يتوقع خبراء أن تواجه جماعة "بوكو حرام" المتشددة، "أياما صعبة"، في أعقاب فوز الرئيس النيجيري المنتخب حديثا، محمد بخاري، بالنظر إلى الخلفية العسكرية للجنرال المسلم المتقاعد، وما يتمتع به من شعبية وتأييد في الولايات الشمالية المضطربة معقل تمرد المسلحين.

وفي حديث لوكالة الأناضول، قال أوتيف إيجبوزور، المدير التنفيذي لـ"المركز الأفريقي للقيادة والاستراتيجية والتنمية (خاص): "أعتقد أنه سوف يساعد في الحد من أنشطتها".وأضاف: "أتوقع أن الحكومة المقبلة سوف كون أكثر صرامة من حيث التعامل مع المتشددين".

وفي خطاب الفوز بالرئاسة، أمس الأربعاء، تعهد "بخاري"، بمحاربة كل من جماعة "بوكو حرام" المسلحة، والفساد الحكومي، وتعهد بتحقيق الديمقراطية والمصالحة في البلد الأفريقي الذي يعاني من "الإرهاب".

وقال "بخاري" (73 عاما)، في خطاب القبول الذي بثه التلفاز: "أؤكد لكم أن بوكو حرام سوف تعرف قريبا قوة إرادتنا الجماعية، والتزامنا بتخليص هذه الأمة من الإرهاب وإعادة السلام والحياة لطبيعتها في جميع المناطق المتضررة".

وتابع الرئيس النيجيري المنتخب: "لن ندخر أي جهد حتى نهزم الإرهاب".وأعرب "إيجبوزور" عن اعتقاده بأن تولي "بخاري" للرئاسة سوف يقضي على التمرد المستمر منذ ست سنوات، مضيفا: "هذا ما يتوقعه كل نيجيري، أعتقد أنه يجب أن يكون قادرا على إصلاحه".

ومضى الخبير قائلا: "تذكرون أنه مؤخرا، عندما أرادت بوكو حرام التفاوض، فإنها اختارته كمفاوض بالنيابة عنهم".في عام 2013، اختارت جماعة "بوكو حرام" المتطرفة "بخاري" باعتباره مفاوضها المفضل، وهو العرض الذي رفضه الأخير رفضا قاطعا.

والحاكم العسكري السابق المعروف بانتقاداته اللاذعة لـ"بوكو حرام"، تم استهدافه عام 2014، في ما وصف بأنه محاولة اغتيال من قبل الجماعة.وخلال الحملة الانتخابية الرئاسية، وعد بخاري بأنه عندما يصبح القائد الأعلى للقوات المسلحة (حال فوزه بالرئاسة) سيقود الصفوف الأمامية، وليس من الخلف وسط رفاهية "أسو روك"، مقر الرئاسة بالعاصمة أبوجا.

وبحسب الخبراء، فإن تاريخ بخاري باعتباره جنرال جيش متقاعد، سيساعده في الحرب ضد المتمردين.من جهته، قال الخبير العسكري طاهر ألاياندي، وهو عقيد جيش متقاعد "لا يوجد أساس لمقارنة بخاري مع الرئيس المنتهية ولايته (غودلاك جوناثان) من حيث إدارة العمليات التي ترتبط بالجيش".

وأضاف في حديث لوكالة الأناضول: "أتوقع أنه سيرفع معنويات القوات من خلال دفع كل مستحقاتهم في الوقت المناسب وتجهيز الجيش كما ينبغي".وتابع "ألاياندي": "أتوقع أنه باعتباره قائد سابق، لن يتسامح مع قادته الذين ينتظرون هجمات بوكو حرام قبل الدفاع، كما كان الحال واستمر حتى الوقت الراهن".

ومضى قائلا: "علينا مسح هؤلاء الرجال من على الخريطة. يجب اتخاذ مواقف صارمة ضد أي مجتمع يؤوي المسلحين تحت أي ستار".و"بخاري"، المولود عام 1942، تخرج عقب إنهاء دراسته العسكرية عام 1963، برتبة ملازم ثان، وخدم في مناصب مختلفة كضابط جيش، من بينها الحاكم العسكري لمنطقة شمال شرق نيجيريا المضطربة.

وشغل لواء الجيش المتقاعد، منصب الحاكم العسكري للبلاد بين عامي 1983 و1985، في أعقاب الإطاحة بالنظام المدني في البلاد آنذاك.وأشار إلى أن "بخاري قائد عسكري صارم، قاد المعركة ضد "مايتاتسين" (جماعة إسلامية متطرفة)، التي كانت مشابهة لـ"بوكو حرام"، وبكل المعايير، يملك كل المؤهلات، ويجب عليه استخدامها ضد بوكو حرام".

و"مايتاتسين" جماعة دينية يعني سمها حرفيا "الشخص الذي يلعن"، شن حملة تمرد مماثلة ضد الدولة النيجيرية في السبعينيات، قبل أن تتحطم بعد وفاة زعيمها محمد مروى، الملقب "مايتاتسين"، عام 1980.

وكانت الجماعة تزعم أنها تهدف إلى "النقاء الديني"، وتصور أي شخص يعارض فكرها بأنه "غير إسلامي"، وكثير من الذين يتبعون "بوكو حرام" يرونها أنها استنساخ لجماعة "مايتاتسين".وبدوره، توقع ينوسا ياو، وهو ناشط حقوقي بارز تغييرا في نهج محاربة "بوكو حرام" في عهد بخاري.

وقال في حديث لوكالة الأناضول: "فيما يتعلق بالناحية الأمنية، ينبغي أن نتوقع من الرئيس المنتخب الشروع في العمل بسرعة".ورجح "ياو" أن الرئيس سوف يشرك جميع الأطراف المعنية من حكام، وجماعات مصالح وشيوخ في شمال شرق البلاد في الحرب ضد "بوكو حرام".

وأوضح الناشط الذي عمل في وقت سابق مع لجان حكومية على أزمة "بوكو حرام"، أن "الهدف سيكون وضع أجندة جماعية واستراتيجية سريعة الاستجابة للتعامل مع التمرد".وحصل بخاري، الذي يؤدي اليمين الدستورية في 29 مايو/ أيار المقبل، على 15 مليونا و424 ألفا و921 صوتا من إجمالي 28 مليونا و587 ألفا و564 صوتا صحيحة، فيما حصل جوناثان(57 عاما) على 12 مليونا و853 ألفا و162 صوتا من جميع الولايات النيجيرية.

وتقع نيجيريا في منطقة غرب أفريقيا، على مساحة 923 ألف كيلو متر مربع، ويقطنها حوالي 166.6 مليون شخص، وفق إحصاءات للأمم المتحدة.والإنجليزية هي اللغة الأم في هذا البلد الأكثر سكانا في القارة السمراء، والإسلام والمسيحية هما الديانتين الأساسيتين فيها.

وتقاتل نيجيريا منذ أكثر من 6 سنوات جماعة "بوكو حرام" المتمردة التي حصدت عملياتها حياة عشرات الآلاف، وشردت أكثر من 6 ملايين شخص على الأقل، ودمرت البنية التحتية في أجزاء كثير من البلاد.وخلال الأشهر الأخيرة، سيطرت جماعة "بوكو حرام" على العديد من البلدات، والقرى في ولايات "بورنو"، و"يوبي"، و"أداماوا"، الواقعة في شمال شرق البلاد، معلنة إياها جزءا من "الخلافة الإسلامية" التي أعلنتها بشكل أحادي قبل مبايعتها أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم "داعش"، قبل أن تعلن الحكومة النيجيرية تمكنها من استعادة الكثير من البلدات في هذه الولايات الثلاث.

وتعني بوكو حرام ،بلغة قبائل "الهوسا المنتشرة في شمالي نيجيريا "أن التعليم الغربي حرام،، وقد تأسست كجماعة مسلحة في في يناير/ كانون ثان 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية