منطقة أبو كماش احدى المناطق الغربية الساحلية وتبعد عن مدينة زلطن 15 كم غربا، ولا يفصلها سوى كيلومترات معدودة عن منفذ رأس أجدير الحدودي مع تونس، وتعد واحدة من أهم المناطق الصناعية في ليبيا نظرا لوجود مجمع أبو كماش للصناعات البتروكيماوية بالمنطقة.

ورغم أهمية المنطقة إلا أن أبو كماش تعاني من غياب شبه تام للخدمات الطبية، فرغم وجود مبنى حديث الإنشاء ومتكامل للعيادات المجمعة، إلا أنه يفتقر لأبسط المقومات الأساسية الطبية والعلاجية التي يفترض أن يقدمها أي مرفق صحي.

"بوابة افريقيا الإخبارية" زارت مجمع العيادات الصحية بمنطقة أبو كماش لتستوضح من المسؤولين أسباب الوضع المتردي الذي آل إليه المجمع الصحي، وللتعرف على العراقيل التي تواجه سير العمل به وتقف حجر عثرة أمام تقديم الخدمات العلاجية للمواطنين بالمنطقة والمناطق المجاورة أو المسافرين الذين قد يحتاجون خدمة طبية.

نقص حاد في الأطباء والممرضين

ويقول مدير المجمع الصحي أبوكماش زيدان موسى دباب إن المجمع يضم عدة أقسام منها الطوارئ والرعاية الصحية وعيادات للأسنان وللأطفال ومختبر للتحاليل الطبية، لكن هناك عراقيل أدت إلى عجز المجمع عن تقديم الخدمات العلاجية منها النقص الحاد في الأطباء والممرضين والصيدلانيين والأدوية خاصة بقسم الطوارئ.

ويضيف يمكن القول بأن العيادة الوحيدة التي تعمل في المجمع هي عيادة الأسنان ويعتبر العمل بها جيدا نوعا ما مقارنة بالعيادات الأخرى.

وأشار مدير المجمع الصحي إلى أنهم تواصلوا مؤخرا مع مدير الخدمات الطبية ببلدية زوارة، ووعدهم بتوفير عدة نواقص وخاصة ما يتعلق بالتمريض، لكنه شدد على ضرورة توفير الأدوية التي قال إنهم بحاجة ماسة لها.

وتابع قائلا أناشد الجهات المسؤولة بزوارة، أن تساعدنا وبشكل عاجل في توفير النواقص بالمجمع الصحي أبو كماش نظرا لبعد المنطقة عن مدينة زوارة، وحتى يستطيع المجمع استقبال أي حالات طارئة.

نفتقد مستلزمات العلاج الأولية البسيطة

ومن جهتها قالت الدكتورة أتمومين التلوع وهي واحدة من العناصر الطبية بالمجمع، "نعاني من نقص حاد في جميع الأدوية وخاصة المتعلقة بالإسعاف، فنحن نقوم بالكشف على المريض فقط ولا يمكننا تقديم أي خدمات علاجية أخرى بسبب نقص الأدوية ومستلزمات العلاج الأولية البسيطة".

وأضافت نحن في وضع صعب ونعمل في منطقة شبه نائية وتبعد مسافة ليست بالقريبة على أقرب مدينة وهي زوارة، ونطالب المسؤولين والجهات الحكومية كوزارة الصحة وجهاز الإمداد الطبي بتوفير النواقص بالمجمع حتى يتمكن من تقديم خدماته للمواطنين في المنطقة.