اتفق وزيرا خارجية إثيوبيا، تيدروس أدحانوم، ومصر، سامح شكري، على "مواصلة تعزيز الثقة وترجمة اتفاق مالابو عمليًا".

جاء ذلك في تصريحات للصحفيين عقب اجتماع مغلق بينهما، حيث أكدا أن المحادثات الثنائية تناولت القضايا المطروحة في القمة المقبلة والعلاقات الثنائية وملف سد النهضة.

وقال وزير خارجية إثيوبيا تيدروس أدحانوم : " اتفقنا منذ قمة مالابو (أجريت في يونيو/حزيران الماضي) على عقد لقاءات دورية على مستويات مختلفة فنية وسياسية ولذلك فان مباحثاتنا اليوم تاتى فى إطار ما اتفقنا عليه منذ عدة أشهر وسوف نواصل الحوار بين وزراء المياه والخارجية بالبلدين".

وأشار إلى أن الرئيس (المصري عبدالفتاح) السيسى ورئيس وزراء إثيوبيا (هايلي ماريام ديسالين) التقيا مرتين وسوف يجتمعان فى أديس أبابا على هامش القمة الأفريقية التى تنطلق الجمعة المقبل.

وأوضح أن المشاورات عالية المستوى وخاصة السياسية سوف تساعد على دفع المسار الفنى للأمام، واصفًا مباحثاته مع شكرى بأنها "كانت بناءة للغاية وفعالة".

وحول النقاط الرئيسية المتعلقة بسد النهضة، قال تيدروس إنها "تتركز حول التقدم الذى يتم إحرازه فى اللجنة الفنية، فلدينا فريق ثلاثى فنى مصرى سودانى إثيوبى، وكما تعرفون فقبل وصول حكومة الرئيس السيسى كانت هناك نقاشات انقطعت لعدة أشهر، لكن تم استئنافها بعد تشكيل الحكومة الجديدة فى مصر، واجتمعت عدة مرات خاصة للتركيز حول الدراسات ذات الصِّلة".

وأضاف: "أجرينا تقييمًا فى هذا الشأن لمدى تقدم اللجنة الفنية وتشاورنا حول كيفية مساعدتهم للإسراع فى هذه العملية، كما أجرينا تقييما على الصعيد السياسى والتقدم الذى تحقق والمناطق التى بها نقاط ضعف، والتى يتعين تحسينها".

من جانبه، قال شكرى إن اللقاء كان فرصة للتباحث حول العلاقات الثنائية والقضايا المختلفة الخاصة بالقمة الأفريقية الرابعة والعشرين والقضايا المطروحة عليها.

وأضاف: "كما تحدثنا حول ما يتعلق بقضية سد النهضة"، مؤكدًا أن "الجانبين يعملان بكل جد واجتهاد وفقًا لتوجيهات الرئيس السيسى ورئيس الوزراء الإثيوبى لتستمر هذه العلاقة فى التطور وروح الإخاء وتوفير المناخ المناسب للدولتين فيما يتعلق بعدم الإضرار بمصالح مصر المائية واعتراف من قبل مصر باحتياجات إثيوبيا التنموية".

وتابع: "نعمل من خلال التعاون المشترك واللجنة المشتركة والاتفاقيات التى تم التوقيع عليها لترجمة هذه التعهدات بشكل عملى وواقعى".

وأوضح شكري أننا "نسير فى بناء الثقة فيما بين البلدين والشعبين"، مشيرًا الى أن الوفود الدبلوماسية الشعبية التى زارت البلدين كانت لها أثر طيب وتم استقبالها فى القاهرة وأديس أبابا بترحاب وسعادة بالغة وكانت فرصة طيبة للتواصل بين الشعبين والتأكيد على الروابط التاريخية التى تجمع بينهم والاحترام المتبادل بين الجانبين.

ويشارك شكري فى اجتماعات الدورة العادية السادسة والعشرين للمجلس التنفيذى لوزراء خارجية الدول أعضاء الاتحاد الأفريقى للإعداد للقمة المرتقبة لزعماء دول الاتحاد المقرر عقدها بالعاصمة الإثيوبية يومى الجمعة والسبت القادمين.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، اجتمع الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، مع رئيس وزراء إثيوبيا، هايلي ماريام ديسالين، في مالابو عاصمة غينيا الاستوائية خلال القمة الأفريقية الأخيرة، وعقب الاجتماع صدر بيان مشترك عن الجانبين.

وبحسب البيان، اتفقت مصر وإثيوبيا على حزمة من الإجراءات فيما يتعلق باستخداماتهما المائية أهمها أن "الحكومة الإثيوبية تلتزم بتجنّب أي ضرر محتمل من سد النهضة على استخدامات مصر من المياه، كما تلتزم الحكومة المصرية بالحوار البناء مع إثيوبيا، والذى يأخذ احتياجاتها التنموية وتطلعات شعب إثيوبيا بعين الاعتبار".

وقال البيان إن الجانبين المصري والإثيوبي اتفقا على "الاستئناف الفوري لعمل اللجنة الثلاثية حول سد النهضة بهدف تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية، واحترام نتائج الدراسات المزمع إجراؤها خلال مختلف مراحل مشروع السد".

وأشار إلى أن السيسي وديسالين قررا تشكيل لجنة عليا تحت إشرافهما المباشر لتناول كافة جوانب العلاقات الثنائية والإقليمية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.

كما اتفقا على "البدء الفوري في الإعداد لانعقاد اللجنة الثنائية المشتركة خلال ثلاثة أشهر"، واحترام مبادئ الحوار والتعاون كأساس لتحقيق المكاسب المشتركة وتجنب الإضرار ببعضهم البعض.

وأكد الطرفان على "أولوية اقامة مشروعات إقليمية لتنمية الموارد المالية لسد الطلب المتزايد على المياه ومواجهة نقص المياه"، وكذلك "احترام مبادئ القانون الدولي"، حسب البيان.

وقد اتفق الجانبان على "البدء الفوري في تنفيذ هذا البيان بروح من التعاون والنوايا الصادقة".