تواصل ميلشيات ليبية هجومها المنقطع بهدف السيطرة على مطار طرابلس الدولي، ويرى المراقبون أن هناك ثلاثة دوافع وراء الهجوم، أولها

 محاولة الإطاحة بالعملية السياسية بعد اكتشاف قوى خسارتها الفادحة في الانتخابات البرلمانية، كما أن السبب الثاني هو قطع الطريق أمام عملية الكرامة ومنعها من الوصول إلى طرابلس والمنطقة الغربية، فيما يبقى السبب الثالث خشية قوى الإسلام السياسي من تحالف الزنتان مع القبائل العربية خصوصاً بعد ظهور بوادر للتقارب بين الطرفين.

وللأسبوع الثاني على التوالي تقوم ميلشيات الدروع القادمة من مصراتة وقوات غرفة ثوار ليبيا وعدد من الجماعات المسلحة بما تسميها معركة «قسورة» أو «فجر ليبيا» التي أدت إلى مقتل العشرات وإصابة المئات من المسلحين والمدنيين وإلى خسائر كبيرة في مبنى المطار والمناطق السكنية المجاورة له وفي الأسطول الجوي الليبي.

وأكدت مصادر مطلعة لـ«البيان» أن «الميلشيات المسلحة المرتبطة بقوى الإسلام السياسي تقلت أوامر من عواصم إقليمية داعمة لجماعة الإخوان، بالتحرك لإعادة خلط الأوراق بما يمنع وصول التيارات المدنية والديمقراطية للسلطة، كما اشترطت لعودة الهدوء تكليف عبدالرحمن السويحلي أحد قادة الميلشيات المعروفة في مصراتة برئاسة البرلمان المقبل، وأحمد معيتيق برئاسة الحكومة، بما يعطى حصانة للإسلاميين وأمراء من أية ملاحقة قضائية».

ويرى المراقبون أن «المعركة التي يقودها عضو المؤتمر الوطني العام صلاح بادي، تقررت من قبل جماعة الإخوان المسلمين وجناحها السياسي حزب العدالة والبناء والجماعة الإسلامية المقاتلة والجهاز السياسي حزب «الوطن» وكتلتها داخل المؤتمر الوطني العام المعروفة باسم «الوفاء»، إضافة إلى قيادات تابعة لتنظيم أنصار الشريعة وأطراف من داخل الحكومة»، وتهدف أساساً إلى «التشويش على العملية السياسية بعد اكتشاف قوى الإسلام السياسي خسارتها الفادحة في الانتخابات البرلمانية، حيث لم تحصل على أكثر من 30 مقعداً من جملة 200، كما أن القرار بنقل البرلمان إلى بنغازي زاد من خوف الإسلاميين على نفوذهم ومصالحهم السياسية والاقتصادية، الأمر الذي دفع بهم إلى خوض معركة المطار لضمان السيطرة على جميع منافذ العاصمة ثم الإعلان عن رفض نتائج الانتخابات».

قطع الطريق أمام «الكرامة»

وثاني الدوافع هو «قطع الطريق أمام عملية الكرامة ومنعها من الوصول إلى طرابلس والمنطقة الغربية، حيث إن سيطرة الميلشيات على مطار طرابلس الدولي ستغلق أمام الجيش الليبي أي منفذ للحصول على العتاد والدعم وأي مجال للتنقل والتواصل مع داخل البلاد وخارجها، خصوصاً وأن مطار معيتيقة خاضع بالكامل للجماعة المقاتلة ومطار مصراتة يقع تحت سيطرة دروع المنطقة الوسطى».

وللعلم فإن مطار طرابلس لا يزال يخضع لسيطرة قوة حرس الحدود التابعة للجيش الوطني، وهي من تشكيلات كتيبة القعقاع المحسوبة على ثوار الزنتان، وتتكون من عناصر مدربة جيداً، أغلبها كان يعمل ضمن قوات الجيش الحكومي السابق، وخاصة ضمن اللواء 32 معزز وكتيبة محمد المقريف.

تحالفات قبلية

ثالث الدوافع، يكمن في خشية قوى الإسلام السياسي والميلشيات الليبية في تحالف الزنتان مع القبائل العربية التي كانت تمثل معها حلفاً تاريخياً، خصوصاً بعد ظهور بوادر للتقارب بين الطرفين، فالزنتان في حالة الانفراد بها ستجد نفسها في وضع صعب، بينما تمتلك حالياً أهم لاعب خفي في المعركة وهو سيف الإسلام القذافي الذي لاتزال أغلب القبائل البدوية موالية لنظام والده الراحل، لذلك طالبت الميلشيات بالمطار وبتسليمها سيف الإسلام القذافي، وهو ما رفضته قبيلة الزنتان رفضاً تاماً.

وتقارب الزنتان مع القبائل دفع بقبائل مجاورة وخاصة قبيلة ورشفانة إلى دعمها في مواجهة الهجوم على المطار.