قال الرئيس الجنوب إفريقي، جاكوب زوما، إن حكومته تستهدف تحقيق نمو اقتصادي، بنسبة 5 % بحلول عام 2019.وقال زوما في الجلسة المشتركة للبرلمان الجنوب إفريقي، أمس الثلاثاء، "لتحقيق هذا الهدف، فإننا سوف نبدأ في اتخاذ تدابير وتدخلات مختلفة، لكي يبدأ الاقتصاد في الانطلاق".وقال زوما إن الاقتصاد ينمو بمعدل أقل من إمكانياته على مدار الثلاث سنوات الماضية، كما أن العديد من الأسر، في جنوب إفريقيا تواجه صعوبات اقتصادية .

وخفضت وكالة "ستاندرد اند بورز" للتصنيف الائتماني، الأسبوع الجاري، التصنيف السيادي لجنوب أفريقيا على المدى الطويل بالعملة الأجنبية إلى "BBB-"  ، وهي أدنى درجات التوصية بالاستثمار، من "BBB" ، كما خفضت التصنيف قصير الأجل بالعملة الأجنبية إلي " A-3 "من" A-2 "، و خفضت التصنيف على المدى الطويل بالعملة المحلية على المدى الطويل إلى "BBB +" من  "A-"، وهي أعلي بدرجتين من أدني مستوي للتوصية بالاستثمار، وأكدت التصنيف على المدى القصير بالعملة المحلية عند (A-2  ) ونظرة مستقبلية مستقرة.

وقال زوما إن سبب تباطؤ نمو الاقتصاد يتمثل بشكل جزئي في تباطؤ الاقتصاد العالمي، والأوضاع المحلية، مثل الإضرابات العمالية التي تمتد لفترات طويلة ، والتي يتسم بعضها بالعنف، فضلا عن نقص الطاقة .وأضاف زوما "إن التأثيرات العمالية، على الاقتصاد، تحتم على الشركاء المجتمعيين، إجراء نقاش حول الطبيعة العنيفة والمدد الطويلة التي تتسم بها بعض الإضرابات العمالية".

وقالت "ستاندرد اند بورز"، إن خفض التصنيف يعكس  التوقع  بتباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي في جنوب أفريقيا، بسبب العجز المرتفع نسبيا في الحساب الجاري، وارتفاع الديون الحكومية العامة، وتكلفة الحصول على تمويل من الخارج.وأضاف زوما أن الشركاء المجتمعيين يتعين عليهم أيضا مناقشة عدم كفاية الأجور. وقال "من جانبنا ، كحكومة سوف نقوم خلال هذه المدة ببحث إمكانية وضع حد أدنى قومي للأجور، وذلك كواحد من الآليات الرئيسية، للحد من التفاوت في الدخل.

وعن تحديات الطاقة قال زوما إن حكومة بلاده تخطط لاستخدام الطاقة، كأحد وسائل تعزيز النمو الاقتصادي في البلاد، وتابع "نحتاج إلى مواجهة القيود التي يواجهها قطاع الطاقة في البلاد، بشكل حاسم،  وذلك من أجل خلق بيئة مواتية للنمو".وذكر أن نجاح برنامج توليد الكهرباء، والذي غير حياة العديد من الأسر في البلاد جرى تحقيقه عبر الاستفادة من احتياطيات الكهرباء المولدة بوسائل صناعية، والتي لم تكن مصممة لتلبية الاحتياجات الواسعة لتوزيع الطاقة .وقال زوما "الموقف، يحتاج إلى تحول جذري في قطاع الطاقة، لتطوير مزيج مستديم للطاقة يجمع بين الفحم، الطاقة الشمسية، طاقة الرياح، والطاقة المائية، والغاز، والطاقة النووية".

وأشار إلى أن التحول في قطاع الطاقة سيتطلب تغييرات هيكلية، وضخ رؤوس أموال، وموارد بشرية في هذا القطاع.وقال زوما إن الحكومة تعمل على تحويل اللجنة التنفيذية القومية المنسقة للطاقة النووية، التابعة لمجلس الوزراء، إلى لجنة لأمن الطاقة، تابعة للحكومة ، لتكون مسئوله عن الإشراف والتنسيق، والتوجيه لأنشطة قطاع الطاقة .وأضاف "لدينا إمكانيات لتوليد أكثر من 9000 ميجاوات من الطاقة النووية، بينما يعد الغاز الصخري العنصر الرئيسي الذي سيغير قواعد الاقتصاد في البلاد ".

ودعا زوما الشركات المملوكة للدولة، إلى التكيف مع الأدوار الجديدة، للمساعدة فى تحقيق أهداف أمن الطاقة، وذهب زوما إلى القول بأن جنوب إفريقيا تتطلع إلى ما وراء حدودها لتأمين إمدادات الطاقة .وقال زوما " في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ، قمنا بتوقيع اتفاق مع جمهورية الكونغو الديمقراطية لإقامة سد إنجا الذي يستهدف توليد الطاقة المائية ، وأضاف "هذا المشروع الاستراتيجي الضخم، سيولد 40 ألف  ميجاوات من الطاقة الكهرومائية".