قال تشارلز بواماه، نائب رئيس البنك الأفريقي للتنمية، اليوم الاثنين، إن هدف "صندوق أفريقيا 50"، التابع البنك، والذي سيكون مقره بالمغرب، هو تطوير البنية التحتية بالقارة الإفريقية، خصوصا أن القارة السمراء تفقد 2 % من الناتج المحلى الإجمالي لدولها، بسبب ضعف البنية التحتية.

واختار بنك التنمية الإفريقي في أغسطس / آب الماضي المغرب، لاستضافة مقر الصندوق، والذي أنشأه البنك بهدف المساهمة في تمويل مشروعات البنية التحتية بأفريقيا.

وأضاف بواماه، في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، على هامش استقبال وزير المالية والاقتصاد المغربي لوفد من البنك بالعاصمة المغربية الرباط، إن هذا الصندوق يهدف إلى تطوير مشاريع البنية التحتية، وزيادة معدلات النمو على الصعيد الإفريقي، مشيرا إلى أن ميزانية الصندوق، ستكون في حدود ثلاثة مليارات دولار.

وبحث وفد البنك برئاسة نائب رئيس بنك التنمية الأفريقي، مع وزير المالية المغربي، التبعات المترتبة على اختيار المغرب، لاستضافة مقر الصندوق الجديد.

وقال محمد بوسعيد، وزير المالية والاقتصاد المغربي، في تصريحات خاصة لوكالة الأناضول، اليوم الاثنين، إن هذا الصندوق يسعى إلى جذب تمويلات من مصادر مختلفة كالدول، والمؤسسات المالية الدولية والإقليمية، والصناديق السيادية الدولية والإقليمية، بهدف توجيهها لتسريع وتيرة إنجاز مشاريع البنى التحتية في أفريقيا.

ويهدف الصندوق، بحسب الوزير المغربي، إلى تمويل الاستثمارات العامة، على الصعيد الإفريقي.

وأضاف بوسعيد، أن اختيار المغرب جاء من بين 9 دول أفريقية، أعلنت عن رغبتها في استضافة المقر الرئيسي لهذا الصندوق، وأنه جري بناء على معايير شفافة من بينها توافر الاستقرار السياسي، والاقتصادي، وسهولة المواصلات في مدينة الدار البيضاء، التي تربطها خطوط جوية مع العديد من الدول الإفريقية، بالإضافة إلى توافر المناخ، والبيئة المناسبة لعمل الصندوق، حيث سيكون مقره في القطب المالي (المركز المالي) للدار البيضاء.

وعين العاهل المغربي محمد السادس، في منتصف عام 2010،  سعيد إبراهيمي مديرا عاما لهيئة القطب المالي للدار البيضاء، التي ستشرف على إعداد وتجهيز هذا المركز المالي الذي تبلغ مساحته ما يفوق 80 هكتارا (الهكتار 10 آلاف متر مربع)، والذي تقوم فكرته على جلب كبريات الشركات المالية المتعددة الجنسيات والعاملة في قطاعات البنوك، والتأمينات والوساطة المالية، إضافة إلى توفير مقرات لتجمع مختلف المؤسسات والشركات المغربية العاملة في مجال الخدمات المالية، فضلا عن استقطاب استثمارات أجنبية، وزيادة مساهمتها في الناتج القومي، وتوفير فرص عمل جديدة.

واختار البنك الإفريقي للتنمية المملكة المغربية، لاحتضان المقر الرئيس لـ"صندوق أفريقيا 50"، الذي قرر البنك الأفريقي للتنمية، في يونيو/ حزيران 2013، تأسيسه بهدف المساهمة في تمويل مشاريع البنية التحتية في القارة الأفريقية.

وأعلن "الأفريقي للتنمية" خلال اجتماعاته السنوية التي انعقدت في شهر مايو/أيار2013، بمدينة مراكش المغربية عن إنشاء هذا الصندوق بهدف حشد الدعم المالي لمشاريع البنية التحتية في أفريقيا، خاصة عبر إصدار سندات في الأسواق المالية الأفريقية والدولية للاستفادة من السيولة المتوفرة فيها.

وتأسس البنك الأفريقي للتنمية في عام 1964 بموجب اتفاقية وقعتها 23 دولة، ضمنها المغرب، وشرع في العمل رسميا في سنة 1966، وحدد هدفه الأساسي في تحقيق تنمية اقتصادية دائمة والتقليص من الفقر في الدول الأفريقية.