قدم مجلس العلاقات الخارجية وهو منظمة أمريكية مستقلة هدفها تحليل سياسة الولايات المتحدة الخارجية والوضع السياسي العالمي رؤيته للأوضاع في ليبيا من خلال مقال للكاتب ستيفين كوك كتبه على هيئة أسئلة وإجابات.

وكان الأسئلة التي طرحها كوك هي:  

**من هو خليفة حفتر، ولماذا يسير نحو طرابلس؟

وجاء الرد: خليفة حفتر هو ضابط عسكري وكان في وقت سابق مواليا للزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، وفي عام 1987 بعد هزيمة القوات الليبية في تشاد أمضى حفتر ورجاله وقتًا في سجن تشادي. وبعد إطلاق سراحه انفصل حفتر عن القذافي. لقد شق طريقه من شمال أفريقيا إلى شمال فرجينيا مثل العديد من المنفيين الليبيين وعاد إلى بلاده بعد أن بدأت الأحداث ضد القذافي في فبراير 2011.

وفي يوم عيد الحب في عام 2014 ظهر حفتر على شاشة التلفزيون الليبي يطالب بحل ما كان في ذلك الوقت المؤتمر الوطني العام، وإنشاء مجلس رئاسي. ورفض الزعماء الليبيون في ذلك الوقت حفتر ومطالبه ، لكن بعيدا عن أعينهم نجح حفتر في تكوين جيشا في شرق البلاد.و مسيرة حفتر نحو طرابلس بمثابة تتويجا لجهوده المستمرة منذ خمس سنوات ليصبح زعيما لليبيا.

** هل تتوقع حربا أهلية شاملة؟

نعم  بعد أيام قليلة من بدء أحداث عام 2011 نبه سيف الإسلام القذافي –ابن الرئيس معمر القذافي- الليبيين من أنه ما لم ينجحوا في حل خلافاتهم داخليا، فإن البلاد ستشهد حربًا أهلية لعدد كبير من السنوات.

ولقد عانت ليبيا بالفعل من العنف منذ الأحداث ضد القذافي وكذلك عانت من التفتت. فلديها حكومتان متنافستان وأعداد كبيرة من الميليشيات ومجموعة متنوعة من الجماعات المتطرفة. إن أفضل الجهود التي بذلها بعض الليبيين لكتابة دستور جديد وتسوية النزاعات الداخلية من خلال الحوار رغم أنها جديرة بالثناء، إلا أنها غالباً ما كانت منفصلة ومتوازنة مع المنافسة بين الجماعات العنيفة. وحطمت خطوة حفتر أي أمل أن لإجراء حوار يضع ليبيا على طريق أفضل. ويبدو أنه عازم على ترسيخ سلطته في طرابلس وبقية البلاد. كما يبدو أن خصومه ملتزمون بنفس القدر بإيقافه.

** ما هي مخاوف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ، وكيف ستكون إستجابة بروكسل وواشنطن ؟

في بداية هجوم حفتر أعربت وزارة الخارجية الأمريكية عن "قلقها" إزاء القتال، لكن حكومة الولايات المتحدة لم تبذل أي جهد لإنهاء النزاع. وتعترف إدارة ترامب بالحكومة في طرابلس برئاسة رئيس الوزراء فايز السراج لكنها أوضحت أنه بخلاف قتال المتطرفين في ليبيا فإن الولايات المتحدة لا تريد أن تشارك في السياسة الليبية، تاركة المهمة للأمم المتحدة ومبعوثها غسان سلامة. والاتحاد الأوروبي من جانبه منقسم بشأن ليبيا. إذ يدعم الفرنسيون حفتر بينما يواصل الإيطاليون والبريطانيون وغيرهم دعم حكومة سراج.

** لقد أجل القتال الدائر مؤتمر الأمم المتحدة للمصالحة الوطنية، هل كانت عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة قابلة للحياة ، وهل هناك مخرج من الصراع الآن؟

هذا هو الشيء المحير في خطوة حفتر. فيبدوا أنه شنة هجوم عسكري لتقويض انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة للمصالحة الوطنية ، لكن فرص نجاح تلك المحادثات كانت منخفضة للغاية. وفي الوقت الحالي الصراع غير مستعدة لجهود وساطة بعد. ف يجب أن يكون هناك مأزق مؤلم يقنع كل أطراف الصراع بأن استمرار القتال أمر مكلف للغاية، وهم لم يصلو إلى هذه المرحلة بعد. 




*"بوابة فريقيا الإخبارية" غير مسؤولة عن محتوى المواد والتقارير المترجمة