“رجل المهام الصعبة “.. ” مفتاح الأزمات “.. هكذا يصف الإعلام المصري أسامة عسكر، والذي تمت ترقيته أمس الأول إلى رتبة فريق، ليكون أول قائد لما عرف بـ “القيادة الموحدة لمنطقة شرق قناة السويس ومكافحة الإرهاب”.
عسكر من مواليد محافظة الدقهلية (دلتا النيل/ شمال) عام 1957، وتخرج في الكلية الحربية عام 1970، وتدرج في جميع الوظائف القيادية بسلاح المشاة، حتى وصل إلى قائد فرقة، ثم رئيسًا لفرع العمليات بهيئة عمليات القوات المسلحة، ثم رئيس أركان الجيش الثالث الميداني، فقائدا له في شهر أغسطس/آب 2012.
وحصل الفريق عسكر على ماجستير العلوم العسكرية، وزمالة أكاديمية ناصر العسكرية العليا، وعلى مستوى الحالة الاجتماعية، فهو متزوج وله 3 أبناء.
وجاء اختيار الرجل لهذه المهمة وفي هذا التوقيت الحرج، ليثير تساؤلات حول تلك الشخصية التي تحظى بهذه الثقة الكبيرة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ويضع الرئيس المصري ثقة كبيرة في نجاح عسكر بهذه المهمة، وهو ما دفعه أمس إلى مخاطبته خلال الندوة التثقيفية للجيش التي حضرها بمسرح الجلاء (شرقي القاهرة) قائلا : “أنا أُشهد الناس عليك يا أسامة أن أحداث سيناء الإرهابية لا تتكرر مرة أخرى، وأنت مسؤول أمامى وأمام المصريين، عن أن هذا الحادث لا يتكرر مرة أخرى، وانت أيضا مسؤول بشكل كامل عن تنمية سيناء”.
ظاهريا، فإن هذا الرجل له تاريخ طويل مع العمل في سيناء (شمال شرق)، بحكم قيادته للجيش الثالث الميداني، حيث تولى هذا المنصب خلفا لوزير الدفاع الحالي الفريق أول صدقي صبحي، الذي كان يشغل منصب قائد الجيش الثالث الميداني، قبل أن تتم ترقيته لرتبه فريق ليتولى صبحي مسؤولية رئاسة أركان حرب القوات المسلحة (أغسطس/آب 2012)، ثم وزيرا للدفاع في شهر شهر مارس/آذار من العام الماضي.
ويعمل الجيش الثالث على تأمين القطاع الجنوبي من المجرى الملاحي والممتد من الإسماعيلية إلى السويس على الضفة الشرقية من قناة السويس، ويتركز في نطاقه محافظتا السويس وجنوب سيناء، والجزء الأوسط من محافظة شمال سيناء، كالنقب والحسنة، إضافة إلى منطقتي الزعفرانة ورأس غارب وحتى رأس دمشق.
ولم تشهد تلك المناطق حوادث “إرهابية” كبيرة منذ تولى عسكر مسئولية الجيش الثالث في 13 أغسطس/آب 2012، وربما يكون ذلك هو السبب الأهم الذي دفع بالرئيس المصري (الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع قبل فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت في شهر مايو/أيار الماضي)، إلى وضعه في هذا الاختبار الصعب، وفي أعقاب تفجيرات ضخمة شهدتها محافظة شمال سيناء يوم الخميس الماضي، وأثارت سخطا وغضبا في الشارع المصري.
واستهدفت 3 تفجيرات متزامنة، مقار أمنية وعسكرية بمدينة العريش، مركز محافظة شمال سيناء، وفي نفس الوقت شهدت مقار أمنية أخرى في الشيخ زويد ورفح بنفس المحافظة هجوما بالأسلحة، وقال التلفزيون المصري الحكومي إن الحوادث أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
وتبنت جماعة متشددة، تطلق علي نفسها اسم “ولاية سيناء” والتي كانت في وقت سابق تسمي “أنصار بيت المقدس″، في الساعات الأولي من صباح الجمعة، مسؤوليتها عن تلك الهجمات.
وتنشط جماعة “أنصار بيت المقدس″، المصنفة كجماعة إرهابية في مصر، والتي أعلنت لاحقا ولائها لتنظيم “داعش” تحت اسم “ولاية سيناء”، في محافظة شمال سيناء (شمال شرقي مصر)، وتبنت سابقا عمليات عنف استهدفت عسكريين ورجال شرطة.
ووفقا للمهام الموكلة لعسكر بحكم مسئوليته الجديدة، يرى خبراء عسكريون أن مهمته ستكون هي الحفاظ على الأمن في ربوع سيناء، بوضع الجيشين الثاني (معني بتأمين محافظات الإسماعيلية وبورسعيد وشمال سيناء) والثالث (معني بتأمين محافظة السويس والبحر الاحمر وجنوب سيناء) وحرس الحدود وقيادة المنطقة ج (المتاخمة للحدود المصرية مع إسرائيل) تحت إدارته.
ويعرف عن عسكر حزمه الشديد، لكنه في نفس الوقت يشتهر بضبط النفس، وهو ما ساعده على تجاوز أزمة إحراق آليات عسكرية في محافظة السويس (شمال شرق) إبان ذكرى ثورة 25 يناير /كانون الثاني 2013.
وقال عسكر حينها : “التعليمات المتبعة عادة فى مثل هذه الحالات استخدام السلاح الحي في حالة الهجوم علي المنشآت الحيوية والمعدات العسكرية، ولكننا فضلنا الاستغناء عن 9 مدرعات قيمتها تصل إلى 20 مليون جنيه (2.6 مليون دولار أمريكي)، حتى لا تتحول المحافظة لبحور من الدم”.
ويتميز قائد القيادة الموحدة لمنطقة شرق القناة ومكافحة الإرهاب، بعلاقته الطيبة بمشايخ وعواقل سيناء، وهو ما ساعد على نجاح مبادرة كان قد أطلقها منذ عامين لجمع السلاح غير المرخص من أهالي سيناء، وبالفعل نجح في الحصول على مئات الأسلحة.
ولأسامة عسكر رأي هام في العلاقة بين التنمية والأمن، ومن بين الجمل الشهيرة التي يرددها في الحفلات التي يشارك فيها هي أن “التنمية مرهونة بالأمن”.
وأمس الأحد، أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تخصيص 10 مليارات جنيه (نحو 1.3 مليار دولار) لتحقيق الأمن والتنمية في سيناء.