نشر موقع آي ويتنس نيوز الجنوب أفريقي تقريرا عن مؤتمر باليرمو حول ليبيا، ونقل الموقع عن محللين قولهم إن محادثات ايطاليا بشأن ليبيا التي أجريت هذا الاسبوع كشفت عن انقسامات عميقة بين الوسطاء الرئيسيين تهدد  محاولات حل الازمة المستمرة في البلد الواقع في شمال أفريقيا.

وشهدت الاجتماعات التي استمرت يومين في باليرمو عاصمة صقلية بعض المندوبين يرفضون الجلوس جنبًا إلى جنب، في حين أثار الأجتماع الذي عقد على هامش المؤتمر مشاحنة دبلوماسية.

وقالت كلوديا جازيني المحللة في الشئون الليبية في مجموعة الازمات الدولية ان "الديناميكية بين الوفود الليبية الاربعة التي حضرت مؤتمر باليرمو تظهر للأسف ان الخلافات لا تزال عميقة للغاية".

وقد حضر المشير خليفة حفتر –الذي وصفه الموقع بالرجل القوي- ليخطف المؤتمر الرئيسي وينظم محادثات منفصلة مع القادة الدوليين.

وقالت جازيني إن مثل هذه الخطوة كانت "صفعة في وجه السياسيين الليبيين في المؤتمر".

وعقد حفتر قائد الجيش الوطني اللليبي الذي يسيطر على معظم شرق ليبيا اجتماعاتً مع ممثلين عن الجزائر ومصر وتونس وفرنسا وروسيا.

كما حضر أحد خصومه الرئيسيين رئيس الوزراء المدعوم من الأمم المتحدة فايز السراج "المحادثات غير الرسمية" ، لكن لم تتم دعوة قطر وتركيا، ودفع استبعادهم أنقرة إلى الانسحاب من المؤتمر الرئيسي احتجاجًا.

وفي وقت لاحق  اتهم أحمد المسماري -المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي-  تركيا وقطر بالسفر إلى باليرمو "لحماية مصالح الجماعات الإرهابية التي تدعمها في ليبيا".

وقال خالد صالح الكافي  الأستاذ بجامعة بنغازي إن النتيجة "توضح مدى الأزمة والانقسامات في ليبيا وهشاشة الوضع".

وأضاف "نجح حفتر  في أن يكون نجم المؤتمر" برفضه مقابلة بعض منافسيه وتهميش تركيا وقطر.

المنافسة  داخل أوروبا

وجاءت محادثات باليرمو بعد اجتماع باريس الذي وافق فيه القادة الليبيون على إجراء انتخابات في ديسمبر المقبل، وكان ينظر إلى مثل هذا الجدول الزمني على نطاق واسع على أنه غير واقعي ، وقد تم الآن تأجيل الانتخابات حتى عام 2019.

وبالنسبة لخالد المنتصر  -الأستاذ في جامعة طرابلس- لا يمكن أن تنجح الاجتماعات الدولية "بينما تضع الأطراف الدولية الليبيين تحت الضغط، وفي الوقت نفسه تقدم هذه الأطراف تقدم حلولاً للأزمة  تناسبهم وحدهم".

وقال إنه ينبغي أن يعود الأمر إلى الليبيين "للاتفاق على الموضوعات التي يجب أن يناقشوها".

لكن وكما أشار المنتصر فإن القادة الليبيين أنفسهم "ليسوا مستعدين لقبول بعضهم البعض والتسامح مع خلافات الرأي".

وكما حدث في شهر مايو  كان كبار المدعوين الليبيين إلى باليرمو هم حفتر، والسراج  -الذي يرأس حكومة الوفاق الوطني في طرابلس-، ورئيس البرلمان عقيلة صالح،  وخالد المشري رئيس المجلس الأعلى في طرابلس.

لكن المحلل الليبي عماد بادي قال إن المحادثات مع إيطاليا لم تركز بالفعل على تحسين العلاقات بين المتنافسين، وقال إنه بدلا من ذلك "كانت محاولة من إيطاليا للرد على المبادرة الفرنسية وإعادة وضع نفسها كوسيط قوة".

وعلى الرغم من أن العديد من المحللين ينظرون إلى المؤتمر على أنه فشل ، فقد أكد البعض على أهمية الاجتماعات التي نظمتها الأمم المتحدة قبل بضع ساعات من بدء المحادثات الرسمية.

ركزت تلك المناقشات على القضايا الاقتصادية والأمنية في ليبيا، حيث شهد السكان انخفاض قيمة عملتهم وتحملوا سنوات من العنف.

وأسفرت اشتباكات في سبتمبر الماضي بين ميليشيات متنافسة في العاصمة طرابلس عن مقتل 117 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 400 آخرين مما دفع حكومة السراج إلى إدخال إصلاحات.

والمبعوث الخاص للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة هذا الأسبوع بمساندة المشاركين للتدابير الجديدة ودعمهم "الإجماعي" لعقد مؤتمر وطني مطلع العام المقبل.

وتهدف محادثات 2019 إلى منح الليبيين فرصة لتحديد رؤيتهم للمستقبل ، مع تحديد موعد الانتخابات بعد بضعة أشهر.

وقالت  كلوديا جازيني المحللة في الشئون الليبية في مجموعة الازمات الدولية "لكن العديد من الليبيين لا يزالون غير متأكدين من شكل وأهداف ذلك المؤتمر".