“رسالة سلام وتآخ بين طوائف وأديان الكونغو الديمقراطية”، هي ركيزة فلسفة راديو “الرسالة” الذي يبث في مدينة “لومومباتشي” جنوب الكونغو.

وقد تمكنت هذه الوسيلة الإعلامية من الدخول في الحياة اليومية للسكان بسلاسة وسرعة، نظرا لاحتوائها على رسائل إيجابية في جمع الطوائف والأديان المختلفة على أرضية الانتماء إلى الوطن الواحد الجامع للكل، دون تعصب أو تشدد.

وتعنى الإذاعة أساسا ببث برامج باللغة العربية لتحفيز المسلمين على قراءة القرآن بلغته الأصلية وفهم معانيه والتعمق فيها نظرا لاحتوائها مبادئ إنسانية وكونية سامية تنبذ التطرف والعنف وتشجع على التآخي بين جميع الأديان والأعراق، وتحض في الآن ذاته على الوحدة بين الجميع لتحقيق المصلحة العامة الملخصة في قيم العمل والعلم والمبادرة.

وقد أكد مواطنو مدينة لومومباتشي أن وجود مثل هذه الوسائل الإعلامية في بلادهم أمر ضروري وهام لإشاعة رسائل السلام والتعايش بين السكان، خاصة وأن مناطق عديدة من العالم تعاني اليوم من الحروب الأهلية على أسس دينية وطائفية وعرقية.

 

وفي السياق صرح المواطن “نغوي” أنّ “الأصداء التي وصلت عن هذه الإذاعة كانت إيجابية للغاية، فضلا عن أن جمهور مستمعيها لا يقتصر على المسلمين فقط، وإنّما يشمل جميع سكان “لومومباتشي”، و”هو ما يجعلنا منفتحين على الجميع، كما أنّ هذه التجربة شجعتنا على التطلّع إلى افتتاح قناة تلفزيونية في غضون بضعة أشهر من الآن”.

ولفت إلى أنّ هذه الإذاعة ليست “موجهة إلى المسلمين فقط ولكن أيضا إلى المنتمين لديانات أخرى، لا سيما المسيحيين، فقد مكّن راديو الرسالة من تقريب المسلمين والمسيحيين عبر النقاشات التي تقوم بتنظيمها بين ممثلي الطائفتين”.

وقد أكد ممثلي جميع الأديان والطوائف بجنوب الكونغو الديمقراطية أن هذا الراديو يمثل منبرا إعلاميا هاما يمكن من التعبير عن مواقف وآراء الجميع في كنف السلمية والتعايش وذلك لغلق كل المنافذ أمام تحول نعمة الوجود المشترك الغني بالأديان والطوائف إلى نقمة حرب أهلية ليست في مصلحة أحد.

 

*نقلا عن "العرب" اللندنية