أحمد نجيب الشابي رئيس الهيئة التأسيسية للحزب الجمهوري ، احد أبرز الوجوه المعارضة التونسية منذ أربعة عقود ، عرف السجون والعمل السري في عهدي بورقيبة وبن علي ، كان حزبه ،الديمقراطي التقدمي، الخيمة التي   احتمى بها الجميع عندما تعاظم الاستبداد في العهد السابق ، حاول الترشح للانتخابات الرئاسية سنة  2004 وتم منحه ، لعب وحزبه دورا مهما في تأطير الثورة وإسنادها ، ليلتحق بعد هروب بن علي بحكومة محمد الغنوشي الاولى ، وهو ما جعل  منتقديه يتزايدون ،يتهمونه بالهرولة نحو السلطة والحكم وبالتحالف مع بقايا النظام الديكتاتوري وهو ما جعله وحزبه يخسرون انتخابات اكتوبر  2011 ويقبعون قرابة ثلاث سنوات في صفوف معارضة الترويكا ويتحالف مع اليساريين المهزومين بدورهم في الانتخابات ومع الدستوريين والمستقلين والنقابيين الذين تجمعوا في حركة نداء تونس بحثا عن خلق توازن في الساحة السياسية وقطب معارض قوي ٠

أحمد نجيب الشابي فتح صدره لبوابة افريقيا الإخبارية وخصها بحديث حول المشهد السياسي التونسي بعد خروج النهضة من الحكم وقبل تنظيم انتخابات جديدة بعد أشهر ، وعن الخارطة السياسية الجديدة وحظوظه في الانتخابات الرئاسية وغيرها من المسائل المهمة في تونس٠

احتفلتم مع بقية الأحزاب المعارضة مساء السبت بإسقاط الحكومة وإخراج النهضة من الحكم ، الا تعتقدون أن الحزب الاسلامي استفاد أكثر منكم من خروجه من السلطة وإنكم مكنتموه من فرصة كبيرة للفوز بالانتخابات القادمة ؟

نعم أشاطرك الرأي في أن النهضة خرجت من الحكم قوية وأن المعارضة خرجت ضعيفة ، لكن دعني آوضح لك لأقول آننا كمعارضة كان مفروضا علينا إسقاط الحكومة وإخراج النهضة من الحكم لإنقاذ البلاد من المصير المجهول الذي يتهددها نتيجة الفشل الشامل لحكومة الترويكا ، ولايقاف مسلسل الاغتيالات السياسية ولايقاف حدة التوتر العام ٠

وعندما تخلت حكومة العريض اعتبرنا ذلك نصرا لكننا اختلفنا في السيناريوهات المطروحة لإدارة المرحلة التالية حيث هناك من كان يدفع الى إفشال الحوار الوطني بحثا عن تسوية ثنائية، وهناك من كان يدفع الى افتكاك الحكم عبر التظاهر في الشارع واحتلال مقرات السيادة ، في حين كانت النهضة تبحث عن تسوية ينتقل فيها الحكم الى شخصية تطمئن اليها ولا يمكن أن تغدر بها ٠

وفي النهاية خرجت النهضة وانزاح عنها عبء الحكم وضغط السياسيين و المجتمع المدني و بقية التونسيين ، واتجهت الى اعداد الانتخابات القادمة معولة على تناسي الناخبين لفشلها ولاخطائها التي ارتكبتها خلال سنتي حكمها ٠وفي المقابل شهدت ائتلافات المعارضة مشاكل وانقسامات ستؤثر عليها مستقبلا خاصة اذا لم يحصل تحالف بينها قبل الانتخابات ٠

هل تعتقد آن للنهضة حظوظا للفوز بالانتخابات القادمة والعودة الى الحكم ؟

آعتقد شخصيا انها ستفوز في الانتخابات البرلمانية وستكون في المرتبة الاولى أو الثانية لكنها لن تتحصل على الأغلبية لتحكم بمفردها اذ سيكون مفروضا عليها البحث عن حلفاء جدد لتشكيل الحكومة المقبلة ٠

آما اذا ترشحت للرئاسية ، وهذا ما لم يتم الإعلان عنه بعد ، فإنها قد تترشح للدور الثاني لكنها لن تفوز بالرئاسة ، التي ستؤول الى مرشح الجبهة الديمقراطية آو العلمانية ٠وللعلم فاني زرت كامل أنحاء البلاد من شمالها الى جنوبها ولاحظت أن حزب النهضة منتشر في كل المناطق ، وهي حركة لها أنصار وتمويلات ضخمة ،وهو ما يؤهلها للحضور بقوة في الخارطة السياسية القادمة ٠

هل تعتقدون أن النهضة وخلافا لأحزاب الاسلام السياسي غيرت خطابها وقناعاتها وقبلت بما لم تقبله بقية الأحزاب الاسلامية في البلدان العربية؟

صحيح هي غيرت خطابها بإدماج حقوق الانسان والديمقراطية وقبلت بمضمون الدستور الذي ضمن كل الحريات للتحول الى حزب محافظ ذي مرجعية إسلامية يواجه قطبا تحرريا ديمقراطيا لتشكيل مجتمع ديمقراطي ،وهو ما يتطلب عقودا ليتجسم في تونس

ستكون معنيا بالانتخابات الرئاسية القادمة وستواجه منافسة كبيرة من الشخصيات السياسية المعروفة والتي رشحتها مراكز استطلاعات الرأي قبلك ، كيف ترى حظوظك؟

أولا لم أحسم بعد أمر ترشحي نهائيا ، لكني في المقابل أفكر جديا في ذلك واتهيأ له، وقبل الخوض في حظوظي أقول انه اذا ترشح عشرة أو مائة فان المنافسة الحقيقية ستنحصر بين خمسة أو ستة أشخاص وسيتم اختيار واحد منهم في النهاية لصفاته الشخصية قبل كل شيء، وإذا قارنت نفسي بهم أقول انه تتوفر لي الخبرة والرؤية السياسية والكفاءة والمصداقية ولدي ما أقوله، ويبقى دون ذلك الجهاز التنظيمي والسياسة التواصلية لدفع المترشح وضمان فوزه، ويمكن آن الجمهوري يأتي تنظيميا بعد النهضة والنداء، وهو ما يعني ان حظوظي ستكون وافرة وليست معدومة

عاد في الفترة الاخيرة الحديث عن العزل السياسي بالمطالبة بمنع المنتمين للنظام السابق من الترشح الى الانتخابات القادمة ؟

أنا ضد العزل السياسي وكان حزبنا الوحيد الذي صوت قبل الانتخابات الماضية ضد قانون الإقصاء والعزل السياسي ، وشخصيا أفضل إحالة الذين تورطوا في الفساد المالي أو السياسي على العدالة الانتقالية ولنترك البقية للصناديق وللناخبين اختيار من يشاؤون حسب برامجهم