بدأت منظمة "أطباء بلا حدود" الدولية تقليص أنشطتها لمكافحة "إيبولا"، في ليبيريا في ظل الانخفاض الملحوظ في حالات الإصابة بالفيروس، غير أنها التزمت الصمت، إزاء التقدم المحرز في العلاج بالعقاقير التجريبية التي تعطى للمرضى.

"أشعر أننا نقضي تدريجيا على إيبولا في ليبيريا".. هكذا استهل حديثه لوكالة الأناضول نيلسون دياكبو قائد الفريق النفسي الاجتماعي في وحدة "إيلوا 3" العلاجية مركز إدارة "إيبولا" التابع لـ"منظمة أطباء بلا حدود" في مقاطعة بينيسفيل بالعاصمة مونروفيا.

وأضاف: "أنا سعيد لرؤية جزء من هذا المركز يختفي بسبب تراجع إيبولا، في ليبيريا".

وبدأت المنظمة الخيرية الطبية وقف تشغيل القسم الأول في وحدة "إيلوا 3"، ولتفادي أي مخاطر إصابة بالعدوى، تحرق معظم البقايا من المناطق الملوثة في موقعها.

من جانبه، قال مارك جيري، وهو أحد الناجين من الإصابة بفيروس إيبولا، الذي أصبح الآن عضوا في الفريق النفسي والاجتماعي لمنظمة "أطباء بلا حدود".

وأضاف "جيري" في حديث لوكالة الاناضول: "ولكني سوف أتذكر إلى الأبد هذه الأرض، حيث فقدت ابنتي هنا".

وحتى الوقت الراهن، عالج المركز 510 مرضى، شفوا من فيروس "إيبولا" بعد تلقي الرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية.

بينما تقلص من أنشطتها، أكدت "أطباء بلا حدود"، أن عدد حالات فيروس "إيبولا" الجديدة في ليبيريا قد انخفضت بشكل ملحوظ.

غير أنها، لم تكشف عن أي خطط لإغلاق الوحدة العلاجية، على الرغم من أن الوحدة العلاجية الأخرى في مقاطعة لوفا -التي كانت بؤرة للفيروس- تم إغلاقها لأكثر من شهر، بحسب تقارير.

من جانبه أفاد جهاز الطوارئ لإدارة "إيبولا"، أن البلاد حققت تقدما كبيرا في احتواء الفيروس في مقاطعة "غراند كيب ماونت"، إحدى بؤر انتشاره الرئيسية الأسابيع الأخيرة.

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تم الإبلاغ عن أكثر من 30 حالة وفاة في المقاطعة الغربية بالبلاد.

ووفقا لمدير جهاز الطوارئ لإدارة "إيبولا" (حكومي)، تولبرت نينسواه، لم تبلغ "غراند كيب ماونت"، عن أي حالات جديدة خلال الأيام الاثنا العشر الماضية.

وفي حديث لوكالة الاناضول، اعتبر أن "نينسواه"، أن هذا يعني أن المقاطعة أمامها 11 يوما أخرى ، قبل إعلان أنها على غرار 13 مقاطعة أخرى، لم تسجل أي حالات إصابة جديدة بفيروس "إيبولا" خلال الواحد والعشرين يوما الماضية (مدة حضانة الفيروس).

ومقاطعة مونتسيرادو هي الوحيدة من بين 15 مقاطعة في ليبيريا، التي لا تزال تبلغ عن حالات "إيبولا" جديدة.

وفي سياق آخر، التزمت منظمة "أطباء بلا حدود"، وفريق جامعة أكسفورد الطبي الصمت، إزاء التقدم المحرز بشأن إعطاء العقاقير التجريبية المضادة لفيروس "إيبولا" للمرضى في ليبيريا.

وقال ماثيو جاكسون، وهو طبيب في فريق جامعة أكسفورد، إنه لا يستطيع القول كم مريضا تلقى العقار التجريبية حتى الآن.

وأضاف في حديث لوكالة الأناضول: "نحاول القيام (بالتجارب) وفقا لأعلى المعايير العلمية. لذلك لا يمكننا القول كم عدد المرضى الذي تلقوا العلاج التجريبي حتى الآن".

و مطلع يناير/ كانون الثاني، بدأت "أطباء بلا حدود" وشركائها من جامعة أكسفورد إعطاء عقار تجريبي يعرف باسم "برينسيدوفوفير" للمرضى في وحدة "إيلوا 3".

وتهدف هذه التجارب إلى تحديد ما إذا كانت عقار "برينسيدوفوفير" المضاد للفيروسات علاج فعال لفيروس "إيبولا"..

وأشار جاكسون إلى أن التجارب كانت منظمة بشكل كبير، وكذلك جميع التجارب على العقار، موضحا أنه لا يسمح للفرق الطبية بمناقشة التقدم المحرز.

ولفت إلى أن نشر النتائج في الوقت الراهن سيستند إلى الشائعات وليس المعايير العلمية، معربا عن تفاؤله بأن الأزمة تنتهي ببطء.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أن عدد الإصابات المؤكدة بفيروس "إيبولا"، الذى ينتشر في دول غرب أفريقيا، تراجع الأسبوع الماضي لأول مرة منذ يونيو/ حزيران الماضي.

وقالت في بيان لها، اليوم الخميس، إن "عدد الإصابات المؤكدة بإيبولا، في ليبيريا، وسيراليون، وغينيا، الدول الأكثر تضرراً من الفيروس، بلغ إجمالاً 99 حالة في 25 يناير/ كانون الثاني الجاري".

وأودى فيروس "إيبولا" المنتشر في غرب أفريقيا منذ نحو العام، بحياة 8 آلاف و795 شخص في الدول الثلاث الأكثر تضررا في هذه المنطقة من القارة الإفريقية (غينيا وسيراليون وليبيريا)، وفقا لأحدث تقارير منظمة الصحة العالمية، الصادر الأسبوع الماضي.

وتسبب "إيبولا" في وفاة 3605 شخصا في ليبيريا التي سجلت انخفاضا على مستوى انتقال العدوى.

و"إيبولا" هو من الفيروسات القاتلة، حيث تصل نسبة الوفيات المحتملة من بين المصابين به إلى 90%؛ جراء نزيف الدم المتواصل من جميع فتحات الجسم، خلال الفترة الأولى من العدوى بالفيروس.

وهو أيضا وباء معدٍ ينتقل عبر الاتصال المباشر مع المصابين من البشر، أو الحيوانات عنطريق الدم، أو سوائل الجسم، وإفرازاته، الأمر الذي يتطلب ضرورة عزل المرضى.

في شهر أغسطس/ آب عام 2014، شيدت "أطباء بلا حدود"، أكبر مركز لإدارة "إيبولا" على الإطلاق في إطار الاستجابة الإقليمية لتفشي الفيروس.