قالت سفيرة الولايات المتحدة بإثيوبيا، باتريشيا هاشلج، اليوم الأربعاء، إن أكثر من 470  شركة أمريكية يبلغ إجمالي رأسمالها 1.5 مليار دولار تعمل في إثيوبيا، منذ العقدين الماضيين (20 عام)، وذلك في قطاعات متعددة، مضيفة أن هناك عدد كبير من الشركات الأمريكية مهتمة في الوقت الحالي بالاستثمار في إثيوبيا.

وأضافت هاشلج أن الشركات الأمريكية، قامت بالاستثمار في قطاعات التكنولوجيا والزراعة، والفنادق، والسياحة، والصحة، والبناء، والتصنيع، والطاقة، والمنسوجات، وغيرها، وأنها أتاحت بذلك فرص عمل، لأكثر من 100 ألف مواطن إثيوبي حسبما نقلت وكالة الأنباء الاثيوبية اليوم.

وقالت سفيرة الولايات المتحدة، إن إثيوبيا تعتمد سياسات استثمارية جاذبة، مضيفة، أن الولايات المتحدة، متحمسة للدخول في سوق الاستثمارات الإثيوبية، مشيرة الى أن إثيوبيا تعتبر من الاقتصادات الأسرع نموا بالقارة الأفريقية.

وتوقع صندوق النقد الدولي، فى يونيو / حزيران الماضي، نمو الناتج المحلى الإجمالي لإثيوبيا، ما بين 8 إلى 8.5 % في العام المالي 2013 / 2014، مشيرا إلي أن الاقتصاد الإثيوبي يواصل النمو القوى، في ظل معدل تضخم أحادي الرقم.

وشاركت إثيوبيا فى القمة الأفريقية الأمريكية بواشنطن، في الفترة من 4 إلي 6 أغسطس/ آب الجاري، والتي اتسمت بحضور أفريقي غير مسبوق، حيث حضرها أكثر من 40 زعيما أفريقيا.

ولفتت هاشلج إلى السياسة التي تنتهجها اثيوبيا، لتصبح من الدول ذات الدخل المتوسط، بحلول عام 2025، وقالت إن الخطوات التي تتخذها الدولة لتحقيق هذا الهدف ايجابية وستصب في اتجاه تحقيق أهداف البلاد، لتصبح من الدول ذات الدخل المتوسط بحلول تلك الفترة.

وقالت هشلج، إن شركة جنرال الكتريك الامريكية العملاقة، ستقوم ببناء مصنع لتجميع المعدات والآلات الطبية في إثيوبيا، لتصديرها بعد ذلك إلى باقى الدول الأفريقية، مشيرة إلى أن الشركة ستقوم باستخدام الخطوط الجوية الاثيوبية لنقل بضائعها للبلدان الافريقية.

كانت شركة "جنرال إليكتريك" الأمريكية، قد أعلنت في بداية الشهر الجاري، أنها ستستثمر ملياري دولار في افريقيا حتى عام 2018، في تطوير المنشآت والمهارات ودعم مبادرات الاستدامة في أفريقيا حتى عام 2018.

وأوضحت هاشلج أن قانون "النمو والفرص الأفريقي"، المعروف باسم برنامج "آجوا"، والذى يمثل أحد أهم أدوات التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والدول الافريقية، يقدم حوافز ملموسة للبلدان الأفريقية، للإقدام على مزيد من الانفتاح في اقتصاداتها وأسواقها، نحو الولايات المتحدة.

و"آجوا" هو برنامج تجارى أمريكى يصل عمره إلى 14 عاما، وتستفيد منه 40 دولة افريقية تقريبا، ويتضمن منح اعفاءات جمركية لبعض صادرات الدول الافريقية إلى الولايات المتحدة، ومن المقرر أن ينتهى العمل بالبرنامج في العام المقبل.

وبدأ العمل بالبرنامج في عام 2000 وجرى تجديده بالفعل قبل الموعد الأصلي لانتهاء العمل به في عام 2008 ليستمر سريانه حاليا حتى 30 سبتمبر/ أيلول 2015.

وأظهرت أرقام أصدرها معهد بروكينجز مؤخرا، أن حجم التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والدول الافريقية، بلغ 60 مليار دولار، في حين تصل حجم التجارة بين الصين وافريقيا، إلى 170 مليار دولار في عام 2013 .

وبحسب تصريحات سابقة لمدير العلاقات العامة بوكالة الاستثمار الاثيوبية (حكومية)، جيتاهون نيجاش، تزاديدت استثمارات الولايات المتحدة في إثيوبيا  خلال السنوات القليلة الماضية، وخاصة خلال العام المالى 2013 / 2014،  حيث احتلت الولايات المتحدة المرتبة الثانية بعد الصين، من حيث عدد المشروعات القائمة في إثيوبيا، وبلغ عدد المشروعات الأمريكية الحاصلة على ترخيص استثمار للعمل في إثيوبيا، خلال هذا العام 106 مشروع.

وأشار نيجاش إلى أن إثيوبيا ترى أن الاستثمارات الأمريكية تتسم بميزات متفردة عن مختلف الاستثمارات الأجنبية، كونها تركز على المجالات التكنولوجية، مما يشير إلى انه سيكون لها دورا كبيرا في نقل المعرفة والتكنولوجيا إلى البلاد.

وتعود العلاقات بين اثيوبيا والولايات المتحدة إلى عام  1903، عندما وصل أول سفير أمريكي إلى أديس أبابا لتقديم أوراق اعتماده إلى الإمبراطور منليك الثاني، وتعتبر الولايات المتحدة أول دولة تقوم بافتتاح سفارة في إثيوبيا، وشهدت العلاقات بين البلدين تطورا كبيرا في الآونة الأخيرة وخاصة في المجالات الاقتصادية .

وبلغ حجم الاستثمارات الأجنبية، في افريقيا 56 مليار دولار، في عام 2013، بارتفاع قدره 6.8 % مقارنة بعام 2012 حيث بلغت 53 مليار دولار، وفقا لبيانات الأونكتاد (مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية).

وأظهر مسح أجرته مؤسسة "إرنست آند يونغ" المتخصصة في الخدمات المالية،  في مايو/ آيار الماضي، أن الولايات المتحدة احتلت المركز الثاني، في قائمة الدول التي تقوم بالاستثمار المباشر فى افريقيا، بنصيب 78 مشروعا فى عام 2013 بانخفاض 20 % عن عام 2012.