تشكل "أضحية العيد" هذا العام، عبئا إضافيا، على المواطن الليبي الذي يعاني من تزايد في أسعار المواد الاساسية، بالإضافة إلى تكاليف الدراسة التي وافقت بدايتها قرب موعد العيد.وبدت أسواق الأغنام بالعاصمة الليبية خالية في بعض المناطق، خصوصا تلك التي نكبها الاقتتال بين المسلحين قبل شهرين، حيث لا يزال معظم سكانها نازحين في مناطق أخرى.

وبحسب مواطنين ليبيين في طرابلس فقد فاقت أسعار الأضاحي التوقعات، ولا تتماشى مع مستوى دخل الفرد، منتقدين تأخر الحكومة في اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من ارتفاع الاسعار ومساعدة محدودي الدخل للحصول على أضاحي العيد وبأسعار مناسبة.وأعرب مصطفى الفاهم، رب أسرة، عن أسفه إزاء غلاء أسعار الاضاحي لهذا العام، موضحا ان قدرته المالية لا تمكنه من شراء الاضحية خصوصا مع تأخر صرف المرتبات لهذا الشهر .

وعن سبب ارتفاع أسعار المواشي المحلية، قال حميد نويجي، تاجر أغنام، إن"أسعار الأعلاف والعناية الطبية بسبب الحرب قبل أشهر ارتفعت، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواشي".وأوضح للأناضول أن الليبيين يقبلون هذا العام على شراء الأغنام المستوردة خاصة التركية والإسبانية.وعن متوسط الاسعار وقال نويجي إن " سعر الأغنام المستوردة من تركيا واسبانيا لا تزيد عن 300 دينار ليبي (250 دولارا أمريكيا)، أما المحلي فيزيد  سعره عن 600 دينار (500 دولار أمريكيا).

وأضاف أن "هناك ثقافة سائدة في مجتمعنا تتحدث عن عدم معرفة المواطن الليبي بالأعلاف التي تأكلها الأغنام المستوردة، الأمر الذي يحد أحيانا من الإقبال على المستورد، ولكن اعتقد في هذه السنة بدأت تتلاشى هذه القناعات".ولتخفيف العبء على المواطن،  قال عبدالمولى عياد، طبيب بهيئة الصحة الحيوانية (حكومية)، إن هيئة الصحة الحيوانية قامت بتوزيع نشرات على المواطنين وبث برامج عبر القنوات التلفزيونية لطمأنة المواطن حيال الاغنام المستوردة وملائمتها صحيا لتكون أضحية".

وعكست فتوى صدرت من دار الإفتاء الليبية صورة من صور المعاناة التي يعيشها الليبيون، فقد أفتت بجواز شراء الاضحية بطريقة التقسيط والشراء بالاجل ردا على سؤال من شركة لمربي اغنام داعيا التجار إلى مساعدة المواطنين.وأعلنت مؤسسات أهلية خيرية عن حملة لتوفير الأضاحي للمناطق المنكوبة وللأسر النازحة جراء الاقتتال خصوصا غرب طرابلس وجنوبها.