تعتبر الأوساط السياسية الرسمية والإعلامية في المغرب، أن المملكة حققت اختراقا على مستوى الوساطة بين الأطراف في ليبيا، من خلال جمعها بين رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، ورئيس مجلس الدولة الليبي، خالد المشري، القمة الليبية التي شهدتها العاصمة المغربية، الرباط، تمخطت عن التزامات بتنفيذ مقررات جولات بوزنيقة بين طرفين يمثلان المجلسين.

 في الحوار التالي مع الصحفي المغربي عبد الحكيم يماني، مدير مركز الدراسات الجيوسياسية المغرب الساحل، نلقي الضوء على النتائج التي تحققت من الوساطة المغربية بين الأطراف الليبية، ومفاتيح حل الأزمة.
 نص الحوار
بوابة افريقيا الإخبارية: يواصل المغرب منذ اجتماع الصخيرات، جهوده لجمع أطراف الأزمة الليبية، عقدت عدة جولات حوارية برأيك ماذا تحقق الى الآن في هذا الإطار؟
 عبد الحكيم يماني: أول وأهم شيء تحقق هو قبول جميع الاطراف الليبية في استمرار اللقاءات ومبدأ الحوار وهذا مكسب مهم للغاية، إذ يعني أن هناك رغبة في ايجاد حل مقبول وطويل المدى للخلافات وكذلك هذا يبرز مدى طول نفس الوساطة المغربية.
 ولابد من الإشارة إلى أن المملكة المغربية لا تفرض أي حل مسبق على الليبيين بل توفر الظروف الملائمة للحوار للوصول الى حال نهائي ودائم متوافق عليه بين الأطراف الليبية.
الاتفاق الاخير حول خارطة طريق او عمل من اجل تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية خطوة مهمة حتى لولا تحترم في توقيتها وكل بنودها في التوقيت المبرم.
فكل الطراف واعية بصعوبة الأمر كما يجب ألا ننسى أن هناك دول وأطراف تعمل على نسف هذا الاتفاق من أصله.
 بوابة افريقيا الإخبارية: يرى المتابعين بأن الحل في ليبيا " معرقل " بسبب تدخل عدة أطراف خارجية، وتعقد المنظومة الشعبية لليبيا والتي تتكون من قبائل وتحالفات جهوية واخرى اثنية، مدى وجاهة هذا الرأي؟
 عبد الحكيم يماني: يجب ألا ننسى أن العامل القبائلي عامل مهم في المجتمع الليبي ويجب ان يؤخذ بعين الاعتبار فهو أيضا معادلة في السلم الداخلي. أما بالنسبة للأطماع الخارجية فيجب على الأطراف الليبية ان تكون واعية بذلك وأن تعرف كيف تتعامل معها وكيف تحصن نفسها منها.
 بوابة افريقيا الإخبارية : ليبيا بلد غني بثرواته الطاقية، هل ساهم ذلك في تعدد المتدخلين الخارجين في أزمة البلاد واستمرارها؟
 حكيم يماني :أجل الثروات الهائلة التي تتوفر عليها ليبيا معادلة صعبة لها تأثيراتها  على عدة مستويات خاصة في هذه الظروف الدولية  التي تلعب فيها الطاقة دور مهم .
 بوابة افريقيا الإخبارية : برأيك ،ماهي مفاتيح حل الأزمة الليبية؟
 عبد الحكيم يماني : مفاتيح حل الأزمة الليبية لن تكن الى بأيدي الليبيين نفسهم، وهذه هي فلسفة الوساطة المغربية.يجب أن يأتي الحل من الليبيين ، فهم المعنيون أولا و أخيرا.
الحل صعب ولكن ليس مستحيلا، والمفاتيح هي الإرادة، الصبر والاستمرارية في الحوار مهما كانت الصعوبات والعراقيل.
دور المملكة المغربية، هو التذكير الأطراف بهذا، وأنه في نهاية الأمر الرابح الاخير هو الشعب الليبي والكيان الليبي، وإن أخفقوا فالشعب الليبي هو الخاسر وقد يؤدي لا سمح الله الى إنهيار الدولة الليبية