أوضاع نفسية ومادية سيئة يعيشها استاذ جامعي مصري قال إنه عمل في ليبيا لعامين كاملين دون أن يتقاضى حقوقه المادية بسبب ما وصفه بمماطلة جامعة سرت التي كان يعمل فيها إلا أن الجامعة أكدت أن حقوقه محفوظة لكنها رهن الإجراءات الروتينية

الدكتور ياسر أبو رمضان عضو هيئة التدريس الذي كان يعمل بقسم اللغة الفرنسية بكلية الآداب جامعة سرت خلال الفترة من نهاية 2017 وحتى بداية 2020 قال لبوابة إفريقيا الإخبارية إنه لم يتقاضى خلال فترة عمله مرتبات إلا سلفة كل أربعة أشهر أو ستة أشهر ورغم أن قيمتها لم تكن تتجاوز راتب شهرا واحدا إلا أن إدارة الجامعة كانت تماطل في صرفها فيضطر أبو رمضان للاستعانة بواسطة من خارج الجامعة لتطلب من الجامعة صرف هذا المبلغ الزهيد الذي لم يستمر طويلا وتوقف بشكل نهائي فيما بعد.

أبو رمضان أكد أنه كان يدرس 13 مادة بمعدل 44 ساعة اسبوعيا وعندما طالب إدارة الجامعة بمستحقاته المالية بدأت في المماطلة وتطور الأمر لطرده من مكاتب المسؤولين بالجامعة مؤكدا أن الجامعة أحيانا كانت ترسل أوراقة ناقصة لوزارة المالية وأحيانا أخرى كانت الأوراق تضيع لتكون النتيجة عدم صرف مستحقاته رغم محاولاته المتكررة.

الضغوط النفسية التي تعرض لها أبو رمضان تسببت – حسب تصريحاته- في إصابته بالسكري والكلى ودفعته لمغادرة البلاد والعودة لمصر بداية العام 2020 في إجازة قصيرة لكنه لم يتمكن من العودة لليبيا بسبب تعقد الإجراءات وصعوبة الحصول على موافقة أمنية فظل يراسل إدارة الجامعة كي تعطيه مستحقاته لكنها كانت ترفض وتضع عودته للعمل شرطا لصرف مستحقاته السابقة.

أبو رمضان أكد أنه اضطر للاستقالة في سبتمبر 2021 كي تتم إجراءات تصفية أوضاعه المالية والإدارية لكن إدارة الجامعة قبلت الاستقالة وجعلت صرف المستحقات المالية مرهون باعتماد مجلس النواب للميزانية ليدخل في دوامة انتظار جديدة قد تطول بعد سحب الثقة من الحكومة وتحويلها لتسيير الأعمال.

الدكتور أبو رمضان أكد أنه كان عضو هيئة التدريس الوحيد بقسم اللغة الفرنسية وأنه بذل قصارى جهده لمساعدة الطلاب والمعيدين ورغم ما مر به من ظروف صعبة إلا أنه على استعداد للعودة لطلابه بعد تقاضي مستحقاته المالية.

بوابة إفريقيا الإخبارية سعت تواصلت مع رئيس جامعة سرت الدكتور سليمان الشاطر بشأن مستحقات الاستاذ الجامعي والذي أكد أن الدكتور بدأ بعمله بالجامعة مع نهاية العام 2017م،  وهذا وفق تعاقده مع الجامعة مبينا أن كل حقوق الدكتور أبو رمضان مثبتة وأن الجامعة كانت ووفق السياق الاداري حريصة على اتمام الاجراءات الادارية وقد استوفت كل المتطلبات وأرسلت للجهات المالية الإجراءات الخاصة به.

وأضاف الشاطر أن أبو رمضان سافر في إجازة أعضاء هيئة التدريس مع بداية شهر أغسطس عام 2019 ولم يعد للجامعة حتى الان بمعنى أن مجمل الفترة التي قضاها في الجامعة سنة وثمانية أشهر وخلال هذه الفترة كان للانقسام السياسي أثر في تأخر إتمام الإجراء المالي بوزارة المالية مما اضطر الجامعة إلى صرف سلف للدكتور بما يوازي ثمانية أشهر بمبلغ قدره 33.872 ألف دينار ليبي وبذلك تبقى من ديونه ما يوازي 12 شهرا .

وأردف الشاطر أنه وفي العام 2021 وبعد بدء حكومة الوحدة الوطنية في عملها ومع نهاية شهر مارس تواصل أبو رمضان مع رئاسة الجامعة بخصوص مستحقاته وطلبت منه الرجوع لعمله لتسوية وضعه من خلال تقديم الأوراق الثبوتية التي تفيد بعودته من الإجازة للإفراج عن مرتباته كما زملائه ممن عاد للعمل بالجامعة ولكن لأسباب لم نحط علما بها لم يعد وبالتالي لم نستطع الإثبات للمالية بعودته بمباشرة العمل عقب الإجازة وإثبات الدخول إلى ليبيا مما جعل من المتعذر أن يستمر مرتبه كزملائه الذين عادوا .

وتابع الشاطر كانت المفاجأة بالنسبة لنا أن قدم الدكتور الاستقالة وهو أمر ووفقا لما ينص عليه التعاقد الموقع بينه وبين الجامعة يترتب عليه أمور جزائية قد يفقد بها بعض المزايا .

وشدد الشاطر على أن الجامعة كمؤسسة تعمل دون شك على استيفاء حقوق كل عضو ينتمي إليها بما تستطيع وستكون حقوق الدكتور في متناوله فور ورودها باعتماد ميزانية الدولة.