتخابات العامة والمحلية نجاح الإصلاحات الديمقراطية التي طرحها بعد أن عينه الائتلاف الحاكم في 2018.

لكن الانتخابات تعكس كذلك واقعا مضطربا في بلد يقطنه 109 ملايين نسمة. ولم تتمكن السلطات من إجراء الانتخابات يوم الاثنين في أربعة من أقاليم إثيوبيا العشرة حسبما ذكرت لجنة الانتخابات.

وفي أحد الأقاليم الأربعة وهو سيداما، توجه الناخبون إلى مراكز الاقتراع يوم الثلاثاء متأخرين يوما عن بقية أجزاء البلاد بسبب مشكلات لوجيستية.

وبسبب الحرب نزح مليونان عن ديارهم في منطقة تيغراي عندما أرسل أبي قوات الجيش في نوفمبر لقتال سلطات الإقليم التي كانت في وقت من الأوقات على رأس الحكومة الاتحادية في أديس أبابا.

وقال سكان إن قتالا جديدا اندلع في الأيام الماضية شمالي مقلي عاصمة الإقليم. ونفى الجيش الإثيوبي تقارير عن دخول مقاتلين موالين للحزب الحاكم السابق في تيغراي عدة بلدات في الإقليم.

وقال أبي على تويتر يوم الثلاثاء "جميع فئات المجتمع خرجت للإدلاء بأصواتها في أول انتخابات حرة ونزيهة في بلادنا".

وقال في بيان صدر في وقت متأخر يوم الاثنين "الديمقراطية لا تُبنى بين عشية وضحاها. نحن نبنيها لبنة فوق لبنة".

وقال متحدث باسم لجنة الانتخابات للصحفيين يوم الثلاثاء إن عمليات إحصاء الأصوات انتهت في جميع مراكز الاقتراع تقريبا في العاصمة أديس أبابا.

ومن المتوقع على نطاق واسع فوز حزب الازدهار الذي أسسه أبي حديثا على أحزاب المعارضة المتشرذمة القائمة في أغلبها على أسس عرقية. وفاز الائتلاف الحاكم وحلفاؤه بجميع مقاعد البرلمان وعددها 547 مقعدا في ظل حكم سلف أبي قبل ست سنوات عندما كانت إثيوبيا واحدة من أكثر الدول استبدادا في أفريقيا.

وعلى الرغم من أن أبي فاز بجائزة نوبل للسلام عام 2019 لإنهائه الصراع مع إريتريا المجاورة، فقد تضررت سمعته الدولية بعد اندلاع الصراع في تيغراي حيث أرسل قوات بعد أن اتهم سلطات الإقليم بمهاجمة قواعد الجيش.

وتقول الأمم المتحدة إن شبح المجاعة يخيم على تيغراي بعد القتال بين الجيش الإثيوبي والحزب الحكم السابق في الإقليم، وهو الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي. ولم يتحدد موعد لإجراء الانتخابات في الإقليم.

وقال أحد سكان مدينة أديجرات في تيغراي إن الطريق شمالي عاصمة الإقليم مغلق منذ يومين.

وأضاف أن قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي دخلت أجزاء من أديجرات صباح يوم الثلاثاء مما جعل السكان يخرجون للاحتفال قرب مكتب الأسقف الكاثوليكي قبل عودة مزيد من القوات الإثيوبية والإريترية إلى المدينة.

وقالت برتكان مديقسا رئيسة لجنة الانتخابات إن أنباء ترددت عن تعرض مراقبي المعارضة للطرد من العديد من مراكز الاقتراع في منطقتين جرى فيهما التصويت.

وتحدثت المعارضة عن وقوع بعض المخالفات. وقال الزعيم المعارض برهانو نيجا إن حزبه قدم 207 شكاوى بعد أن منع مسؤولون محليون وأفراد ميلشيا في إقليم أمهرة ومناطق أخرى مراقبي الحزب من دخول مراكز الاقتراع.