تستعد الأمة الإسلامية لاستقبال عيد الأضحى المبارك ، ولكن في ليبيا يستقبل المواطنين العيد الأضحى هذه السنة في وضع اقتصادي يزداد سوء ، وقد أصبحت هذه السنة عبىء على المواطن الذي أرهقته متطلبات الحياة اليومية ، ولم يعد يقدر على شراء ابسط الأشياء .

وجاء عيد الأضحى ليجد المواطن الليبي نفسه عاجزا على أداء سنة يتقرب بها إلى الله عز وجل ، والأسباب كثيرة ومتعددة .

حيث قام مراسل "بوابة أفريقيا الإخبارية" يوم أمس الاثنين بجولة ميدانية في سوق بيع الأضاحي بمدينة زوارة وأجرى لقاءات مع عدد من المواطنين ومربي اغنام  لاستطلاع آرائهم ، عن اسعار الاضاحي لهذا العام. 

فقال فاضل الهوش وهو مربى أغنام متحدثا عن الوضع هذه السنة ، بأنه صعب أكثر من السنة الماضية حيث اوضح بأن الأسعار عالية فعلا ومن الصعب على المواطن العادي أن يتحصل على أضحية جيدة بسعر مناسب،رغم ان هناك بعض الأسعار التي تتناسب مع الوضع الاقتصادي للمواطن الحالي .

وأضاف " الهوش" في حديثه ، إن اسعار الاضاحي تتراوح من 500 دينار للخروف إلى 1700 دينار وربما أكثر بقليل ، وأتمنى أن يستطيع المواطن شراء أضحيته هذا العام .

وقال "أنا لا أضع اللوم على المربى أو البائع فهو أيضا له ظروفه التي جعلت من الأسعار ترتفع بهذا الشكل" .

ومن جانب آخر قال المربى والبائع فيصل جرافة ان تغير الأسعار كانت نتيجة طبيعية لعدم الاهتمام بالثروة الحيوانية فى ليبيا ، ولم يعد للمربى ان يجد حاجته بالساهل ، بل يبدل قصارى جهده كي يتحصل على احتياجات الأغنام وخاصة الأعلاف .

واشار جرافة  إلى أن "الجمعيات الزراعية في السابق كانت تساعد المربى كثيرا وتوفر له الأعلاف بأسعار مناسبة ، والآن لا يوجد أي دعم ولا مساعدة للمربي بل كل شئ في ازدياد رهيب ، وهذا اثر بشكل كبير من زيادة الأسعار حيث وصلت العلفة من 190 إلى 200 دينار للقنطار الواحد وفى الغالب يكون الميزان اقل من الطبيعي ، ناهيك عن شراء سيارات نقل المياه باسعار مرتفعة نتيجة أزمة المياه وانقطاع التيار الكهربائي".

وقال جرافة: " أنا مثلا كمربي نصرف خلال شهر واحد حوالي (14000) ألف دينار على (150) خروف ، ونحتاج في ثلاث أشهر إلى (45000 ) ألف دينار ، وهذا المبلغ يعتبر كبير نتيجة لارتفاع الأسعار في كل شئ ، فمن الصعب ان يكون سعر الخروف في متناول الجميع . 

وتسائل المربى والبائع فيصل جرافة  في حديثه قائلا: "لماذا لم يتم فتح الاعتمادات محليا بمعنى شراء الاضاحى من المربين فى ليبيا بدل شراء الخروف الاجنبى والذي في اغلب الأحيان لا يتماشى معنا ، ولماذا لم يتم الشراء من المربى الليبي وتوفيره للمواطن بسعر مناسب ، هذا أسئلة تحتاج إلى إجابة من الجهات التنفيذية لتخفف الحمل على المواطن وتشجع المربى في ليبيا؟"

من جانبه عبر المواطن سليمان بلوز، عن "استيائه من هذا الوضع حيث قال المصرف اليوم يعطي في 300 دينار حطهم فى جيبك وخش بيهم للسوق ، والأسعار كيف ما تشوف الخروف اللي يعجبك يقولك البائع سعره 1200 فما فوق".

واعتبر المواطن" بلوز" في حديثه أن "الدولة هي المسؤلة على هذا الغلاء لانها لو تريد حلا لهذه المسئلة فهي قادرة على ذلك ، وتستطيع أن تفتح اعتمادات محلية وتقوم بشراء الاضاحى بالدولار من المربى وتبيع الأضحية للمواطن بسعر الصرف الحقيقي أو أزيد بقليل ، وبذلك تكون قد قدمت خدمة للمواطن وللمربى الذي شجعته وقدمت له الدعم اللازم ولكن للأسف الدولة تريد المواطن يبقى كما هو ويتحمل العبئ" بحسب تعبيره.

وقال المواطن على الحجاجى المتواجد بالسوق: "بصراحة الأسعار مرتفعة جدا ومن الصعب على المواطن شراء أضحية العيد ، وخاصة في النقص الحاد للسيولة ، فبعد بعد كم شهر تتحصل على 200 او 300 دينار فاين سيتم صرفهم".

وأضاف الحجاجي في حديثه : "بصراحة الوضع يزداد سوء ، والأسعار وصلت إلى 1700 و1800 دينار ، وفي هذا الوضع المواطن العادي من الصعب يستطيع أن يقدم على شراء أضحية العيد ، وللأسف الدولة في أجهزتها هي المسئولة على ذلك ، لأنها لو عالجت الموضوع من فترة لا كانت الأسعار أفضل بكثير ولها القدرة والإمكانية ولكن لا حياة لمن تنادى والخاسر دائما هو المواطن". 

وتعم سوق الأضاحي بزوارة حالة من الاستياء وتذمر المواطنين نتيجة الارتفاع الجنوني للأسعار ، وتململ من المربين والبائعين نتيجة غلاء الأعلاف ، والخاسر هو المواطن في غياب حلول ناجعة من الدولة لموضوع يتكرر لكل سنة .