توقعت الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي تحقيق زيادة في أرباحها هذا العام بنسبة 443.3 بالمئة مقارنة بأرباح العام الماضي, بـ 130.9 مليون جنيه كصافي ربح, مقابل 24.1 مليون جنيه فقط في 2014, وأن تصبح إيرادات الشركة 492.8 مليون جنيه مقابل 298.7 مليون جنيه إيرادات للعام الماضي, وقررت فتح أسواق جديدة والتعاقد مع محطات فضائية مختلفة لتسويق الأعمال الفنية وإضافة أجهزة وكاميرات ''HD'' ومعدات تصوير جديدة بسبب التقادم الفني لبعض الأجهزة والكاميرات التي تعمل حاليًا, بالإضافة إلى إعلانها القيام بإنتاج فيلمين سينمائيين, إلا أنها لم تصل إلى الهدف المطلوب  خاصة في ظل الأزمات المالية التي أصابت عدد كبير من القنوات الفضائية, وجعلتها تعجز عن سداد ديونها للمدينة, بالإضافة إلى هروب عدد كبير من المنتجين بتصوير أعمالهم الفنية خارج مدينة الإنتاج الإعلامي, ولجأوا إلى الأستديوهات الخارجية أو السفر خارج مصر.

وأثرت الإجراءات التقشفية التي انتهجتها معظم القنوات على مدينة الإنتاج الإعلامي بشكل غير مباشر, وتخلت عدة قنوات عن الاستديوهات التي كانت تستأجرها, منها قنوات "دريم" التي كانت تستأجر الأستديو المجاور لصدى البلد, وتخلت عنه بسب عدم قدرتها على سداد الديون لمدينة الانتاج الإعلامي واكتفت بأن تخرج برامجها من استديوهاتها بمدينة دريم, خاصة بعدما قررت غلق قناة "دريم1" نقل كافة برامج القناة إلى قناة "دريم2" وتعيش دريم أزمة مالية هي الأعنف في تاريخها منذ شهر فبراير الماضي، والتي على أثرها استغنت القناة عن عدد من العاملين بها خلال الفترة الماضية، كان آخرهم الـ55 الذين تم فصلهم مع بداية شهر رمضان الماضي.

وكذلك قنوات الحياة التي قررت الاستغناء عن استديوهين لها في مدينة الإنتاج الإعلامي, منها الأستوديو الذي كان يخرج منه الإعلامي عمرو الليثي في برنامج "بوضوح", والآخر هو الذي كانت تصور فيه الفنانة رزان مغربي برنامجها "الحياة حلوة" واكتفت القناة بالاستديوهات التي تطلق منها برنامج "الحياة اليوم" ومجموعة برامج "الحياة2", وفضلت أن تصور البرامج التي تحتاج فيها إلى استديوهات كبيرة في بيروت كبرنامج " باك تو سكول" الذي يقدمه الفنان عمرو يوسف وتحضر لموسم ثاني له هذه الأيام.

ولم يتخيل أحد أن تتخلى قناة CBC هي الأخرى عن استوديو ومبنى إداري دفعة واحدة, وأزالت اللافتات الخاصة بها من واجهاتها, وما تردد داخل القناة أن هذا الاستوديو والمبنى ليس آخر ما ستتركه القناة في المدينة, وأن القناة بدأت في فك المعدات الخاصة بها من كل الاستديوهات المستأجرة ماعدا استوديو واحد فقط, الذي تنطلق منه برامج CBC العامة, في الوقت الذي نفى فيه محمد هانى رئيس القناة, أن هذه الإجراءات هي توفيرا للنفقات, لكنها للانتقال إلى مبنى إدارى جديد أكبر قريب من مجمع أستوديوهات الـ cbc، وأن المبنى الجديد لا يقل إمكانيات عن المبنى القديم.

وليست القنوات الفضائية فقط هي التي تخلت عن استديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي, بل هرب المنتجون أيضاً بأعمالهم الفنية بالتصوير في الخارج رغم وجود منطقة إسلامية, ومنطقة ريفية, وأحياء شعبية, ومناطق ساحلية, وعسكرية, وبدوية وصحراوية, وغابات, وشركات ومؤسسات, وملاعب, ومقرات إدارية ومكتبية, ما زال أغلب مخرجو الأعمال الفنية يرفضوا التصوير بمدينة الإنتاج الإعلامي ويبحثوا عن أماكن للتصوير خارج مصر.

لذا بدأت مدينة الإنتاج الإعلامي عمليات التطوير بمناطق التصوير المفتوحة, وأكد أسامة هيكل رئيس الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي أنه تم رصد ميزانية تقدر بحوالي 6مليون جنية لتطوير المناطق وذلك بتزويدها بالإستراحات للفنانين والخدمات الأخري وتخفيض الأسعار بنسبة 30% عن مثيلاتها في المناطق الأخرى، مؤكداً أن عنصر الأمن بالمدينة أفضل واتساع أماكن التصوير فيها أكبر وتنوع المكان يسمح بالتطوير، خاصة وأن المدينة لازالت تعد المكان الأمثل في تنفيذ الأعمال وإنتاج الأعمال الدرامية.

ووضع هيكل خطة استراتيجية جديدة للمدينة حتي 2020 تشمل وضع الرؤية المستقبلة لها ككيان إقتصادي قائم بذاته, خاصة بعدما تم سداد 90مليون جنيه في الفترة من ديسمبر 2014 ،وحتي يوليو 2015  من ديون المدينة للبنك الأهلي, ولم يتبقي سوى 30 مليون جنية من المتوقع أن يتم تسديدها بنهاية العام الحالي, وأكد أن المدينة تتبع سياسة تحصيل جيدة جداً مع القطاع الخاص والشركات المؤجرة بالمدينة وهناك تعاون كبير من القنوات في هذا الشأن حيث أصبحت ملتزمة في سداد ماعليها من مديونيات.

وحول عودة تصوير الأفلام العالمية لمصر من خلال المدينة أكد هيكل أن هناك جهود حثيثة تبذلها إدارة المدينة حالياً لتحقيق ذلك، مطالباً مؤسسات الدولة أن تتعاون بصورة أفضل للوصول إلي تحقيق ذلك من خلال تقديم التسهيلات وإزالة كافة المعوقات التي تقف في طريق تصوير الأفلام العالمية في مصر، واتباع نظام الشباك الواحد، وأشار إلي أن المدينة وقعت بروتوكول تعاون مع الجانب الصيني يتم من خلاله تصوير أول فيلم مشترك بين الجانبين في أكتوبر القادم كما قامت المدينة بمخاطبة شركات إنتاج عالمية وعدد من النجوم العالميين لبحث إمكانية تصوير أعمالهم في مصر.

وفيما يخص الإنتاج الدرامي أكد هيكل أن المدينة تتعامل مع هذا الملف بمنطق مختلف حيث تم فصل الإنتاج عن التوزيع وتشكيل لجنة من خارج المدينة تضم خبراء في الدراما والإعلام لتقييم كافة الأعمال والموافقة عليها ووضع الآليات لتنفيذها لتلافي أخطاء الإنتاج السابقة، وأضاف هيكل إلي أهمية العامل الإقتصادي لتحقيق الربح وتقليل الخسائر مشيراً إلي معاناة الفضائيات في موسم رمضان هذا العام وسط المبالغة الكبيرة  في كثرة عرض الإعلانات خلال مشاهدة العمل الدرامي الأمر الذي أدى إلي إنصراف المشاهد عن متابعة هذه الأعمال بصورة كبيرة وفي هذا الصدد أكد هيكل إلى أهمية حدوث تنسيق في الفترة القادمة بين صناع الدراما لتوزيع الموسم الدرامي بشكل مختلف.

كما دعا إلى أهمية عقد لقاء بين ممثلي القنوات الفضائية لمناقشة مشاكل عرض الأعمال الدرامية والوصول إلى أفضل صيغة في هذا الشأن لتحقيق مصلحة هذه الصناعة .