حذرت وزارة الصحة الليبية من انهيار كامل للخدمات الصحية في البلاد، حال بقاء الوضع الأمني متوترا، خاصة مع إعلان الفلبين عزمها سحب 13 ألفا من رعاياها، بينهم نحو ثلاثة آلاف عامل في القطاع الطبي، فالاضطرابات المتزايدة والخطر الذي يهدِد العناصر الطبية الأجنبية يرجح مغادرتهم البلاد، كما تعاني المستشفيات الليبية من من نقص حاد في أدوية الأورام وغسيل الكلى.

وقال عمار محمد مدير مكتب الأعلام بوزارة الصحة الليبية، إن العمالة الأجنبية في القطاع الصحي، وتعمل في مساعدة الأطقم الطبية ( التمريض ومساعدين) تغادر دون علم وزارة  الصحة بشكل  فردي. 

ومعظم العمالة الأجنبية في القطاع الصحي، من دول الفلبين، ورومانيا، و الهند.

وأضاف، محمد في تصريحات لمراسل الأناضول، أن مشكلة  العمالة الفلينية العاملة في مركز طرابلس الطبي البالغ عددها  480 عنصر طبي، جري حلها بعد التفاهم معهم عن طريق سفير  الفلبين من أجل  بقائهم  للعمل بشكل طبيعي.

 وأشعل قطع رأس عامل فلبيني في مدينة بنغازي على يد مسلّحين مجهولين فتيل الأزمة مع الفلبين، التي أجلت رعاياها من بنغازي، كما أن اختطاف ممرضة فلبينية في طرابلس واغتصابها زاد من إصرار مانيلا على إجلاء نحو 13 ألفًا من رعاياها، بينهم نحو ثلاثة آلاف عامل في القطاع الطبي بليبيا.

ويتخوف المسئولون في ليبيا من أنْ تحذو الهند حذو الفلبين، مما قد يؤدي إلى إغلاق معظم المراكز الطبية، خصوصا أن نسبة الهنود العاملين في القطاع الصحي الليبي تبلغ نحو 20%، فيما لا تزيد نسبة الليبيين على 18%، يضاف إليهم عدد قليل ممن تبقى من الراهبات الموجودات في ليبيا منذ عشرات السنين.

وخلال الأسابيع الماضية، شهدت مدينتي بنغازي وطرابلس، صراعا دمويا على النفوذ بين كتائب مسلحة، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، ولم يضع أوزاره حتى الآن.

وكشفت الأحداث الأخيرة نقصا حادا يعانيه القطاع الصحي، سواء العمومي أو الخاص، والعجز في القدرة الاستيعابية والدوائية، إضافة إلى الموارد البشرية التي أغلبها من النساء، وتهدد الاشتباكات خروجهن من منازلهن.

وأعلن مدير مكتب الإعلام بجمعية «الهلال الأحمر» محمد المصراتي، التواصل والاتفاق مع الشركة الاشتراكية للموانئ والجوازات والجمرك، لإتمام إجراءات سفر وترحيل 52 من الجالية الفليبينية الأحد الماضي، من ميناء بنغازي البحري

ويبلغ عدد أفراد الجالية الفلبينية في مدينة بنغازي 550 فردًا، بالإضافة إلى 2100 في المنطقة الشرقية، يعملون بقطاع الصحة.

ويشهد مطار طرابلس الدولي والمناطق المحيطة به، منذ شهر ، اشتباكات مسلحة بين كتائب الزنتان المسيطرة عليه وغرفة عمليات ثوار ليبيا وكتائب مسلحة أخرى من مصراته يقودها صلاح بادي.

وتسبب هذا التطاحن الدموي ، بحسب مصادر طبية، في مقتل نحو 212 وإصابة أكثر من 189، كما تسبب في توقف مطار طرابلس الدولي عن العمل، وتعطل 90 في المائة من الطائرات بعد إصاباتها بقذائف صاروخية، بجانب تعطل معظم المرافق التشغيلية للمطار وحركة الملاحة الجوية.

وتعاني المستشفيات الليبية من نقص حاد في أدوية الأورام وغسيل الكلى لنقصها من مركز الإمداد الطبي الرئيسي بحسب كلام عمار محمد مدير مكتب الأعلام بوزارة الصحة الليبية.

وأضاف محمد في تصريحات لوكالة الاناضول، أن سبب نقص هذه الأدوية، هو عدم صرف مخصصاتها بالموازنة العامة للدولة، من البنك المركزي الليبي حتي الآن رغم اعتماد الموازنة منذ شهرين ونصف.

وتصرف ليبيا سنوياً  مايقرب من 700 مليون دولار لدعم الأدوية.

وقررت وزارة الصحة الليبي معالجة جرحى الأحداث في بنغازي وطرابلس على نفقة الدولة، في كل من مصر وتونس والأردن وتركيا وإيطاليا واليونان وألمانيا.

وقدر رابح الفقيه، مسئول قسم التنسيق والتعاون باللجنة الدولية لـ "الصليب الأحمر"، عدد النازحين جراء أعمال العنف في طرابلس بين ألفين ، و2500 أسرة.

ولا تملك بعثة اللجنة الدولية لـ«الصليب الأحمر» في ليبيا إحصاء دقيقً لعددهم  بحسب تصريحات صحفية.