في مثل هذا اليوم 10 مارس من العام 1949 اتفقت بريطانيا وإيطاليا و فرنسا على مشروع (بيفن سفورزا) الخاص بليبيا الذي يقضي بفرض الوصاية الإيطالية على اقليم طرابلس والوصاية البريطانية على برقة والوصاية الفرنسية على فزان، على أن تمنح ليبيا الاستقلال بعد عشر سنوات من تاريخ الموافقة على مشروع الوصاية، وقد وافقت عليه اللجنة المختصة في الأمم المتحدة ورفعته إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة للاقتراع عليه، ولكن المشروع باء بالفشل لحصوله على عدد قليل من الأصوات المؤيدة، نتيجة للمفاوضات المضنية لحشد الدعم لاستقلال ليبيا التي قام بها وفد من أحرار ومناضلي ليبيا للمطالبة بوحدة واستقلال البلاد وتحدث بأسمهم عمر فائق شنيب، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 289 في 21/11/1949 م الذي يقضي بمنح ليبيا استقلالها في موعد لا يتجاوز الأول من يناير 1952 م، وكُوِنت لجنة لتعمل على تنفيذ قرار الأمم المتحدة ولتبذل قصارى جهدها من أجل تحقيق استقلال كامل التراب الليبي ونقل السلطة إلى حكومة ليبية مستقلة.و« بيفن سفورزا » هو مشروع خطة وصاية جرت بين وزير خارجية إيطاليا كارلو سفورزا و وزير خارجية بريطانيا إرنست بيفن وفيه تم الأتفاق بين الدولتين على  أن تحصل  ليبيا على أستقلالها بعد عشر سنوات على أن توضع أقاليم ليبيا الثلاث خلال هذه الفترة تحت وصاية دولية تتولى بريطانيا الوصاية على برقة وتتولى أيطاليا بموجبها أدارة طرابلس وتتولى فرنسا أدارة فزان.وينص المشروع على : أولا: تحصل ليبيا على استقلالها بعد عشر سنوات من تنفيذ هذا القرار بشرط أن تقرر الجمعية العامة للأمم المتحدة أن هذه الخطوة مناسبة.
1) وضع برقة تحت الوصاية الدولية، على أن تتولى المملكة المتحدة إدارتها، دون أن يؤثر ذلك على وحدة ليبيا.
2) وضع فزان تحت الوصاية الدولية، على أن تتولى فرنسا إدارتها، دون أن يؤثر ذلك على وحدة ليبيا.
3) وضع طرابلس تحت الوصاية الدولية في نهاية عام 1951، على أن تتولى إيطاليا إدارتها، دون أن يؤثر ذلك على وحدة ليبيا. على أن تستمر الإدارة العسكرية البريطانية المؤقتة بعملها خلال فترة الانتقال بمساعدة مجلس استشاري يتكون من ممثلين عن (مصر، فرنسا، إيطاليا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، وممثل عن الشعب)، على أن تحدد اختصاصاته بالاتفاق مع الإدارة.
ثانيا: العمل على تنسيق السياسة بين الإدارات الثلاث حتى لا ينشأ ما قد يعرقل استقلال ليبيا أو يؤثر في وحدتها. ويتولى مجلس الوصاية الدولية التابع لهيئة الأمم المتحدة متابعة تنفيذ ذلك.
وبينما كانت المناقشات في اللجنة السياسية على أشدها، كان الانفجار الغاضب في كل مدن ليبيا وقراها، فقامت المظاهرات والإضرابات رفضا للمشروع وتعبيرا عن مناهضة أية فكرة ترمي نحو عودة الحكم الإيطالي، وإبداء للاستعداد لمقاومة إيطاليا بالقوة المسلحة إن لزم الأمر، وتعالت الهتافات مطالبة بالاستقلال والوحدة، ووجه المواطنون سيلا من البرقيات والنداءات إلى زعماء البلاد للاتحاد ومواجهة الموقف، ووجهت برقيات إلى الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية، كما وُجهت برقيات إلى وزير خارجية بريطانيا واصفة اتفاقه مع (سفورزا) بأنه خال من أي خلق ويتعارض مع الوعود التي قطعتها بريطانيا إلى الشعب الليبيقدم المشروع للأمم المتحدة للتصويت عليه أمام الجمعية العامة في 17 مايو 1949 ولتمريره كان يتطلب موافقة ثلثى الأعضاء الحاضرين وعددهم 58 دولة ونجح أحد أعضاء الوفد الليبى وهو الدكتور علي نورالدين العنيزي  في كسب تأييد ممثل دولة هايتى لدى الأمم المتحدة  إيميل سان لو فكان صوته هو المرجح الذي أدى إلى سقوط المشروع ،وفي 21 نوفمبر 1949 تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا اقترحته وفود الهند والعراق وباكستان والولايات المتحدة ينص أن ليبيا يجب أن تصبح مستقلة قبل 1 يناير 1952 فصوت لصالح القرار 48 صوتا ومعارضة الحبشة وغياب تسع دول منها فرنسا وخمس دول شيوعية.
وفي شهر أكتوبر 1950م تكونت جمعية تأسيسية من ستين عضواً يمثل كل إقليم من أقاليم ليبيا الثلاثة (عشرون عضواً)، وفي 25 نوفمبر من السنة نفسها اجتمعت الجمعية التأسيسية لتقرر شكل الدولة، وعلى الرغم من اعتراض ممثلي ولاية طرابلس على النظام الإتحادي فقد تم الاتفاق، وكلفت الجمعية التأسيسية لجنة لصياغة الدستور، فقامت تلك اللجنة بدراسة النظم الإتحادية المختلفة في العالم وقدمت تقريرها إلى الجمعية التأسيسية في سبتمبر 1951 م وكانت قد تكونت حكومات إقليمية مؤقتة بليبيا، وفي 29 مارس 1951م أعلنت الجمعية التأسيسية عن تشكيل حكومة اتحادية لليبيا مؤقتة في طرابلس برئاسة السيد محمود المنتصر، وفي يوم 12/10/1951 م، نقلت إلى الحكومة الإتحادية والحكومات الإقليمية السلطة كاملة ما عدا ما يتعلق بأمور الدفاع والشؤون الخارجية والمالية، فالسلطات المالية نقلت إلى حكومة ليبيا الاتحادية في 15/12/1951 م، وأعقب ذلك فق 24 ديسمبر 1951 م إعلان دستور ليبيا الاتحادي واختيار ادريس السنوسي ملكا ل المملكة الليبية المتحدة بنظام فيدرالي يضم ثلاثة ولايات (طرابلس، برقة، فزان).
وبعد اكتشاف النفط في سنة 1957 بدأت الدوائر الاستعمارية تحيك المكائد من أجل السيطرة على ثروات ليبيا وازدادت تلك المؤمرات بعد اكتشاف النفط بكميات هائلة وتصدير أول شحنة نفط ليبية في سنة 1963 وبالتالي ضغطت شركات النفط الكبري وعملائها في خلق الذرئع والعقبات تارة بأرتفاع تكلفة النظام الاتحادي وصعوبة التعامل مع ثلاثة حكومات اقليمية وضغطت شركات النفط وعملائها المحليين في تحول ليبيا الي النظام المركزي وإلغاء النظام الإتحادي بعد اقناع الملك ادريس السنوسي فقاموا في 26 أبريل 1963م بتعديل دستور ليبيا بقانون وأسسوا دولة ليبيا الموحدة ذات النظام المركزي تحت اسم المملكة الليبية وعاصمتها مدينة البيضاءوبعد إلغاء النظام الفيدرالي سنة 1963 تشكلت 6 حكومات مركزية في 6 سنوات تحت النظام المركزي، انتهت آخر تلك الحكومات بثورة الفاتح من سبتمير 1969 بقيادة الزعيم الراحل معمر القذافي .