أعلن رئيس فرع الهلال الأحمر الليبي، أوباري أمود العربي، أن الهلال الأحمر الجزائري قدم، اليوم الثلاثاء، مساعدات غذائية تقدر بـ200 طن لمتضرري نزاع قبلي جنوبي ليبيا.

وفي تصريحات لوكالة الأناضول، أضاف العربي أن "المساعدات وصلت، اليوم، إلى منفذ إيسين الحدودي بين ليبيا والجزائر، وهي مقدمة إلى أهالي مدينتي غات وأوباري (جنوبي ليبيا)، واللتين تعانيان نقصا في المواد الغذائية والطبية لتأثرهما من أحداث الاقتتال الدائر بين التبو والطوارق في مدينة أوباري ما أدى إلى نزوح عدد كبير من أهالي أوباري إلى المدن المجاورة وانقطاع الإمدادات الغذائية عن غات بسبب هذا الاقتتال".

ولفت العربي إلى أن "المساعدات تقدر بحوالي 200 طن تقريبا، وتتكون القافلة من المواد الغذائية من حليب وبقوليات وعجائن ودقيق وحليب ولوازم وحليب الأطفال".

وبين العربي أن "هنالك إمدادات طبية ستصل قريبا من سبها (جنوب ليبيا) إلى مدينة أوباري وما جاورها، كما أن الهلال الأحمر سيطلق في الفترة المقبلة حملة لتطعيم الأطفال النازحين أو من هم داخل أوباري"، دون تحديد جداول زمنية محددة.

وتدور اشتباكات بين قبائل التبو والطوارق في مدينة أوباري منذ أكثر من شهر، سقط فيها عدد من القتلى والجرحى، رغم الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان في 22 سبتمبر/ أيلول الماضي، لوقف إطلاق النار بينهما، بعد أيام من القتال، أسقطت نحو 20 قتيلا.

ويعود أصل هذه الاشتباكات إلى مشاجرة بين أفراد أمن من قبائل الطوارق ومواطن من قبائل التبو.

ويشهد الجنوب الليبي بين الحين والآخر اشتباكات قبلية، لاسيما أن المنطقة تضم قبائل عربية وغير عربية.

والطوارق، أو أمازيغ الصحراء، هم قبائل من الرحّل والمستقرين يعيشون في صحراء الجزائر، ومالي، والنيجر وليبيا وبوركينا فاسو، وهم مسلمون سنة.

ولا توجد أرقام رسمية حول تعداد الطوارق في ليبيا، إلا أن بعض الجهات تقدرهم بما بين 28 و30 ألفًا من أصل تعداد ليبيا البالغ حوالي 6.5 مليون نسمة.

أما قبائل التبو (غير عربية) فهم مجموعة من القبائل البدوية تسكن جنوبي ليبيا وشمالي النيجر وشمالي تشاد، وقد اختلف المؤرخون في تحديد أصولهم، فقال بعض المؤرخين إنهم يرجعون في أصولهم التاريخية إلى قبائل "التمحو" الليبية القديمة، وذهب آخرون إلى أنهم قبائل "الجرمنت"، وهي قبائل كانت تسكن جنوبي ليبيا، بينما يقول فريق ثالث إنهم من قبائل ليبية قديمة كانت تسمى "التيبوس" وتسكن شمالي ليبيا.