حذر مؤسس أكاديمية الدراسات العليا الأستاذ الدكتور صالح إبراهيم من أن الأقاليم والمحاصصة عاملان رئيسيان لانفصال ليبيا مستقبلا.

وقال إبراهيم في تدوينة له بموقع "فيسبوك" بعنوان "احذروا من السيناربو الأسوأ المحاصصة وبداية التقسيم" إن "المهم فى الدولة الحديثه هو ترسيخ مفهوم المواطنة الذى يضمن نفس الحقوق ويرتب نفس الواجبات لكل المواطنين بغض النطر عن عقيدتهم الدينية أو أصولهم   العرقية أو انتمائهم السياسى بما فيها حقوقهم الثقافية وهذا ماهو موجود فى كل الدول المتطورة والحديثه وانطلاقا من ذلك   فإن تضمين الدستور الليبى للأقاليم والأقليات والاثنبات  لامعنى له إذا ما فشلنا فى بناء دولة المواطنة خاصة فى دولة ريعية مثل ليبيا حيث أن مهمة الدولة حتى اليوم ليس خلق الثروة بل توزيع ريع النفط وهو ثروة عامة كل الليبيين لهم حقا متساويا فيها".

وأضاف إبراهيم أن "التوزيع غير العادل لريع النفط أضر بمفهوم المواطنة وأدى إلى خلق مواطنين من الدرجة الأولى وهم الذين تصل أيديهم إلى خزبنة الدولة وآخرين من الدرجة الثانية ومواطنين بدون ولهذا  فإنه إذا ما ضمنا بناء دولة الحقوق والواجبات المتساوية فإن إثارة موضوع الأقاليم والأقليات لم يعد له معنى إلا إذا كان يهدف إلى تهيئة الظروف بعد نجاح محاصصة الأقاليم لتطبيق سيناريو المحاصصة الاتنية فى مرحلة قادمة ويصعب الإفصاح عنها اليوم لأن انسجام مكونات الشعب الليبى ورصانة وحدته الوطنية وتداخل مكوناته بالمصاهرة والاندماج قد أحال دون أن تطرح فكرة المحاصصة على أسس عرقية أو مذهبية  كأن يكون الرئيس امازيغي ورئيس البرلمان عربى ورئيس الحكومة من الطوارق أو التبو أو الأقليات غير العربية وفى مجمل القول إن الأقاليم والمحاصصة هم العاملان الرئيسيان للانفصال مستقبلا".

وأردف إبراهيم "الآن بدأنا فى المحاصصة الرئاسية من المناصب السيادية حتى الوزارات ووكلاء الوزرات وغدا سيفرض علينا التقسيم الأفقى لتصبح ليبيا الشرقية والتى سيندفع إليها ملايين المصريين خاصة إذا ما فشلت مصر فى حل ازمة سد النهضةً وليبيا الجنوبية أو السوداء أو دولة   المهاجرين والتى ستحل بها أوروبا أزمة الهجرة غير الشرعية وليبيا الغربية والتى ستصبح حديقة خلفية لأوروبا".