ليبيا القديمة ليست هي ليبيا ، لأنها كانت تمتد من حدود مصر الغربية الى المحيط الأطلسي ، نسبة الى قبائل الليبيو وهي قبائل البربر و"لللوبيون" (أو الليبيين قبل تعيين شعب ليبيا اليوم) هم الشعوب الأصلية في شمال أفريقيا قبل وصول الفينيقيين بين المحيط الأطلسي وطرابلس .وقد عاش الشعب الليبي في ظل الحضارات البونية ، الفينيقية ورومانية ، تهميشا يصل أحيانا إلى حد العنصرية ، في جزء منه واللوبيون هم أسلاف الأسرة البربرية الحالية 

ومن أهم الكتب التاريخية القديمة التي تحدثت عن ليبيا : 

1) هيرودوت (484 -424 ق.م.) وكتابه التاريخ:

يعرف الكتاب الرابع من هذا المصنف باسم الكتاب الليبي وقد تحدث في هذا الكتاب عن القبائل الليبية المتواجدة على المنطقة الممتدة من غرب منطقة وادي النيل وحتى سواحل المحيط الأطلسي بالإضافة إلى حديثه عن قورينا وشقيقاتها وبعض حوادث تاريخها.

2) بلينى الأكبر (23 -79 م.) وكتابه التاريخ الطبيعي:

لقد تحدث بليني عن ليبيا في الكثير من فقرات كتابه خاصة في الكتاب الخامس والثالث عشر والتاسع عشر والثاني والعشرين وقد تحدث حديث مفصل عن نبات السيلفيوم الشهير الذي يشار إليه باسم الذهب الأخضر.

3) ديودوروس الصقلي(40 م.)وكتابه المكتبة التاريخية:

لقد تحدث(ديودوروس الصقلي)في الفقرة 49 من كتابه الثالث عن ليبيا والقبائل الليبية، وعن الكثير من الظواهر الطبيعية، خاصة الغريبة منها.وقد كان(ديودوروس الصقلي) يميل إلى التحدث عن الشعوب التي جعلها موضوع تاريخه عن الجوانب الطريفة والغريبة المغلفة بالأساطير الغامضة ولذلك تختلط عنده الحقائق بالخيال اختلاطا شديدا ولكن رغم ذلك يعتبر(ديودوروس الصقلي) كاتبا ومؤرخا عظيما.

4) بروكوبيوس القيصري وكتابيه العمائر والحروب:

ولد(بروكوبيوس)في قيصرية بفلسطين في نهاية القرن الخامس الميلادي وتوفى في عام 562 م وقد تحدث في كتابه العمائر عن أهم المنشآت المعمارية التي شيدت في عهد الإمبراطور (جستنيان)(527-565 م.) وقد أشار في هذا الكتاب إلى بعض المنشآت التي شيدت في المدن الثلاث (لبدة أويا(طرابلس) صبراتة). وقد تحدث في كتابه الحروب عن الحملات الحربية التي شنت في عهد الإمبراطور(جستنيان)في فارس وأوروبا وشمال إفريقيا (545-554م.)وقد أشار أيضاً في هذا الكتاب إلى بعض الثورات التي شنها سكان المناطق الغربية من ليبيا ضد الوندال.

5) فلافيوس كريسكونيوس كوريبوس(القرن السادس الميلادي):

وهو مؤرخ أكثر منه كاتب ملاحم ينسب إلى (كوريبوس) ملحمتين شعريتين: الأولى حول الحرب الليبية الرومانية والتي دارت أحداثها في الفترة ما بين 546 -548 م. والثانية في مدح الإمبراطور (جوستين الثاني) خلال عامي 566 و567 م. ينتسب الشاعر (كوريبوس) إلى منطقة المغرب القديم من حيث الأصل والمولد ويفهم ذلك من خلال لقبه الإفريقي ويعتبر عمله الأول الحرب الليبية الرومانية أهم مصدر تاريخي عن منطقة المغرب القديم خلال القرن السادس الميلادي وذلك لسرده وقائع تاريخية ثابتة حول الحملة البيزنطية ضد الوندال حين قرر الإمبراطور(جستنيان)(527-565 م.) إعادة استعمار منطقة المغرب القديم من جديد، ورغم أن هذه الملحمة ليست كلهـا حقائق تاريخية بل تحتوى على الكثير من الخرافات والمبالغات إلا أنها تعتبر أهم مصدر بعد(هيرودوت) و(بروكوبيوس) حول القبائل الليبية الأمازيغية حيت أشار(كوريبوس) من خلالها إلى خصائص هذه القبائل وعاداتها وأماكن تواجدها ووسائل حروبها وتقاليدها المعيشية والاجتماعية.