في محاولة من "بوابة افريقيا الإخبارية" للتعريف بشعراء ليبيا القدامى الذين تزخر بهم مختلف مدننا وقرانا ولم يكن لهم نصيب في الاعلام نقدم في هذه المقالة نبده موجزة عن شاعر من شعراء زوارة والذي كان يعتبر من اقوى الشعراء الشعبيين في جيله .. هذا الشاعر هو أمحمد غريبة.

الشاعر أمحمد غريبة من شعراء مدينة زواره، هو أمحمد عريبي عبد العزيز غريبة من قبيلة (إند قزول) لقصار من زواره، من مواليد عام 1920م. 

عاش طيلة حياته بين الشعر والترحال، حيث كان من الشخصيات التي تتميز بالبديهة والسرعة، وكانت له القدرة على تركيب الجمل والرد مباشرة، واستطاع خلال مسيرته الشعرية، أن يفوز على الكثير ممن كان يريد منافسته فرغم قصر عمر هذا الشاعر الذي عاش 38 عاما فقط، الا انه كان يواكب كافة المواضيع الشعبية والسياسية والعاطفية، ويتسم شعره بالصوفية التعبدية والنصائح والأمثال المعبرة عن الأصالة وعزة النفس وسمو الأخلاق، والشجاعة التي كانت سمة يتفاخر بها الكثير.

كان الشاعر أمحمد غريبة دائم الترحال بين تونس وطرابلس وبنغازي حينها، وكان يحب المنافسة ومقارعة الشعراء ويهرول لمثل هذه المناسبات، إذا يحكى انه في أحد الأيام بينما كان هو ورفاقه في مدينة طرابلس بفندق يعرف بجنسية غريبة، حيث يعود إلى قريب له، وأثناء تواجده هناك جاء رجل من لجهته عرف انه من أهل الشرق وبالتحديد من اهل بنغازي فتعرف عليه واتضح انه يبحث عنه ليسلم له رسالة من احد الشخصيات الاجتماعية لتدعوه للقدوم الى بنغازي، وبعد تفكير قرر الشاعر أمحمد غريبة أن يقبل الدعوة ويتوجه إلى بنغازي، فرافق هذا الشخص وركبا في شاحنة، وذلك لندرة السيارات الصغيرة حينها، فوصلوا بعد أيام لبنغازي واستقبله ذاك الشخص.

وبعد أداء واجب الضيافة والكرم من أهل الشرق لضيفهم، توجه رفقة مجموعة من الرجال إلى إحدى ضواحي مدينة بنغازي وقد وجدوا عدد كبير من الرجال في نجع اجتمعوا للمسامرة وللشعر، وبعد ان عرف به مضيفه وقال لهم هذا الشخص هو الشاعر أمحمد غريبة فسلم على الجميع وجلس فقال له صاحبه هؤلاء اغلبهم شعراء بالمنطقة أردت أن أرى ما لديك مع هؤلاء، فقال له أمحمد غريبة أنا ضيف وانتم أهل الدار فليبدأ أي شاعر منهم وأنا سوف أجاريه كما يريد، وبدأت المعركة الشعرية بين شاعرنا أمحمد غريبة ومجموعة من شعراء تلك المنطقة وكان يرد على كل قصيدة تقال برد بنفس القافية، واستمر هذا السجال لفترة وكان الجميع مستمتعا بهذه المنافسة الشعرية، وفى الأخير فصل صاحب الدعوة وهو من احد أعيان وتجار مدينة بنغازي واعترف بقوة ورصانة وشعر أمحمد غريبة.

لقد كان الشاعر أمحمد غريبة قويا في شعره من حيث قوة بلاغته وسرعة البديهة الشعرية لديه فكان عندما يرغب في نظم الشعر لم يكن يحتاج إلى أي وقت بل ينطلق وكأنه يقرأ من كتاب.

وكان رحمه الله من الرجال الذين يتصفون بالأناقة وكان قوي الجسم وذا حظ من الوسامة وكان عاطفيا جدا، وفاجأه المريض ليأخذه الموت وهو في أوج شبابه لتفقد مدينة زواره خاصة وليبيا عامة شاعرا كبيرا.

وختاما هذه إحدى قصائده المعروفة 

أتوفى العهد تم ........... أو شمل الحق أنضم

أنضم بيرة وصدم .........أمقادير من الله

بير الباطل جم ............. أوبير الحق اصدم

أفتح سوقا راسم .... .......أكثر بيعا وشراه

أتخرب ساس الحق ......... وسعوه وتقلق

بين الباطل طق ............. وهك ربك راد

يامخلص لحوال ............. شن عجبك مزال

أكثر غير الفساد ............. أكثر غير الهشام

أغرق مركب الإسلام ....... في كنار ظلام

قدما مقدف كاد ............. راقو العوامين

يلي  صناطين .... ............الناس المعلومين

غنيا ومشهورين ..... ........اشتركوا في التموين

خربوا  فيه جهاد ..... ........جملة يخربوا فيه

ما هو راقب ليه ................ ليسا حد معاه

ماهو فيه  نهار   ................ اللى يخلص فيه

ينجبدوا لأسرار ... .............الخيرات والشرار

كل شى منزل ..... ............كل شئ مسطر

النافع واللى يضر ... ..........محمد الاغر

أيتاقى ويساتر ... ...............على دين سر

أوفى أسم يتفكر ... ............واللي خان أكفر

لجهنم ينقال .... ...............أمصدد ومحمم .