رأى رئيس المجلس الأعلى ورشفانة د. مبروك أبو عميد، أن الأوضاع في ليبيا أخذت شكلاً مشابهاً تماما للوضع في سوريا، مشيرا إلى أن المبادرة المصرية جاءت في وقت حساس ودقيق جدا، وأحرجت حكومة الصخيرات والدول الداعمة لها.

وأكد أبوعميد، أن موقف الجامعة العربية الأخير بشأن الأوضاع الليبية أعطى مؤشرا إيجابيا لإمكانية تفعيل ميثاق الجامعة وتفعيل الدفاع العربي المشترك، لافتا إلى أهمية إعادة النظر في عضوية الجامعة لبعض الدول غير الناطقة بالعربية والتي قد تكون "معول هدم وتفتيت لوحدة القرار العربي"... وللمزيد من التفاصيل بشأن تطورات الأوضاع على الساحة الليبية كان لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية" هذا الحوار مع رئيس المجلس الأعلى ورشفانة د. مبروك أبو عميد، وإلى نص الحوار

بداية.. ما تقييمكم لتطورات الأوضاع الليبية.. وقراءتكم للصراع الدولي حول ليبيا؟

الأوضاع في ليبيا أخذت شكلا مشابها تماما للوضع في سوريا، والدول الكبرى لم تتفق بعد على جملة من الموضوعات العسكرية والاقتصادية في ليبيا، ويظهر تأثير تيار الإخوان المسلمين في بعض الدول المجاورة وتركيا وبعض الدول العربية والأفريقية.

كيف تابعتم المبادرة المصرية، وخطاب الرئيس المصري بشأن الخطوط الحمراء؟

فيما يخص مبادرة الرئيس السيسي، نرى أن المبادرة المصرية جاءت في وقت حساس ودقيق جدا، وأحرجت حكومة الصخيرات والدول الداعمة لها، وفيما يتعلق بكلمة الرئيس السيسي فهي كانت واضحة، بأن أي استمرار بالتقدم شرقا سيكون لمصر موقف حازم وما يؤخذ عليها هو تحديد سرت والجفرة كخط أحمر بينما بقية ليبيا غربها وجنوبها ليست خطوط حمراء، وهو جعل تباين المواقف في تفسير ما يرمي إليه الرئيس السيسي، كما أن التباين أيضا جاء من منطلق مؤيد ومعارض لحكومة الصخيرات والجيش.

ماذا بشأن الموقفين التونسي والجزائري؟

فيما يخص الموقف التونسي والجزائري فهو موقف داعم وبقوة لحكومة الصخيرات ومشروع الإخوان في ليبيا، وينطلق من توجهات المسيطرين على القرار في الدولتين، وأنا على اطلاع على معلومات دقيقة في هذا الشأن لا يسع المجال لها الآن.

الموقف الفرنسي من التدخل التركي في ليبيا.. برأيك إلى أي مدى يمكن أن يكون لفرنسا دور في الملف الليبي؟ 

الدور الفرنسي متناغم مع الموقف الأمريكي مع أن الفرنسيين يتخوفون من سيطرة الأتراك على أوراق مهمة في البحر المتوسط، وفي العموم الموقف الفرنسي ضعيف ولم يتجاوز العمل السياسي. 

ما رأيك بالموقف الأمريكي مع الأطراف الليبية هل يتصف بالحياد أم هو ذكاء سياسي؟

الأمريكان هم من دفع الأتراك إلى التدخل في ليبيا، وخاصة بعد أن تأكدوا من تدخل روسي مباشر، ولا يصنف بأنه موقف ذكي كما يدعي البعض، بل هو كشف عن أن أمريكا لا يهمها الشعب الليبي بقدر ما تهمها مصالحها، وهو ما تأكد بعد أن كانت تمارس دور المتفرج وبعد تدخل روسيا انتهى الحياد. 

وماذا بشأن الموقف الروسي؟

الموقف الروسي مازال ضعيفا ربما لاتفاقات مع تركيا بشأن الملف السوري.

ماذا عن دور القبائل الليبية في تقريب وجهات النظر والوصول لحل للأزمة الليبية؟

فيما يخص دور القبائل فإنه ضعيف كثيرا وخاصة بعد المؤتمر الذي انعقد أخيرا بترهونة والذي كنا نعول عليه في توحيد كل القبائل في جسم واحد ورؤية واحدة، ومن خلالكم ندعو المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية الذي تأسس بالعزيزية سنة 2014 باعتباره الجسم المؤسس على نظام أساسي ولائحة تضبط العمل إلى أن يدعو لاجتماع لكل المجالس القبلية والكيانات السياسية لمؤتمر عام، والإعلان عن ضم كل الكيانات تحت جسم واحد يستطيع إيجاد حل وفرضه على الجميع ونتوجه إلى رئاسة المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية الدعوة للاجتماع في أسرع وقت ممكن، كما نؤكد أن موقف القبائل رافض لكل التدخلات الخارجية منذ تأسيسه إلى حد الآن. 

أخيرا.. دور الجامعة العربية وقراءتكم لاجتماعها الأخير والقرار الصادر عنها؟

بالنسبة للجامعة العربية هي في الأساس ضعيفة ومتباينة تجاه الأحداث العربية والدولية، رغم أن موقفها الأخير أعطي مؤشرا إيجابيا لإمكانية تفعيل ميثاق الجامعة وتفعيل الدفاع العربي المشترك، لكن يجب إعادة النظر في عضوية الجامعة لبعض الدول غير الناطقة بالعربية والتي قد تكون معول هدم وتفتيت لوحدة القرار العربي وهذه الدول الضعيفة تشترى مواقفها من الدول المهيمنة على قرارها.