في وقت يواصل الخبراء الدوليون توافدهم إلى نيجيريا للمشاركة في عمليات البحث عن أكثر من 200 تلميذة نيجيريّة خطفتهنّ منذ ثلاثة أسابيع جماعة "بوكو حرام"، أجاب محلّل الشؤون النيجيرية آندرو والكر عن خمسة أسئلة طرحتها عليه قناة "بي بي سي" البريطانية، في تقرير يجيب عن الأسئلة الخمس البديهية والمهمّة التي تطرح في هذه القضيّة.

وفي الجواب عن السؤال الأوّل، شكّك والكر أن تكون الفتيات المخطوفات من منطقة شيبوك، محتجزات في غابة سامبيسا، التي يصعب الوصول إليها لأنها غابة كثيفة، معتبراً أنها "مضلّلة"، وأن تلال الغرانيت والأرض الرملية في هذه المنطقة لا تسمح للسيارات، حتى رباعيّة الدفع منها بالمرور. وحول التقارير التي تحدّثت عن نقل الفتيات إلى شمال الكاميرون، قال والكر إنّ هذه المعلومات لم تتأكّد حتى الساعة.

في ما يتعلّق بالسؤال الثاني، من هنّ الفتيات؟ أوضح والكر أنه في وقت لم يحدد العدد النهائي للفتيات المخطوفات، سرّب "ناشط مسيحي" هويات 180 فتاة منهم. ولم يتم التأكد من الأسماء. ونجحت 53 فتاة من الهرب، وأشار إلى أن منطقة جنوب السودان تعتبر ملاذاً للكثير من المجتمعات المسيحية، ويقال أن معظم الفتيات المخطوفات هن مسيحيات. وتابع محلّل الشؤون النيجيريّة أن من بين الفتيات مسلمات أيضاً ولكن هذه التقسيمات الدينية لا تعني الكثير لسكان شيبوك، المنطقة الصغيرة التي يعرف الجميع بعضهم البعض وفيها عائلات مسلمة ومسيحية.

وفي الرد على سؤال لماذا خطفت "بوكو حرام" الفتيات؟ ربط والكر الأمر بأن المجموعة تندّد بمَن يتعلمون في النظام "الغربي"، وهم ضد تعليم النساء. وهددت المجموعة سابقاً بخطف نساء مسيحيات، رداً على  توقيف زوجاتهن من قبل السلطات النيجيرية. ولقيادة المجموعة سبباً عملياً للخطف، فالمتمردين المتنقلين يحتاجون إلى أتباع وخدم. وأكدت الفتيات اللواتي تمكّنّ من الهرب أن المجموعة  تُزوِّج الفتيات بالقوة لقادة معينين كمكافأة، أو يستغلّونهنّ لأغراض جنسيّة.

وفي ما يخصّ سؤال لماذا نيجيريا تأخرت لفعل أي شيء؟ رأى والكر ان النيجيريّين اعتادوا على أحداث مرعبة يومية في شمال البلاد، والسياسيون ليسوا مستثنين منها. كما أثّر الانقسام الحالي بين أحزاب الطبقة السياسية، المتنازعة على الانتخابات القادمة سلباً على ردة فعل الدولة، والحكومة عاجزة عن القيام بأي تحرك فاعل في مواضيع الأمن والتعليم والطبابة والطاقة.

وعلى السؤال الخامس والأخير لماذا بدّلت نيجيريا موقفها من المساعدة الخارجية؟ قال والكر إن نيجيريا حريصة جداً على سيادتها فرفضت مساعدات من "أفريكوم" (القيادة الأفريقية الأميركية)، ولكن الرئيس النيجيري غوودلاك جوناثان سبق وطلب من الحكومات الغربية مساندة بلاده في تصديها لـ"بوكو حرام"، وترجم هذا الطلب كطلب للمال. ولكن مساعدات أكبر بدأت بالوصول الآن.

* نقلا عن صحيفة الحباة