أوضاع حياتية ومعيشية محفوفة بالمخاطر يعيشها المهاجرون الأفارقة الذين يعملون في ليبيا على خلفية التداعيات السياسية والأمنية التي تشهدها البلاد منذ الاطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، لدرجة انهم باتوا يحلمون الآن بحياة أفضل سواء في بلدانهم الأم أو في أوروبا.

وأورد في هذا السياق موقع ميدل ايست آي، المعني بمتابعة وتغطية آخر أخبار ومستجدات منطقة الشرق الأوسط، عن مهاجر افريقي شاب يدعي ساني بوباكر، من النيجر، قوله :" جئت إلى هنا ( حيث البلدة القديمة في طرابلس ) قادماً من قرية فقيرة للغاية في النيجر حيث لم تكن بها أي خدمات ولم تكن بها حتى مياه جارية".

وتابع ساني الذي يبلغ من العمر 23 عاماً قوله :" وقد علمت من جيراننا في النيجر أن لهم ابن يعمل في طرابلس. ولهذا قررت أنا الآخر أن أخوض نفس التجربة وأقوم بنفس الرحلة.وأنا إذ أتحصل شهرياً على 250 دينار ليبي (190 دولار )، أبعث أكثر من نصفهم لعائلتي في النيجر، وأعيش بالباقي فضلاً عن توافر السكن لي مجاناً".

وأضاف ساني :" ونحن نعيش 50 مهاجراً في احدى الشقق السكنية القريبة من هنا. وأنا أفكر جدياً الآن في العودة إلى بلادي في أقرب وقت ممكن. والمشكلة التي أقابلها هنا الآن ليست متعلقة بتردي ظروف العمل، وإنما بانعدام الاستقرار على نحو متزايد".

ومضي الموقع يؤكد من جانبه على حقيقة الفوضى والاضطرابات السياسية التي تعيش على وقعها ليبيا منذ الاطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، وما نتج عن ذلك من تداعيات متلاحقة دفعت بالبلاد دفعاً للانجراف بشكل كبير صوب حافة الحرب الأهلية.

وتابع الموقع بنقله عن مهاجر آخر يقيم مع ساني في نفس السكن يدعي أودار ياهوب قوله :" أخشي دائماً العمل أثناء الليل لأن القتال يبدأ عادة في المدينة بمجرد غروب الشمس. ومع هذا فأنا لن أعود إلى النيجر إلا بعد أن أتحصل ما يكفيني لكي تمكن من الزواج، وربما تطول المدة معي أكثر مما هو متوقع. ونحن لم نتقاضي رواتبنا على مدار الشهور الأربعة الماضية، ولم يقدم لنا أحد أي تفسير لذلك الأمر".

ونقل الموقع في نفس السياق عن عامل من أصل بنغلاديشي، اكتفي بالقول إن اسمه هو عقيب، قوله :" أعمل منذ أربعة أعوام في تنظيف الشوارع وأدعم عائلتي في العاصمة البنغلاديشية، دكا، بكل راتبي تقريبا الذي يقدر بـ 450 دينار ليبي ( 330 دولار )، لكني لم أتحصل عليه خلال الشهور الأربعة الماضي أنا الآخر. ورغم حلمي بالسفر إلى أوروبا، إلا أني أعلم أن هناك كثيرين قد ماتوا في البحر وهم يحاولون فعل نفس الشيء. وأنا لن أخذ تلك المغامرة إلا بالسفر في طائرة وبجواز سفر سليم".