يوم واحد فقط يفصل عن عيد الأضحى المبارك وارتفاع أسعار الأضاحي هو حديث الشارع في مختلف المدن والمناطق بالبلاد.

في سوق الأغنام  ببني وليد ، المواطنون ومربو الأغنام - على حد سواء - على رأي واحد مفاده أن الارتفاع الكبير في ثمن قنطار علف الماشية أثقل كاهل المربي مما سبب بشكل ملفت للنظر في ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام مُقارنة بالأعوام السابقة .

أسعار خيالية تجاوزت 2500 دينار للخروف ،ومواطنون يتجولون بين حظيرة وأخرى يبحثون عن أضحية تناسب ما تتكرم المصارف به من مبالغ أقل ما يقال عنها أنها لا تبلغ الحد الأدنى من متطلبات العائلة الليبية في ظروف خالية من المناسبات والأزمات .  

 " إن غياب مؤسسات  الدولة المعنية عن دعم مربي الأغنام من خلال توفير الأعلاف التي ارتفعت أسعارها في السوق المحلي إلى 200 دينار للقنطار الواحد أدى إلى ارتفاع جنوني في سعر الأضاحي " هكذا يقول مربي الأغنام غيث محمود لبوابة أفريقيا الإخبارية ويتساءل " لماذا لم تفتح الإعتمادات لاستيراد ما يحتاجه المربي من أعلاف وأدوية وتحصينات بدلًا من منح الإعتمادات لشركات همها الأول والأخير هو المتاجرة والمضاربة بقُوت المواطن اليومي ؟!"

من جانبه أكد المواطن عمر موسى بأن " الحلول التلفيقية التي يقوم بها ما يسمون أنفسهم مسئولين قبل العيد بفترة قصيرة  لن تجدي نفعًا لأنها ارتجالية وغير مدروسة بصورة جيدة ويتضح ذلك جليًا من خلال إيقاف إجراءات عدد من الشركات الموردة للأغنام  بعد أن حجز المواطنون في المنظومة المخصصة لذلك ،و مما زاد الطين بلة هو تهريب الثروة الحيوانية إلى الدول المجاورة بسبب الفرق بين العُملات النقدية ".

مواطن آخر فضل عدم ذكر إسمه قال  " ليس بإمكاني أن أشتري أضحية هذا العام لأنني سحبت مبلغ  450 دينارًا فقط من المصرف ، وهو لا يكفي لشراء أبسط إحتياجات البيت خلال أسبوع فقط " ،وأضاف وعلامات الغضب ظاهرة على وجهه قائلاً "  المواطن الليبي أصبح ذليلًا مهانًا في وطنه بسبب الفساد والمفسدين غير قادر على سحب رصيده من المصرف في مناسبة يفرح أولاده فيها " و إختتم كلامه معنا رافعًا يديه يدعو الله أن " يقتص من الظالمين والمُخربين والمفسدين الذين أوصلوا ليبيا إلى هذه الأوضاع  المأسوية "على حد وصفه .

 كلمات من مواطن بسيط أنهت بها بوابة أفريقيا الإخبارية جولتها في سوق الأغنام ،ولازال المواطن الليبي يتطلع إلى إنفراج في أزمات معيشية متواصلة وخانقة يخفف من معاناته ويحفظ كرامة ليبيا والليبيين أمام شعوب العالم.