تعيش ليبيا في الآونة الأخيرة ،على وقع تصاعد الصراع بين الجيش الوطني و الميليشيات الإسلامية المسلحة من أجل الهيمنة على مراكز حيوية في البلاد ،بينها مطار طرابلس الدولي و مطارات أخرى و موان نفطية ،إذ تتوزع الميليشيات على كامل البلاد بدعم إقليمي من دول مساندة لتيار الإسلام السياسي في المنطقة ،و تستفيد من "الحرائق" المشتعلة في الإقليم المغاربي و تصاعد الجماعات الجهادية المسلحة ،و تتزعم هذه الميليشيات وجوه جهادية معروفة و ذات تاريخ جهادي قديم ،منذ الحرب الأفغانية و بداية تشكل التيار الجهادي العالمي في تسعينات القرن الماضي.في هذه الورقة نقدم "بيوغرافيا" موجزة للزعامات الجهادية الليبية :

صلاح بادي : زعيم ميليشيات مصراته و القائد الحالي للمعركة القائمة حول مطار طرابلس في مواجهات قبيلة الزنتان،ولد بادي في 23 مايو 1957 في ليبيا و هو عسكري سابق في الجيش الليبي ،تخرج من الكلية العسكرية في اختصاص الطيران سنة 1980 و درس في أكاديمية الدراسات الجوية حتى قدم استقالته العام 1987 ،و قد تمت محاكمته في عهد ألقذافي بتهمة "قلب النظام" العام 2007 ،ثم ما لبث أن انخرط في التمرد المسلح ضد ألقذافي و تم تكليفه بقيادة العمليات العسكرية للدفاع عن مصراته في مارس 2011 و عضوية المجلس العسكري بالمدينة ثم انتخب فيما بعد عضوا بالمؤتمر الوطني الليبي.و يتهم بادي بأن له ارتباطات بدول إقليمية،و في هذا السياق قال الجهادي السابق ،نعمان بن عثمان ،رئيس منظمة كوليم للأبحاث:" طرابلس و ليبيا على دراية بأن صلاح بادي أداة بيد تحالف اسلاموي/جهوي مدعوم من دولة شقيقة و دولة إقليمية بعد رفض الشعب لمشروعهم في الانتخابات" على حدّ تعبيره.

 

محمد الزهاوي :أمير جماعة أنصار الشريعة الليبية،ذات التوجهات السلفية الجهادية و المرتبطة بتنظيم القاعدة ، و كانت أنصار الشريعة في بنغازي قد أعلنت عن نفسها للمرة الأولى في شهر فبراير/شباط 2012 ،كما نظمت مؤتمرها التأسيسي في يونيو/حزيران من نفس السنة و حضره ما يقرب من ألف. و تأسست كتيبة أنصار الشريعة بعد الإنفصال عن "سرايا راف الله السحاتي" التي شاركت في تأسيسها.هذا و اتهمت الجماعة بالهجوم على القنصلية الأمريكية ببنغازي في شهر سبتمبر الماضي التي أدى إلى مقتل السفير الأمريكي كريس ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين ، إلا أن الجماعة قد نفت ذلك و قالت على لسان المتحدث باسمها هاني المنصوري .

أبوعبيدة الزاوي – اسمه الحقيقي شعبان هدية- رئيس ما يسمى بـ"غرفة عمليات ثوار ليبيا" وسبق له أن قاد خلال المواجهات مع نظام العقيد معمر القذافي ما يعرف بـ"المجلس العسكري بالزاوية" ويقول هدية عن نفسه إنه يحمل شهادة في اللغة العربية، ويعمل في "الأعمال الحرة" وقد تعرض للسجن والتوقيف أكثر من عشر مرات اعتبارا من عام 1989.ويضيف هدية، المعروف بلقب "أبوعبيدة الزاوي" في مقابلة معه عرضتها مواقع دأبت على نشر بيانات وأخبار للتنظيمات المتشددة، أنه خرج عام 1993 إلى اليمن للدراسة الشرعية، وظل فيها قرابة عشر سنوات وعملت مدرسا في نفس المعهد الذي درس فيه وقام بكتابة بعض الكتب وتحقيق أخرى.أما الشيخ الذي أشرف على تعليمه فهو الشيخ مقبل الوادعي الذي لازمه حتى وفاته، قبل أن يعود بعد ذلك إلى ليبيا، في إشارة إلى الداعية اليمني الذي أسس في قرية "دماج" اليمنية مركزا للدعوة السلفية تحول مع الوقت إلى مقصد لمئات السلفيين من اليمن وخارجها، قبل أن يشتبك طلابه في مواجهات دامية مع الحوثيين بصعدة استمرت لأشهر ,و سبق لصحيفة "الشرق الأوسط" الصادرة من لندن أن أشارت إلى أن "غرفة عمليات ثوار ليبيا" كانت الجهة التي أعلنت في أول الأمر تبنيها لاختطاف زيدان في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قبل أن تتراجع وتنفي مسؤوليتها عن العملية، مضيفة أن هدية "يتحكم في قوة تقدر ببضعة آلاف من المسلحين وتسيطر على كافة مداخل ومخارج العاصمة طرابلس."ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها  آنذاك إن هدية هو نائب نزيه الرقيعي، "أبو أنس الليبي" الذي ألقت قوات أمريكية القبض عليه أمام منزله في قلب العاصمة طرابلس بدعوى تورطه في عمليات إرهابية ضد المصالح الأميركية وارتباطه بتنظيم القاعدة.و كانت السلطات المصرية قد ألقت القبض على هدية في يناير الماضي بتهم تتعلق بالارهاب قبل ان تخلي سبيله بتدخل دبلوماسي ليبي.

 

 

الشيخ ناصر الطرشاني،رئيس اللجنة الشرعية في أنصار الشريعة و هي مؤسسة دينية داخل التنظيم تهتم بضبط الكتيبة شرعيا من خلال قياس القرارات السياسية و العسكرية للكتيبة على الأحكام الشرعية بفهم "سلفي جهادي".

حمد علي التير المكنى بأبي علي،أمير فرع أنصار الشريعة بمدينة سرت و الذي  تأسس في 28 يونيو 2013 .

الشيخ فوزي العياط،المتحدث الرسمي باسم فرع أنصار الشريعة بمدينة سرت و عضو في مكتب أوقاف سرت.

عبد الحكيم بالحاج: رئيس حزب الوطن (إسلامي)  و الأمير السابق للجماعة الليبية المقاتلة ،غادر بالحاج ليبيا عام 1988 وقاتل الحكومة المدعومة من السوفييت في أفغانستان في مطلع التسعينيات، ثم أصبح قائد المجموعة الإسلامية الليبية المقاتلة.وبعد الفرار من أفغانستان عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 تنقل بلحاج بين دول عدة ليقع تسليمهما إلى السلطات الليبية انطلاقا من تايلاند.و بعد أن خاضت الجماعة الليبية المقاتلة بقيادة بالحاج أكثر من خمسة عشر سنة من الجهاد المسلح ضد نظام العقيد القذافي وحاولت اغتياله في أكثر مرة معتبرة إياه "حاكما طاغوتيا لا يحكم بما أنزل الله" انقلبت الجماعة فجأة و أصدرت مراجعاتها الشرعية ليصبح القذافي "الأخ قائد الثورة'' ) و يدخل بالحاج في حوار مع النظام بداية من العام 2006 برعاية عدد من قادة جماعة الاخوان المسلمين.لتطوي الدولة الليبية والجماعة المقاتلة صفحة الماضي بظهور "الدراسات التصحيحية" صفحة الصراع بين الجماعة و النظام ،و قد شارك في صياغة هذه المراجعات القيادي السابق في الجماعة نعمان بن عثمان رئيس مؤسسة كوليام لمكافحة التطرف في بريطانيا و قيادات الجماعة في السجون بينهم مفتيها سامي الساعدي و أميرها عبد الحكيم بالحاج المكني بأبي عيد الله الصادق ،ليخرج قادة الجماعة عي الشاشات الفضائية في مؤتمر صحافي رفقة المفتي الحالي الصادق الغرياني و علي الصلابي و بمباركة بالشيخ الاخواني يوسف القرضاوي معلنين بأن "معر القذافي ولي أمر شرعي لا يجوز الخروج عليه ،و أن الخروج على ولاة الأمر بالسلاح أمر محرم شرعا"،و انطلقت بعدها السلطات الليبية في إخلاء السجون من معتقلي التيار الإسلامي بطيفيه "الاخواني" و "الجهادي".مع بداية اندلاع الشرارة الأولى للحراك في الشارع الليبي في 17 فبراير 2011 لزم بالحاج الصمت ولم ينخرط منذ اللحظة الأولى في الحراك بل انه قد دعا  أنصاره و إلى حدود أواخر شهر مارس 2011 إلى التزام الحياد تجاه بالثورة ،و لكن مع انطلاق الضربات الأولى لحلف الناتو على ليبيا بعد تبني قرار المجلس الأمن القاضي بالحظر الجوي بدواعي حماية المدنين تغير خطاب الجماعة المقاتلة و أميرها بالحاج و انخرطت رسميا في النزاع المسلح ضد النظام و بذلك خرج عبد الحكيم بالحاج أمير الجماعة إلى الخارج ،ليعود في أواخر أغسطس 2011 إلى "باب العزيزية" تلاحقه كاميرا قناة الجزيرة و خلفه عدد من ضباط القوات الخاصة القطرية.