تواجه بلدان افريقيا جماعات إسلامية مسلحة عدة مرتبطة احياناً فيما بينها، وابرزها حركة الشباب الصومالية وجماعة بوكو حرام في نيجيريا وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في مالي.

حركة الشباب الصومالية 

في الصومال الغارقة في الفوضى والحرب الاهلية منذ سقوط نظام سياد بري عام 1991، إنبثقت حركة الشباب من رحم انتفاضة على القوات الأثيوبية التي دخلت البلاد في 2006 بدعم من الولايات المتحدة للإطاحة باتحاد المحاكم الشرعية التي كانت تسيطر على العاصمة مقديشو.واضطرت حركة الشباب المرتبطة بتنظيم القاعدة للتخلي عن كامل معاقلها في وسط البلاد وجنوبها بعد أن طردتها من العاصمة في 2011 قوة الإتحاد الإفريقي (اميصوم) بمساندة القوات الصومالية الحكومية. لكنها ما زالت تسيطر على مناطق ريفية واسعة ونجحت في الاونة الاخيرة في شن عمليات انتحارية ملفتة في العاصمة.ورداً على التدخل العسكري الكيني الذي بدأ في اواخر 2011 في جنوب الصومال، يشن مقاتلو حركة الشباب هجمات على الساحل الكيني القريب من الصومال وحتى في قلب نيروبي. وارتكبوا اعتداءات في كمبالا انتقاماً من مشاركة جنود اوغنديين في قوة "اميصوم".

جماعة بوكو حرام 

تشن بوكو حرام في نيجيريا أكبر بلدان افريقيا من جهة التعداد السكاني المقدر بأكثر من 160 مليون نسمة، منذ عام 2009 تمرداً مسلحاً دامياً في شمال شرق البلاد. وقامت بهجمات في العاصمة الفدرالية ابوجا إستهدفت خاصة مقر الأمم المتحدة.وتؤكد هذه الحركة التي نشأت في الشمال الفقير من البلاد، أنها تريد إقامة دولة إسلامية. ومنذ بداية 2014 وسعت تحركاتها المسلحة، فبعد ان كانت تهاجم في بداياتها كنائس ومدارس ومراكز عسكرية، باتت الأن تستولي على بلدات بأكملها قرب الحدود مع الكاميرون. وخلفت هجماتها وقمع الجيش النيجيري المتراجع أمامها، أكثر من عشرة الاف قتيل.واصبحت بوكو حرام معروفة في العالم أجمع خاصة على اثر خطفها حوالى مئتي تلميذة نيجيرية في نيسان (ابريل) 2014. واعلن زعيمها ابوبكر شيكاو في آب (اغسطس) إقامة "خلافة إسلامية" على غرار ما فعل تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في العراق وسوريا.

تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي

أعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي المنبثق عن الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية السابقة، ولاءه للقاعدة ويمتلك منذ 2007 قواعد في شمال مالي شن منها هجمات وعمليات اختطاف غربيين في منطقة الساحل.واحتل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مع جماعتي التوحيد والجهاد في غرب افريقيا وانصار الدين مناطق شمال مالي لأشهر عدة في 2012، قبل أن تطرد هذه الحركات من هذه المنطقة على اثر تدخل عسكري للجيش الفرنسي المتحالف مع جيوش افريقية، اعتباراً من كانون الثاني (يناير) 2013، لكنها لجأت الى بلدان اخرى في منطقة الساحل جنوب الصحراء الكبرى منها جنوب ليبيا.ولا يزال تنظيم القاعدة في بلاد المغرب يشن بعض الهجمات مستهدفاً بعثة الامم المتحدة في مالي بشمال البلاد.