فتحت برلين والرباط، الخميس، صفحة جديدة، من خلال الزيارة التي تقوم بها وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، حيث تبحث مع المسؤولين المغاربة التعاون في مجالات الطاقة والمناخ والأمن، بالإضافة إلى التعاون في قضايا الاقتصاد والتنمية والسياسة الثقافية والتعليمية
  
وتأتي هذه الزيارة التي تستغرق يومين، بعد استئناف العلاقات بين البلدين منذ عدة شهور، وما أعقب ذلك من اعتراف ألمانيا بالاقتراح المغربي القاضي بمنح إقليم الصحراء حكما ذاتيا
  
وتحدث العاهل المغربي محمد السادس، في خطابه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب السبت الماضي، عن ألمانيا باعتبارها من بين الدول الوازنة التي تفاعلت إيجابا مع بلاده في المبادرة التي تقترحها حلا للنزاع مع جبهة البوليساريو
  
وأجرى وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الخميس في الرباط مباحثات مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، انتهت بإعلان مشترك ذكر أن الطرفين جددا التأكيد على دعمهما للسلام والاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة الأورومتوسطية
  
وأضاف أن الطرفين أكدا، كذلك، التزامهما الخاص بمكافحة الإرهاب الدولي والجريمة المنظمة العابرة للحدود، بما يصون أمن واستقرار المنطقة الأورومتوسطية، مبرزا أن ألمانيا والمغرب سيعملان سويا داخل المحافل المتوسطية من أجل تعزيز التنمية المستدامة والسلام والأمن والاستقرار في هذه المنطقة، ولا سيما من خلال الاتحاد من أجل المتوسط ومؤسسة آنا ليند
  
وأشادت ألمانيا أيضا بمساهمة المغرب في الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب، لا سيما من خلال مشاركته في رئاسة المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، وكذا في رئاسة مجموعة العمل الإفريقية للتحالف العالمي ضد تنظيم داعش
  
ومن جانبه، أشاد المغرب بالمشاركة الفعالة لألمانيا في أعمال المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، من خلال مشاركتها في رئاسة مجموعة العمل المعنية بتعزيز القدرات في غرب إفريقيا، وكذا في الاجتماع الوزاري للتحالف العالمي ضد ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية ، المنعقد بمراكش في 11 أيار/ مايو المنصرم، والذي خصص حيزا هاما لتدارس الوضع في إفريقيا. وفي هذا الصدد، يضيف الإعلان المشترك، جدد الوزيران رغبتهما في مواصلة تعاونهما في هذه المحافل المختلفة
  
واعتبرت الخارجية الألمانية أن المغرب يعد شريكا مهما لبلدها وللاتحاد الأوروبي، وأيضا جسرا مهما إلى شمال إفريقيا وجنوبها. كما قالت الوزيرة أنالينا بيربوك، في تصريح صحفي، إن المملكة في وضع مثالي لتصبح ركيزة استراتيجية مهمة في التحول الأوروبي في مجال الطاقة. وأكدت أن زيارتها للمغرب ستجعل من الممكن إعادة تحديد علاقاتنا من أجل استكشاف هذه الفرص والاستفادة منها بشكل كامل . وأضافت أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، عملنا بجد لبناء أرضية مشتركة لشراكة مستقبلية ، مشيرة إلى أن البلدين طوّرا العديد من خطط التعاون الجديدة، وأعادا إطلاق العديد من المشاريع الناجحة في الماضي