تتواصل، إلى غاية يوم السبت المقبل، بالقاعدة العسكرية الجوية بمراكش، فعاليات الدورة الرابعة للمعرض الدولي لصناعات الطيران والفضاء (مراكش إير شو)، بمشاركة عارضين وفاعلين ومنعشين في مختلف القطاعات المرتبطة بصناعات الطيران والفضاء، من 56 دولة، بينهم 54 ممثلا لوزارات النقل المدعوة، ضمنها 28 وفدا أفريقيا وثلاثة من آسيا و11 من أوروبا وثلاثة من أميركا وتسعة من الشرق الأوسط، فضلا عن 40 رئيس أركان من أفريقيا وأميركا والشرق الأوسط وأوروبا.
وتميز حفل الافتتاح الرسمي للتظاهرة، الذي ترأسه، يوم أمس، عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، الذي كان مصحوبا بخمسة وزراء من حكومته، هم عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك، وعبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، مكلف إدارة الدفاع الوطني، ومولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، وسمية بنخلدون، الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، ومحمد نجيب بوليف، الوزير المنتدب لدى وزير التجهيز والنقل واللوجستيك مكلف النقل، فضلا عن الجنرال عبد العزيز بنّاني، المفتش العام للقوات المسلّحة الملكيّة، بعروض استعراضية جوية شدت إليها انتباه الحضور، وخاصة تلك التي أداها سرب طائرات فرقة «المسيرة الخضراء»، وفرقة «أطلس» للمظليين، وطائرات «أش 630» العملاقة، فضلا عن طائرات (إف 16) الأميركية، التابعة لسلاح الجو المغربي.
وتعرف التظاهرة، التي تنظم تحت رعاية العاهل المغربي، الملك محمد السادس، وبدعم من القوات الملكية الجوية ووزارة التجهيز والنقل واللوجستيك ووزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، مشاركة أميركية متميزة، ترجمها تخصيص جناح كامل للمقاولات الأميركية العاملة في القطاع. وقال دوايت بوش، سفير الولايات المتحدة بالمغرب، إن «الفضاء هو مجال تتعاون فيه الولايات المتحدة والمغرب على نحو وثيق جدا. من الجانب التجاري، التكنولوجيات والحلول التي يتم توفيرها تساعد المغرب في طموحه بأن يصبح محورا إقليميا بين أوروبا وأفريقيا».
وأكد بوش، الذي كان يتحدث في حضور الوفد الرسمي المغربي، خلال زيارته للجناح الأميركي، أن «صناعة الفضاء الأميركي تساعد الاقتصاد المغربي على اجتذاب المزيد من المسافرين والسياح كل عام. كما أن الكثير من الشركات الأميركية تتوفر على مشاريع نشطة ومنتجة مع المغرب توظف ما يقرب عن 1500 عامل مغربي».
وبخصوص جانب الدفاع، قال بوش إن «لدى الولايات المتحدة والمغرب هدف مشترك للاستقرار والأمن في جميع أنحاء أفريقيا»، مبرزا أن «التدريبات العسكرية المشتركة (أسد أفريقيا)، التي عقدت أخيرا بمشاركة 18 بلدا، تعكس رؤية لتعزيز التعاون والقدرة على توفير الأمن لسكان المنطقة».
ولاحظ بوش أن «المغرب مقتنع بأن قطاع الطيران هو عنصر مهم في استراتيجيته لنموه الاقتصادي إقليميا، لذلك تشجع المملكة شركات الطيران، المدنية والعسكرية، للاستفادة من موقعه الاستراتيجي، مما نتج عنه من مبيعات ومركز للخدمة خاص بهذه الصناعة».
ويجسد المعرض، طموح المغرب في مجال صناعات الطيران والفضاء، وهو يشكل أحد أبرز روافد السياسة الصناعية للمغرب في هذا المجال، إلى جانب تهيئة مناطق صناعية متخصصة، وتوفير نظام تحفيزي لجذب الاستثمارات، فضلا عن أنه يهدف إلى مواكبة الاستراتيجية التي وضعتها الحكومة المغربية ومنعشي قطاع الطيران من أجل تطوير مجال صناعات الطيران وتعزيز المكانة التي أصبح يحتلها المغرب في مجالات الصناعات الخدماتية والصيانة والتكوين المرتبطة بهذا المجال، كما يعد فضاء للقاء وتبادل الخبرات بين صناع ومنعشي قطاع صناعة الطيران من مختلف دول العالم والمسؤولين الأفارقة، وفرصة لإبراز صناعة الطيران المدني والعسكري بالمغرب، وذلك من أجل تعزيز الدينامية التي تميز هذا القطاع حاليا على المستوى الدولي وتطوير أرضية صناعة الطيران الأفريقية بالمغرب.
وقال مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، إن «صناعة الطيران في المغرب حققت طفرة لافتة، بتسجيل نمو سنوي في حدود 17 في المائة، ما بين 2007 و2012. وتحقيق رقم معاملات، فيما يخص الصادرات، في سنة 2013. في حدود ثمانية مليارات درهم، وذلك بنسبة نمو تفوق 20 في المائة، مقارنة بسنة 2012، وذلك من خلال نحو مائة مقاولة تشغل ما يزيد عن 9500 مستخدم».
وأبرز العلمي أن «النمو المسجل قد ترجم عبر استقرار مجموعات دولية متميزة بالمغرب، مثل مجموعة بومباردييه، ستمكن القطاع من الدخول في مرحلة جديدة من التطور».
وتعرف دورة 2014 مشاركة فاعلين دوليين في صناعات الطيران المدني وطيران الأعمال والدفاع، من قبيل داسو وإيرباص وإمبرير وسيسنا وبومباردييه ووبيشغرافت وأغوستا ميستلاند وآ تي أر وبيل هيليكوبتر وغيلفستريم، وغيرها. كما تحتضن التظاهرة، بشراكة مع الجمعية الأفريقية لطيران الأعمال، معرض طيران الأعمال، الذي يعد الأول من نوعه في القارة السمراء، بمشاركة نخبة من رواد صناعة طيران الأعمال الدوليين وكذا شركات الخدمات والتزويد المرتبطة بها.
ويؤكد المنظمون أن معرض مراكش، الذي ينظم كل سنتين، تحول إلى «أحد أهم معارض الملاحة الجوية في العالم»، وأنه «استطاع أن يفرض نفسه، من خلال ثلاث دورات، فقط، كموعد للقاء صناعة الطيران المدني والعسكري الدولي مع القارة الأفريقية»، مبرزين «ازدياد اهتمام الفاعلين الدوليين في مجال الصناعة الفضائية بالسوق الأفريقية، وذلك بهدف إقامة علاقات تجارية مع بلدان القارة أو تعزيز هذه المعاملات»، حيث تحول المعرض إلى «فضاء ممتاز يتيح للمشاركين فرصة اكتشاف الابتكارات والاتجاهات الجديدة للقطاع وعقد معاملات تجارية هامة».
وجرت العادة أن يفتح المعرض خلال اليوم الرابع أمام الجمهور، بعد تخصيص الأيام الثلاثة الأولى للمهنيين. وتعرف التظاهرة تنظيم استعراضات جوية، وعرض مجموعة من التجهيزات الجوية، بالإضافة إلى تنظيم ندوات علمية، حول أبرز التطورات التي يعرفها القطاع، كما تنظم لقاءات ثنائية بين ممثلي الشركات والوفود المشاركة.

*الشرق الاوسط