تظل أغنية آخر الخمسينات إلى آخر السبعينات هي الأفضل إلى الآن ثمة ما جاء بعدها لكنه لم يسد مسدها .. فهي الأغنية التي تمات مع زمنها ونقلت لنا وقائعه وحكاياته بكل صدق .. هذا السؤال  عام ويشمل كل الأغنية العربية .. لكننا هنا قررنا أن نبدأ برفع الستارة عنه ولنسأل عن الأعنية الليبية  والتي عرفت تاريخيا بالأغنية الطرابلسية. ..فسالنا عرضيا عينة من عشاقها وجمهورها بحديث  بمكان عام  بادارته البوابة . مع مصطفى النابولي 56 سنة...          

الذي قال في حديث لمراسل بوابة افريقيا الاخبارية  هذه أغنية أسمعها أنا وكل أهل بيتي لأنها كانت سباقة  حتى عربيا في مجال اأغنية الاجتماعية .. تغنت عن الاب و البيت و الأم و معايدة المريض والعاطفية منها تصر على وصف العفة واللحاف مصطفى استشهد بلكثير من أغاني ذاك الزمن الجميل .. وانهى حديثه بحسرة بقوله ليت ذاك الزمن يعود .. ودمدم في آخر حديثه بأغنية هاشم الهوني "انشدني ع الصحة"

اما علي الفرجاني فقال ...  أغنية تلك الفترة أثبتث أنها أغنية كل بيت بل وكل الأجيال التي تلت بدليل أننا لازلنا نستمع لتوزيعها على أيدي العديد من فناني الأجيال الجديدة وفي السوق نجد اقبالا شديد عليها من المستمعين من الأجيالالشابة  .. الفرق بيننا وبين المستمع الجديد أننا عايشنا وقائع وقصص تلك الأغاني لأننا عشنا المناخ التي ولدت فيه لكن نتمنى لستمعها بشكلها وتوزيعها الجديد.. أن يستعيد علاقته بها من خلال فهمها فترده لذاك الزمن الجميل زمن العفة زمن الحي و أهله وكأنهم بيت واحد زمن كانت البيوت بلا أبواب، فالستارة كانت أبوابها، لك لاعين وقحة تفكر بأن تسيء ولو بنظرة لجارة .. عودة هذه الأجيال لتلك الأغاني هو إحياء لتراثنا بل الأمر أبعد من ذلك فهو إعادة الروح لهويتنا الليبية عامة وللهوية الطرابلسية بشكل خاص ..استشهد على الفرجاني بأغنية .. يابيت العيلة ياعالي لمحمود الشريف ..و استشهد بأغنية انت عفية ومشيتك غزلاني لسلام قدري .. واختتم الفرجاني حديثه بقوله إلى يومنا هذا لا أخجل أن أستمع وكل أهل بيتي مجتمعين لأغاني ذا الزمن الذهبي للأغنية اللييية في حين للأسف كل حديث و جديد من أغاني آخر الزمن لاتساعدني لا أخلاقي ولا ماربيت عليه أهل بيتي من الإستماع إليه فمابالك وه يعرضونه علينا انهارا مصورة بألف قناة لفرض قيم أخرى تنافي قيم مجتمعنا..

 وقال علي العاتي 54 سنة حول هذا الموضوع  " انها أغاني لا إباحية فيها .. أغاني أسمعها في بيتي إلى يومنا هذا أغانينا هذه لم تفقد طربها بل كل يوم تزداد تعتقا و يزيد تعلقي بها ..

وفي ذات السياق قال ناصر هويدي 56.. مدير فرقة أبومليانة /طرابلس للمالوف والموشحات.. هذه الأغاني التي تسأل عنها عبر لحنها وسيقى رسمت لحن بيئتنا وبيتنا وحينا بذاك الزمن وترجم لحنها كلماتها الصادقة والعفيفة والتي نمت بل وكتبت تحت الياسمين ودواي العنب والفل و أحواض النعناع والتي لم يخل منها بيت من بيوتنا بذاك الزمن الجميل وكل هذا تم نقله ومن خلال نخبة من الفنانين و أصواتهم التي معيارها الذهب عن حقيقة وواقع أزقتنا وسوانينا بكل مدن ليبيا بتلك الفترة .. لكن كانت طرابلس النموذج والانطلاقة لهذا الفن الأصيل عبر رواد هذه الأغنية والتي سميت بالطرابلسية .. رغم أنه قد أداها فيما بعد العديد من الفنانين من كل جغرافيا ليبيا .. مشروع بدأ من محمد سليم وبعده كاظم نديم وسلام قدري ومحمد حقيق حسن عريبي وغيرهم في بيوت الفن بالمدينة القديمة بطرابلس فمن هناك أوقدت تلك الشمعة والتي لازالت تنير بيوتنا إلى الآن .. تنيرها لأنها عبّرت عنها بفرحها بهمها بمناسباتها الإجتماعية بعمق علاقاتها حينها والذي يربطها  نسيجه الاجتماعي الواحد  والذي بحسرة نشهده الآن وهو يتفكك ... أغنية تغنت عن ’"لأب عن الأم عن الأخ عن الأخت عن البنت " يابنتي" عن الجارة  "ياجارة" ..  "عن الصبر والتسليم لقدر الله "فيها خيرة " ووو وعن الزنقة وعلى العفة عن "النخل والديس وبير بو سوالف .." أغنية شجعت على التواصل الإجتماعي وعبّرت عنه . للأسف ما نسمعه الآن بل صرنا نشاهده مصوراً وعبّر عنه الشعر الغنائي الحديث وتقدمه كل القنوات مسموعة أم مرئية هذه الفترة أفقد كل تلك القيم القديمة  من عقيقها وياقوتها افقدها عطر مسك ليلها وجرّدها من معانيها. الحديث عن الأغنية التي تبث الينا الآن   واكتفى بالأغنية العاطفيه ها هنا نجدها لاتمت  للعاطفة بصلة وكيف تمت بصلة وهي لا تقدم لنا الا  صورة مباشرة   لاتحرك إلا الغريزة لكن قديماً لم نجد إلا العفة والحشمة سوى ما صور من تلك الأغاني وأيضاً فيما عبّر عنها من كلمات وسمعناها عبر الأثير .. بذاك المجتمع الجميل كان كل شيء جميلاً تحسر ناصر فأضاف "كم أحنّ لذاك الزمن."

معاوية الصقر ..43 سنة وهو مهندس تقني  قال الأسباب عديدة لبقاء حنيننا لذاك الزمن وانحدار مستوى فن ما جاء بعد ذلك أهمها عندي السبب المادي الأمر ليس محلياً فلو انتقلنا مشرقيا لوجدنا ان أفضل الأغاني العربية والتي تمت هي الأخرى للعراقة و الأصالة هي أغاني فترة الستينات .. والدليل لن نظر لتحميل هذه الاغاني على اليوتيوب . نعود لليبيا .. في ذاك الزمن كان الإنسان اولآ قبل أن يكون فناناً لذا وجدنا كل القيم الإنسانية بأغاني ذاك الزمن .. وعبّرت عنه بالعديد من المعاني منها التراحم التعاطم التأزر حُسن الجوار ... حب الوطن كان قيمة "مش بزنس"وحب المرأة ة كان قي فعبّر عنها بالحشمة والعفة وليس عبرالغرائز كما يحدث الآن . أخيراً المهنة تُشترى ولا تُباع كان فنانو ذاك الزمن يصرفون على أعمالهم من القليل الذي لديهم وما استدانوه من زملائهم واختتم معاوية بقوله كان زمن من ذهب ..فضاع ذاك الزمن وضاع معياره الذهب.