في السادس عشر من شهر فبراير من عام 2015 شنت القوات الجوية المصرية غارات جوية على مواقع تنظيم داعش في ليبيا. بعد أن أصدر تنظيم داعش في ليبيا فيديو بتاريخ 15 فبراير 2015 يصور قطع رؤوس 21 من الأقباط المصريين. خلال ساعات ردت القوات الجوية المصرية بضربات الجوية ضد أهداف محددة مسبقًا انتقامًا للعمال المصريين. الطائرات الحربية عملت بالتنسيق مع الحكومة الليبية "الرسمية"

وأفيد أن الجولة الأولى من الضربات الجوية المصرية قتلت 64 من مقاتلي داعش، بينهم ثلاثة من القيادة، في المدن الساحلية في درنة وسرت. وقالت تقارير وصلت إلى تونس أن 35 آخرين على الأقل من المصريين كان قد اعتقلوا من قبل تنظيم داعش ردا على الغارات الجوية، ولكن هذا لم تؤكده مصر

وقال بيان عسكري إن مقاتلات مصرية وجهت ضربة لأهداف تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا فجر اليوم الإثنين 16 فبراير، وإن الضربة استهدفت معسكرات ومناطق تمركز وتدريب، ومخازن أسلحة وذخائر للتنظيم. 

عندما بدأ التدخل، صرحت وزارة الخارجية المصرية بأن على التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش في سوريا والعراق توسيع نطاق أهدافه لشمال أفريقيا واتخاذ إجراءات ضد كل الجماعات المتطرفة في ليبيا.

وقال قائد عملية الكرامة في ليبيا اللواء آنذاك خليفة حفتر، إن ما حدث ضد المصريين في ليبيا على يد تنظيم "داعش" الإرهابي جريمة بشعة تكشف حجم الخطر الذي تواجهه الدول العربية، وتؤكد على ضرورة التكاتف والتوحد من أجل مواجهة وملاحقة هؤلاء المجرمين السفلة.

وأوضح حفتر، خلال مداخلة هاتفية في برنامج" العاشرة مساء" المذاع على قناة دريم2 أنه يؤيد وبقوة التدخل العسكري المصري في ليبيا، لضرب تنظيم "داعش" الإرهابي وغيرها من المجموعات الإرهابية حيث أن هؤلاء الإرهابيون ينشرون الفزع والرعب الخوف في نفوس الليبيين قبل المصريين ونتعاون مع مصر من أجل القضاء عليهم.

وأضاف حفتر، أن الإرهاب يهدد جميع الدول العربية وليس مصر وليبيا فقط، ولكنه منتشر في العالم كله ويجب مواجهته بحزم وقوة وعلى الجميع أن يقوم بدوره للتخلص من هؤلاء الشرذمة. وأكد حفتر إلى أن الليبيين سيساعدون الجيش المصري في الانتقام من تنظيم "داعش" الإرهابي.

كما أكد العميد صقر الجروشي قائد القوات الجوية الليبية، أن الطلعات الجوية التي نفذتها القوات الجوية المصرية بالتنسيق مع ليبيا، استهدفت معاقل للإرهابيين بمدينة درنة، مشيراً إلى أن المحصلة الأولية تشير إلى أن 50 إرهابياً منتميين لتنظيم داعش قتلوا خلال هذه الطلعات. وأشار العميد صقر الجروشي قائد القوات الجوية الليبية أن استهداف درنة جاء كونها تحتوي على مراكز لتدريب الإرهابيين الذين قدموا إلى ليبيا عبر ميناء درنة من سوريا والعراق، فضلا عن مقاتلين آخرين انضموا من السودان وموريتانيا وأقاموا مراكز تدريب داخل المدينة القريبة من الحدود المصرية، لافتاً إلى أن الضربة جاءت بعد توافر معلومات حول تواجد الجماعات الإرهابية هناك، وتحديداً "داعش" الذين قتلوا 21 مصرياً قبطياً. وقال الجروشي إنه مكلف من القيادة الليبية للقوات المسلحة بالتنسيق مع الجانب المصري لتوجيه ضربات جوية ضد مواقع المقاتلين الخوراج في درنة.

بدوره، رفض رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الله الثني ما يقال عن انتهاك الضربة الجوية المصرية على معاقل تنظيم داعش بمدينة درنة لحرمة السيادة الليبية، موضحًا أنها تمت بتنسيق وتواصل بين القيادة السياسية والعسكرية المصرية والليبية، فيما أكد أن الضربات ستستمر حتى القضاء على داعش.

ونفى «الثني»، في حديث لجريدة الشرق الأوسط اللندنية، أن تعقب الضربات الجوية تدخلًا بريًا قائلًا: «هذه المجموعات تنتشر داخل الكهوف وداخل المغارات، ومن الصعب متابعتهم بالقوات البرية. لكن الضربات الجوية المحددة المواقع مسبقًا سيكون لها تأثير إيجابي في القضاء على هذه المجموعات بعون الله».

وطالب «الثني» بتفعيل اتفاقية الدفاع المشترك قائلًا: «علينا نحن العرب أن ندرك الخطورة، وعلينا أن نفعل اتفاقية الدفاع المشترك بجامعة الدول العربية، حتى تكون هي حجر الأساس لتقديم الدعم. علينا نحن الدول العربية أن يكون لنا كيان نجتمع فيه لتوحيد الصف ولمحاربة هذه الظاهرة التي تسيء للإسلام والمسلمين».

بالمقابل، أدان المؤتمر الوطني ما وصفه بـ "العدوان المصري على مدينة درنة"، معتبراً أنه "اعتداء على السيادة الليبية"، وقدم تعازيه لـ "أسر الشهداء"، الذين سقطوا نتيجة "هذا الاعتداء"، داعياً الليبيين كافة إلى "التضامن والوقوف صفاً واحداً، في هذا الظرف العصيب."