بالتوازي معركة العاصمة طرابلس، وفي الوقت الذي عادت فيه مختلف الأطراف من هدنة قصيرة بمناسبة عيد الأضحى، أمل كثيرون في البناء عليها لتجنيب البلاد المزيد من المعارك والحروب والوصول إلى حل سلمي للأزمة الليبية الدامية المستمرة منذ تسع سنوات، عاش الجنوب الليبي الأيام الماضية حالة فزع واضطراب أمني بسبب هجومات تشنها جماعات تشادية معارضة على مدينة مرزق أقصى جنوب البلاد.

وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية، إن "العصابات التيشادية المرتزقة، العمل قامت بتهجير أهالي مدينة مرزق وحرق منازلهم"، واصفة ما حدث بـ"التطهير العرقي مدعوم من تنظيم الإخوان الإرهابي المتستر بحكومة الوفاق الغير شرعية" بحسب تعبيرها.

وبحسب مصادر ليبية قتل نحو 90 مدنيا على الأقل منذ بداية الأحداث في المدينة، وجرح أكثر من 200 آخرين، نتيجة للاشتباكات العنيفة التي تصاعدت  خلال أغسطس/ آب الجاري.وشهد الجنوب عمليات حرق للمنازل وقتل خلال الأيام الماضية من قبل مجموعات وصفها الجيش الليبي بالإرهابية، كما طالبت اللجنة القوات المسلحة الليبية باتخاذ كافة الإجراءات لحماية الجنوب الليبي.


**حكومة الوفاق في دائرة الاتهام: 


هذه الهجمات التي تستهدف المدن الواقعة تحت سيطرة قوات الجيش، الذي نجح منذ أشهر في إخراج قوات الوفاق من المنطقة الجنوبيّة، تضع حكومة السراج في دائرة التهام بالتحالف مع العصابات التشادية، حيث اتهم النائب الليبي طلال ميهوب رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي، حكومة الوفاق بالضلوع في الجرائم التي ترتكبها العصابات التشادية في مدينة مرزق،قائلا إن "المليشيات التشادية"، التي أحرقت المنازل في مدينة مرزق تتلقى تمويلات مباشرة من "حكومة السراج"، حسب قوله.

ونقلت وكالة "سبوتنيك" عن ميهوب قوله :"لدينا معلومات مثبتة على تلقي تلك المجموعات الإرهابية تمويلات من حكومة السراج والمصرف المركزي، حيث تأتي أموال النفط إلى المصرف المركزي، ويتم تمويل هذه المليشيات عن طريق أسامة جويلي" على حدّ قوله.

وتابع الميهوب: "هذا المجلس (حكومة الوفاق) أصبح مجلسا إرهابيا وليس مجلسا للوفاق، وأنه لا يمثل ليبيا، خاصة أن المجلس غير دستوري وافتقد شرعيته من كل الاتجاهات، ويرعى الإرهاب، كما أنه يمثل خطورة على ليبيا والمنطقة بشكل عام".

وشدد على أن "الجيش الليبي يتعامل بكل حرفية مع المرتزقة في جنوب الليبي، وأنه سيرد بقوة وحسم، كما انه سيحاكم السراج على الجرائم التي ارتكبها بدعمه للمليشيات الإرهابية القادمة من خارج ليبيا".

كما طالبت الدفاع والأمن القومي المجتمع الدولي وبعث الأمم المتحدة والجامعة العربية باتخاذ كافة الإجراءات إزاء عمليات تمويل الإرهاب في ليبيا، واتخاذ مواقف ضد الشخصيات التي تمول الجماعات الإرهابية لما تمثله من خطورة على السلم والأمن الدوليين.

ومن جهته،أكد مجلس مشايخ ترهونة على متابعته بحرص وقلق شديدين ما يتعرض له أهالي مرزق من إبادة وقتل وتهجير من قبل المرتزقة التشاديين والخارجين عن القانون بدعم من ما وصفها بـ"حكومة الصخيرات" والمشروع القطري الأردوغاني.وحمل المجلس في بيان المجتمع الدولي الداعم لحكومة الوفاق مسؤولية ما يتعرض له الأهالي في مرزق، مطالباً القيادة العامة للقوات المسلحة بضرورة القيام بمهامها الوطنية والتاريخية المتعلقة بحماية أهالي الجنوب والسيطرة الكاملة على حدود البلاد.

ونوّه المجلس إلى أنه باعتباره الراعي الرسمي للقاء الوطني العام للقبائل والمدن الليبية المزمع عقده خلال الفترة القادمة، فإنه سيلاحق شعبياً وقانونياً كل من كان وراء الهجوم على مدينة مرزق من أفراد وجهات محلية ودولية.مشيرا الى أن ما يتعرض له أهالي مرزق هو مخطط جبان مرتبط بتقدمات الجيش في المنطقة الغربية، مشدداً على وضع كل التدابير اللازمة والإمكانات المتاحة تحت تصرف أهالي مرزق من عرب وتبو ليبيون.


** تحالف بين حكومة الوفاق والعصابات التشاديّة ؟


وتتزايد مؤشرات تحالف حكومة الوفاق مع العصابات التشادية بداية الشهر الجاري، حين حاولت مجموعة من المعارضة التشادية الدخول إلى مدينة مرزق وحاصرتها وبدأت في قصفها بالأسلحة الثقيلة إلا أن القوات المسلحة في المدينة وبمساندة الأهالي صدت الهجوم ووقفت في وجه هذه القوة المهاجمة.

وعلى الفور شنت طائرات سلاح الجو الليبي غارات جوية استهدفت تمركزات المعارضة التشادية في محيط مرزق وتمكنت من قتل عدد كبير منهم وفر الآخرون أمام ضربات سلاح الجو.

خرج المكتب الرئاسي لحكومة الوفاق وأدان الغارات الجوية معتبرًا أنها استهدفت المدنيين واصفًا إياها بالمجزرة، فيما خرجت أصوات أخرى ادعت أن الغارة استهدفت أحد الأعراس في المدينة وتسبب في سقوط مدنيين.

إلا أن أحد قيادات المعارضه التشادية يدعى إبراهيم بن عمر نشر أسماء قتلى المعارضة التشادية في مرزق وهي 32 اسم ما يؤكد أن من تم قصفهم ليسوا مدنيين.

وقال القيادي التشادي عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك"الضحايا المدنيون في غارة مرزق الجوية ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، رحب الله بكم في الجنة الأبدية الفردوس ، إن شاء الله ، تتم العدالة في هذه المذبحة البغيضة والجبانة".