تشهد العاصمة الليبية طرابلس عملية حاسمة أطلقها الجيش الليبي منذ شهر أبريل الماضي بغاية تخليص العاصمة من سطوات المجموعات المسلحة.

واستنفرت جماعة الإخوان الليبية كافة جهودها وقواعدها في البلاد لحشد تأييد دولي لعرقلة عملية الجيش الوطني، والتي تمثل تهديدا لمصالح الجماعة التي تهيمن على مؤسسات الدولة في طرابلس.

حيث يعتبر متابعون للشأن الليبي أن حكومة الوفاق رهينة لجماعة "الاخوان" التي تسعى لبسط سيطرتها على الدولة ومواردها إذ عززت تعيينات السراج لقيادات في جماعة الإخوان المسلمين، في مجلس إدارة المؤسسة الليبية للاستثمار، هيمنة الإسلاميين على الاقتصاد الليبي والمؤسسات الحيوية في البلاد كالمصرف المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط.

فيمكن اعتبار أن أحد الدوافع الرئيسية لإيجاد عملية طوفان الكرامة لدعم واسع هو رضوخ السراج لجماعة الإخوان في ليبيا، التي تعمل ضمن أجندات خارجية تسعى لتعزيز نفوذ دول على غرار تركيا وقطر في ليبيا ودعم مصالحها أولا حتى لو تعارض ذلك مع مصالح الشعب الليبي الذي يعيش منذ العام 2011 في أتون أزمة أرهقته.

حيث قال نيكولاس هيراس، الباحث في برنامج أمن الشرق الأوسط بمركز الأمن الأميركي الجديد، "لقد ارتبطت تركيا منذ فترة طويلة بدعم المنظمات الإسلامية في ليبيا، لا سيما الجماعات المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين. في هذا الجهد، كانت تركيا وقطر شريكتين وليس هناك خطأ في أن الموارد المالية الكبيرة من قطر وتركيا قد سُلمت إلى الجماعات الإسلامية في ليبيا التي تعتبر من ألد أعداء حفتر".

في نفس الإطار، أكد علي القطراني، النائب المستقيل من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، على أن "المليشيات المؤدلجة والجماعات الإرهابية التابعة للإخوان، هي التي تقود المعركة ضد قوات الجيش الوطني الليبي داخل العاصمة طرابلس، بتمويل من المجلس الرئاسي".

وبحسب التصريحات التي أدلى بها إلى قناة "العربية" الإخبارية، قال إن "المجلس الرئاسي أصبح رهينة في أيدي الجماعات الإرهابية، خاصة الجماعة الليبية المقاتلة الذراع المسلحة لجماعة الإخوان المسلمين، التي استغلت ضعفه للسيطرة على موارد الدولة، وتمويل عملياتها العسكرية ضدّ قوات الجيش الوطني الليبي، والتغرير بشباب العاصمة للقتال في صفوفها".

واتهم القطراني رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج، بـ"اتخاذ قرارات انفرادية والرضوخ لمطالب ومصالح المليشيات المسلحة التي تحكم العاصمة طرابلس، دون الرجوع إلى أعضاء المجلس أو مراعاة مصلحة البلاد، وهو ما حال دون الوصول إلى حل للأزمة السياسية"، لافتا إلى "وجود خلافات عميقة داخل المجلس، بشأن الأحداث الأخيرة التي تعيشها العاصمة طرابلس".

وقال مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي العميد خالد المحجوب، إن معركة تحرير العاصمة طرابلس تدور بين الجيش الوطني وتنظيم الإخوان.

وأضاف المحجوب في تصريحات صحفية ،مساء السبت، أن الجيش الوطني قرر القضاء على تنظيم الإخوان مهما تلقى دعمًا من الخارج.

وأشار إلى أن الدعم التركي للجماعات المسلحة في طرابلس لم يتوقف؛ حيث تجني مبالغ طائلة جراء سحب مستحقات أرباب منها.

وأكد مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، أنه لا عداوة بين الليبيين وسيتم محاسبة المجرمين عبر القضاء.

وشدد على أن الجيش الوطني هدفه الأساسي تحقيق سيادة الوطن والقضاء على الإرهاب، وأنه لا بد من تأمين ليبيا وجمع السلاح والقضاء على جميع الجماعات المسلحة المؤدلجة.

جدير بالتذكير أن ظهور الإخوان في ليبيا على الساحة حدث بعد أحداث 17 فبراير 2011 وأخذت مكانها داخل المجلس الانتقالي الليبي الذي كان يقود المرحلة الانتقالية التي أعقبت سقوط النظام، إذ إن الشخصيات الإخوانية تلقت الدعم الدولي اللازم وخاصة من تركيا وقطر.

في هذا الصدد، يجزم مراقبون أن دخول الجيش الليبي إلى طرابلس يعني نهاية الإخوان في رقعة جغرافية تمتد من مصر حتى ليبيا، ونهاية مشروعهم الإرهابي الذي يعتمد على الإقصاء وأخونة الدولة.

وتعتبر الجماعة ليبيا بيت مال المسلمين، وأن ثرواتها يجب أن تكون في خدمة التنظيم الدولي للإخوان، والدليل على ذلك هو سيطرتهم على مصرف ليبيا المركزي بالتالي فإن انهيارها في ليبيا يمكن اعتباره بداية نهاية تمدّد المشروع في المنطقة بأسرها بعد أن خفت حماس القوى الغربية لأن تكون الجماعة حارسا وفيّا لمصالحهم في المنطقة.