رفض الرئيس الأفغاني أشرف غني أمس الأحد، طلباً من حركة طالبان بالإفراج عن 5 آلاف سجين من الحركة، قبل إجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية وشخصيات مدنية، كما جاء في اتفاق وقعته الولايات المتحدة مع الحركة.

وقال غني للصحافيين في كابول، بعد يوم من توقيع الاتفاق لبدء تسوية سياسية لإنهاء أطول حرب تشارك فيها الولايات المتحدة: "لم تقطع حكومة أفغانستان أي تعهد بالإفراج عن 5 آلاف سجين من طالبان".

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لمحطة سي.بي.إس التلفزيونية، إن "الجانبين أفرجا في السابق عن سجناء" وعبر عن الأمل في بدء المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في الأيام القليلة المقبلة، وأضاف "سيكون الطريق وعراً وحافلاً بالعثرات، لا أحد تساوره أوهام أن المحادثات لن تكون صعبة".

ويقول دبلوماسيون غربيون، إن "المفاوضين الأمريكيين يواجهون صعوبات في دفع الحكومة الأفغانية وطالبان لطاولة المفاوضات".

وينص الاتفاق الذي وقعته الولايات المتحدة وحركة طالبان على التزام الجانبين بالعمل بسرعة للإفراج عن السجناء من المقاتلين، في إجراء لبناء الثقة بالتنسيق والموافقة من جميع الأطراف المعنية، كما نص على إطلاق سراح ما يصل إلى 5 آلاف من سجناء طالبان مقابل ما يصل إلى 1000 أسير من الحكومة الأفغانية بحلول 10 مارس(آذار) الجاري.

وأضاف غني عن تبادل السجناء "ليس من صلاحيات الولايات المتحدة أن تتخذ قراراً، إنها مجرد وسيط"، وأوضح لشبكة سي.إن.إن الإخبارية أن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يطلب الإفراج عن السجناء، وأن موضوع الإفراج عن سجناء يجب مناقشته في إطار اتفاق سلام شامل".

وتابع أن "التوافق السياسي اللازم لمثل هذه الخطوة الكبيرة غير متوفر حالياً"، مشيراً إلى أنه يتعين أولاً مناقشة قضايا رئيسية مثل علاقات طالبان مع باكستان ودول أخرى وفرت ملاذاً لها، وصلاتها بما سماه جماعات إرهابية وعصابات مخدرات، ومكان قوات الأمن الأفغانية وإدارتها المدنية.

وأردف قائلاً "الشعب الأفغاني يحتاج إلى أن يثق في أننا انتقلنا من الحرب إلى السلام، وليس أن الاتفاق سيكون إما حصان طروادة أو بداية لمرحلة صراع أسوأ بكثير، هناك حاجة لآليات يمكن التحقق منها من أجل ضمان الوفاء بالالتزامات التي تم التعهد بها بالفعل".

وبدوره، رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانتقادات التي وجهت للاتفاق وقال إنه سيقابل زعماء من الحركة في المستقبل القريب، وقال مساعدون لغني إن "قرار لقاء قادة من طالبان قد يشكل تحدياً للحكومة في وقت أصبح فيه انسحاب القوات الأمريكية وشيكاً".

وبموجب الاتفاق تلتزم واشنطن بخفض عدد قواتها في أفغانستان إلى 8600 من نحو 13 ألفاً حالياً خلال 135 يوماً من توقيع الاتفاق، كما تلتزم بالعمل مع حلفائها لخفض عدد قوات التحالف في أفغانستان بشكل متناسب مع ذلك خلال ذات الفترة، شريطة أن تحترم طالبان ما قطعته على نفسها من ضمانات أمنية ووقف لإطلاق النار.